الخميس 31 أكتوبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

◄الرئيس أدار أزمة غزة بحكمة القوة وقوة الحكمة 

◄ قرارات الرئيس عكست قوة مصر وترجمت على أرض الواقع دعم الشعب له فى جميع خطواته 

◄ نجاح مصر فى عقد الهدنة الإنسانية يؤكد أنها "الرقم القوى" فى المنطقة

◄يتعامل فى كل الملفات بحكمة ويستخدم القوة فى مكانها دون أن يورط مصر فى مغامرات غير محسوبة

 

لم نكن نحتاج إلى دليل يؤكد لنا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو رجل المنطقة القوى، فبما فعله خلال السنوات العشر منذ توليه مقاليد الحكم بمصر أثبت أنه يمتلك الإرادة للفعل، كما أن لديه قدرات الإدارة الحكيمة التى تمكنه من إنفاذ ما يخطط له ويريده، لكن جاءت الأحداث الأخيرة فى غزة لتؤكد للجميع أنه ليس الرجل القوى فى المنطقة فقط، بل إنه الرجل الحكيم أيضا.  من اللحظة الأولى للأحداث فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وهو يدرك أبعاد الأزمة، فطالب بإنهاء التصعيد الذى لن يكون فى مصلحة أحد، كما حذر من توسيع دائرة الصراع، لأن هذا التوسيع يمكن أن يجر المنطقة إلى حرب إقليمية، لن يقدر أحد على تحمل تبعاتها أو دفع ثمنها أو التفاعل مع آثارها.  فرضت الأحداث التعامل بمنطق القوة، لكن ولأن الرئيس يدرك خطورة الأحداث فقد أطلق فلسفته التى تعامل بها من اللحظة الأولى وهى قوة الحكمة وحكمة القوة، فبدونهما لا يمكن أن تصل المنطقة إلى بر الأمان، ولا يمكن أن يسلم أحد، فالكل خاسر إن لم نحتكم إلى صوت العقل.  أول مظهر من مظاهر قوة الرئيس السيسى وهى القوة التى يستمدها من مصر الدولة الكبيرة التى يمنحها موقعها زخما كبيرا وتأخذ من تاريخها مددا هائلا فى مواجهة الأحداث الكبرى، كان قرار الرئيس إغلاق المعبر أمام الرعايا الأجانب الذين يريدون الخروج من غزة، وعدم فتحه إلا بعد فتح المعبر لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وهو ما رضخ له العالم ، فبدون أن تأخذ مصر هذا الموقف ما كان لأى شاحنة أن تعبر إلى غزة.  كان من ثوابت مصر فى هذه الأزمة التخفيف عن أهالى غزة فى مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلى الذى شن حرب إبادة ضد أهالى غزة، ولتنفيذ هذا التخفيف كان لابد من حشد أكبر قدر من المساعدات على المعبر ثم إدخالها، ولما تعنتت إسرائيل ومن وراءها الدول التى تدعمها لم تجد مصر أمامها إلا هذا التهديد، وبالفعل نفذته فرضخ العالم.  مظهر القوة الثانى كان فى تضامن مصر مع كلٍ من الأردن وفلسطين فى رفض مقابلة الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى كان مفترضا أن يعقد مؤتمرا صحفيا عالميا يجمعه مع الرئيس السيسى والملك عبد الله الثانى بن الحسين والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن.  كان الرئيس الأمريكى قد قدم إلى المنطقة، وبدلا من أن يلعب دورا محايدا فى الأزمة أعلن انحيازه الكامل لإسرائيل عندما قال إنه جاء كصهيونى، وبعد ساعات من تصريحه قصفت إسرائيل مستشفى المعمدانى وهو ما كان له أثر سلبى على الأحداث، فأخذت مصر قرارها برفض عقد المؤتمر فى رسالة واضحة إلى رفض سياسة الأمريكان فى الأزمة.  ورغم معارضة أطراف كثيرة عقد قمة السلام فى القاهرة، وهو المؤتمر الذى عقد فى العاصمة الإدارية الجديدة، فإن الرئيس أصر عليه، وألح على أن يكون إقليميا ودوليا يحضره عدد من رؤساء وقادة العالم حتى يسمعوا بأنفسهم الموقف الحقيقى على الأرض، ورغم عدم خروج بيان ختامى للقمة ، فإن مصر وضعت ثوابتها من خلال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.  