فتيات "أهل مصر" في جولة تفقدية بمحطة بنبان للطاقة الشمسية ومعبد كوم أمبو بأسوان
استقبلت محطة الطاقة الشمسية ببنبان بأسوان، ثالث زيارات الملتقى الثقافي الرابع عشر لثقافة وفنون الفتاة والمرأة بمشروع "أهل مصر"، المقام برعاية د. نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، حتى 24 ديسمبر الحالي.
بدأت فعاليات الزيارة بكلمة د. دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة والمشرف التنفيذي للملتقى، أوضحت خلالها أهمية مشروع الطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، والذي أصبح من أهم المشروعات التنموية التي تسعى الدولة المصرية إلى تطويرها وفقا لرؤية مصر ٢٠٣٠، مشيرة إلى الاستخدامات المتعددة للطاقة الشمسية التي أضحت بديلا للبترول، خاصة أن المحافظة تتمتع بالشمس الساطعة طوال العام.
تلى ذلك عرض تقديمي للمشروع أوضحت خلاله نهاد الأنور، سبب اختيار الحكومة المصرية لذلك المكان بالتحديد في أسوان لإنتاج الطاقة الشمسية، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق مع وكالة ناسا لاختيار مكان يحصل على أكبر قدر من الإشعاع الشمسي المرتفع، وبالفعل وقع اختيار مكان المشروع على بعد ٤٠ كم غرب مدينة أسوان، وحوالي ١٥ كم غرب النيل، على مساحة ٣٧ كم مربع، ومقسمة إلى ٤١ قطعة أرض متجاورة، منها ٣٢ قطعة أرض تابعة إلى ١٨ شركة من شركات الطاقة الشمسية بسعة تصل إلى ١٤٦٥ ميجا وات، وعدد من الوحدات الكهربائية يصل إلى ٦٠٨ مليون خلية قادرة على تشغيل مليون منزل.
وعن مزايا مشروع الطاقة الشمسية في بنبان قالت "الأنور" يعد المشروع بمثابة سد عال جديد على أرض أسوان، فالطاقة الناتجة منه تعادل ٩١ ٪ من كمية الطاقة الناتجة من السد العالي، هذا وقد أطلقت الحكومة المصرية برنامج تعزيز التغذية الشمسية عام ٢٠١٥ بهدف توليد ٢٠٪ من الطاقة من المصادر المتجددة، وبلغت نسبة توليد الطاقة في بنبان ٣٪.
كما أن المشروع ساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى ١.٩ مليون طن في السنة، هذا إلى جانب توفير ٢٠ ألف فرصة عمل خلال فترة الإنشاء، وتشغيل ١٤ ألف عامل خلال فترة التنفيذ، ودعم المشروعات الصغيرة وقطاعي التعليم والصحة. واختتمت حديثها بتعريف المشاركات بنظام الحماية بالمشروع، والمزود بعدة أجراس للطواريء، وسيارات إسعاف وإطفاء حرائق، وعيادات طبية لرعاية العاملين.
زيارة معبد كوم أمبو
كما شهدت الفعاليات زيارة معبد كوم أمبو واستمع الفتيات لدعاء أبو الحسن -مفتش الآثار، التي أوضحت أن المعبد يتكون من القاعات الداخلية وقدسا الأقداس، ويتميز سقف إحدى القاعات بمجموعة من النقوش البارزة والزخارف الملونة لمناظر أشكال نجوم على صفحة سماء زرقاء، وعن قدسا الأقداس أشارت أنهما في نهاية المعبد، القدس الجنوبي لسوبك والآخر لحورس، ويتوسط كل قاعة قطعة من الجرانيت الأسود، بالإضافة إلى مجموعة من السراديب والغرف السرية المخصصة لتخزين القرابين وأدوات ممارسة الطقوس الدينية، والتي كانت تقع أسفل قدس الأقداس وداخل جدرانه
وعن مكونات المعبد أوضحت أنه يحتوي على نقوش تدل على قوائم الأعياد والتقويم، حيث يتكون التقويم المصري القديم من ثلاثة مواسم "الفيضان، الزراعة، الحصاد" وكل موسم يمثل أربعة أشهر، إلى جانب نقوش الأدوات الجراحية من مشارط ومناشير وخطافات وملقاط مقاييس وغيرها من أدوات الطب والجراحة، بجانب نقوش توضح الإمبراطور الروماني راكعا أمام المعبود المتوج.
واستكملت مفتش الآثار شروحها بتوضيح أن المعابد المصرية قديما كانت مخصصة للكهنة، لكن سمح لعامة الشعب بالصلاة لمعبوداتهم داخل مقصورة داخلية باسم "مقصورة الآذان المصغية" وكانت تقع خلف الجدار الخلفي للمعبد، لتصبح في أقرب مكان لقدس الاقداس، كما يحتوي المعبد على بئر مستدير ذو درج ويبلغ عمقه ١٦ م يرجع إلى العصر الروماني، وكانت وظيفته قياس مستوى الفيضان، وكان عن طريقه يتم التخطيط لحفر قنوات الري والتنبؤ بنتائج المحصول الزراعي وتحديد قيمة الضرائب.
وبمتحف التماسيح المعبد استمع المشاركون إلى شرح زينب محمود - مفتش آثار، التي تناولت مكونات المتحف مشيرة أنه يوجد به مجموعة من التماسيح منها التماثيل الحجرية لتماسيح وكانت تقدم كقرابين للمعبود سوبك، بالإضافة إلى معروضات لجنين تماسيح محنطة، كما يوجد بالمتحف لوحة من الحجر الجيري يعلوها نقوش تمثل المعبود سوبك وربة النسيم يتقبلان القرابين من الكاهن الأكبر للمعبود سوبك.
ويستضيف الملتقى ١٢٩ فتاة وسيدة من المحافظات الحدودية شمال وجنوب سيناء، الوادي الجديد، مطروح، الشلاتين، حلايب، أبو رماد بالبحر الأحمر، أسوان وحي الأسمرات بالقاهرة، وذلك بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، وبالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي برئاسة عماد فتحي، وفرع ثقافة أسوان برئاسة يوسف محمود.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة لأبناء المحافظات الحدودية، تضم لجنته العليا المخرج أحمد السيد، والمخرج هشام عطوة مستشار وزارة الثقافة لشئون الأنشطة الثقافية والفنية، ويهدف المشروع إلى تشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، لثلاثة فئات وهي المرأة والشباب والأطفال.