وعندما حضر الرئيس السيسى القمة العربية الإسلامية فى الرياض، وضع ما يمكننا اعتباره خارطة طريق يتحرك عليها العالم إذا أراد أن يحلحل الأزمة ويصل إلى حل عادل فيها، وكانت جهود القاهرة وخطواتها مقدرة عندما جاء فى البيان الختامى للقمة تأييد كامل لهذه الخطوات، بل والتأكيد على مباركة لكل ما تفعله مصر ورئيسها.  المواجهة الكبرى فى هذه الأزمة والتى أظهرت قوة الرئيس السيسى وحكمته وقدرته على إدارة الأمور برشد شديد كان موقفه من القضية المعروفة بتوطين الفلسطينيين ونقلهم للعيش والسكن فى سيناء، وهى الخطة القديمة التى تحدد الحديث عنها مرة أخرى بعد طوفان الأقصى وإصرار إسرائيل على الانتقام بشكل كامل. ليس برد الضربة بأشد منها ولكن بطرد الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم وتشريدهم خارجها.  أدرك الرئيس السيسى من اللحظة الأولى أن هناك تحركات إسرائيلية وغربية لتنفيذ هذه الخطة مستغلين أحداث غزة، فهى بالنسبة لهم فرصة لن تعوض أبدًا، فالعالم فى الغالب سيصمت تجاه تنفيذ هذا السيناريو تحت وطأة ادعاءات إسرائيل الكاذبة، فرغم أنها كانت تمارس ضد الفلسطينيين حرب إبادة شاملة، فإنها صورت للعالم أنها هى المعتدى عليها.  فى كل لقاءاته واتصالاته واجتماعاته والفاعليات التى شارك فيها الرئيس السيسى وضع المبدأ المصرى الذى لم يتغير ولم يتبدل، وهو أن مصر ترفض رفضا قاطعا سيناريو نقل الفلسطينيين من أراضيهم ونقلهم إلى سيناء، وذلك لأن هذا السيناريو معناه تصفية القضية الفلسطينية بشكل مطلق وهو ما ترفضه مصر بشكل كامل، ثم إن مصر ترفض حل الأزمة على حساب أمنها القومى وعلى حساب أرضها.  اعتقد العالم أن مصر تقول ما تقوله على سبيل التصريحات، لكن الرئيس بدأ أكبر مواجهة دبلوماسية مع ما يراد لسيناء، بدأ بشرح المخاطر التى يمكن أن تترتب على نقل الفلسطينيين إلى سيناء، وكيف أن هذا يمكن أن يضع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل على المحك ويمكن أن يعرضها للمخاطر، وهى الرسالة الأقوى التى كان يعرف الرئيس أن أحدًا فى العالم كله لا يمكن أن يتجاهلها. وضع الرئيس أمام العالم الحقيقة كاملة فما يقوله ليس كلامه وحده ولكنه كلام الشعب المصرى كله الذى استعان به الرئيس فى الوقت المناسب، فعندما قال إن ملايين المصريين يمكن أن ينزلوا إلى الشوارع استجابت الملايين بالفعل لدعوة الرئيس، وبالفعل وصلت رسالة الشعب المصرى التى نقلتها الشاشات العالمية، ليعرف العالم أن الموقف جاد لا هزل فيه.  بعد الإصرار المصرى على هذا الموقف الثابت الذى لم يتزعزع بدأت لغة العالم تتغير، وأصبحنا نستمع من قادة العالم من يتبنى الرؤية المصرية ويحذر من خطورة سيناريو التهجير، بل ويدعم مصر بكل قوة فى رفضها، بل خرجت دعوات كثيرة لدعم مصر التى تدفع ثمنا غاليا وكبيرا لما يحدث فى الإقليم من اضطرابات.  لقد نجحت مصر من خلال أدواتها الدبلوماسية فى أن تفرض رؤيتها على العالم ، فعلت ذلك بحكمة الرئيس وقدرته على شرح الموقف وجعله على أجندة العالم كله، فلم يأت رئيس أو مسئول أجنبى إلى مصر بل لم يتحدث أحدهم هاتفيا إلا وسمع من الرئيس هذه الرؤية.  ثم جاءت الضربة الكبرى عندما نجحت مصر بالمشاركة مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية فى عقد هدنة إنسانية وأشرفت على تنفيذها لتقول للعالم كله إن أى حل لهذه الأزمة وأى خروج من هذا المأزق لابد أن يمر من القاهرة.  لقد وضعت هذه الأزمة أيدينا جميعا على سر قوة وحكمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فهو يتحرك بقوة دولته ودعم شعبه، شعبه الذى عرف أن قائده يتعامل فى كل الملفات بحكمة ورشد وأنه يستخدم القوة فى مكانها وتوقيتها دون أن يتسبب أو يورط مصر فى مغامرات غير محسوبة.

تم نسخ الرابط