توقعات بارتفاع عوائد السياحة الخضراء فى العالم بنسبة 55%
إطلاق مبادرة عبر السوشيال ميديا لدعوة الأجانب لزيارة مصر
يجب دعم وتشجيع السياحة البيئية إذ تحتوى مصر على 30 محمية طبيعية
66% من السائحين والمسافرين يؤكدون أن الاستدامة والسياحة الخضراء عاملان أساسيان فى اختيار وجهاتهم
64% من السائحين يراجعون المعايير البيئية قبل اتخاذ قرارهم فى السفر
66% منهم أبدوا استعدادا أن يدفعوا أكثر مقابل تحقق الاشتراطات البيئية
التوسع فى التأشيرة الإلكترونية وفتح المجال الجوى للطيران الخاص بأسعار أقل تكلفة
على الرغم من كافة الظروف التى تتسبب بشكل أو بآخر فى تعطيل حركة السياحة الوافدة التى تعد أحد أهم وأبرز مصادر الدخل القومى، فإننى كنت دائماً ومازلت على قناعة تامة بأننا قادرون على تجاوز تلك الصعاب وبكل تأكيد فإن هذا لن يتحقق دون أن تكون لدينا رؤية مستقبلية وخطط طموحة قابلة للتنفيذ تستهدف فى المقام الأول تحقيق التنمية السياحية المستدامة.
لذا فقد أسعدنى ما استعرضه المهندس حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ، بشأن استيضاح سياسة الحكومة بشأن آليات تحقيق التنمية السياحية المستدامة التى تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والموروث الثقافى من جانب، وبين تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية للدولة من جانب آخر، وذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ.
فقد أشار الجندى إلى أن قطاع السياحة يعد من أهم دعائم الاقتصاد وتحقيق التنمية الاقتصادية، ويمثل أحد المصادر الرئيسة للعملة الصعبة فى مصر، ويسهم فى خلق فرص، لافتاً إلى أن عدد العاملين فى القطاع يقدر بحوالى 3 ملايين، مثمناً الجهود التى تبذلها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لدعم وتشجيع السياحة، وقال إنه بمقارنة معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر بالمؤشرات العالمية للسياحة، فقد حققت معدلاتها فى مصر زيادة بنسبة 11 % عما حققه العالم خلال الربع الأول من عام 2023، كما أن عام 2023 شهد تحقيق رقم قياسى بالنسبة لحجم السياحة الوافدة، حيث سجل عدد السائحين خلال العام نحو 15 مليون سائح.
واللافت للنظر أن أبرز التحديات فى قطاع السياحة، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية- الأوكرانية، بالإضافة إلى الطاقة الفندقية فى مصر التى وصلت إلى 215 ألف غرفة فندقية بينما نحتاج إلى 500 ألف غرفة للوصول إلى المستهدف فى خطة الدولة لاستقبال 30 مليون سائح فى 2028، كما تعد مشكلة التمويل من أبرز التحديات التى تواجه المستثمرين السياحيين، وكذلك صعوبة الحصول على الأراضى، علاوة على وجود فنادق وشركات سياحية متعثرة وغرف فندقية مغلقة، ومشكلة تدنى عدد العمالة، وعدم وجود خطة تسويق واضحة، وأيضاً افتقار الكثير من المواطنين للوعى السياحى وكيفية التعامل مع السائح. وهناك دراسة دولية حديثة عن اهتمامات وتفضيلات السائحين لمنطقة الشرق الأوسط، توضح أنه متوقع ارتفاع عوائد السياحة الخضراء فى العالم بنسبة 55% فى عام 2027 قياسا بالفترة قبل عام 2020، وأن 66% من السائحين والمسافرين يؤكدون أن الاستدامة والسياحة الخضراء عامل أساسى فى اختيار وجهاتهم، و64% من السائحين يراجعون المعايير البيئية قبل اتخاذ قرارهم فى السفر، و66% منهم أبدوا استعدادا أن يدفعوا أكثر مقابل تحقق الاشتراطات البيئية. وهنا علينا أن نتساءل : هل مصر كوجهة مؤهلة لهذا التوجه العالمى؟ وماذا ينقصنا بجهد قليل جدا وخطط إستراتيجية منضبطة؟ والحق يقال فإن الدراسة تؤكد أنه لدى مصر موارد متعددة يمكنها الاستفادة منها، لكن لايزال هناك العديد من الجهود التى يجب بذلها فى هذا المجال، والتقرير يثنى على الجهود والمبادرات المصرية فى هذا الشأن والتى كان لها أثر كبير فى نفوس السائحين والزائرين مصر، حيث قاموا بترتيب مصر بين الوجهات الأكثر اهتماما بالسياحة الخضراء، كما يجب أن نضع فى الاعتبار تنامى أحد الأنماط السياحية المرتبطة بالسياحة الخضراء والمستدامة وهو السياحة البطيئة ، وهى من أهم الأنماط السياحية حاليا، ومعظمها سياحة فردية ومعدل إنفاق السائح أعلى ومدة إقامته أكبر وطبيعة الوجهات أيضا، وهو متوافق بشدة مع تنوع الوجهات الموجودة بمصر.
واستوقفنى أيضاً ما أشار إليه الجندى بقوله إنه لا يزال هناك جهود كبيرة يجب بذلها طبقا لخطط إستراتيجية واضحة ومحددة الوقت والأهداف والإجراءات، ولا بد أن تتحول مصر إلى الوجهة الأفضل فى الشرق الأوسط، وضرورة الحفاظ على الأصول الثقافية والطبيعية والمواقع التاريخية غير المستكشفة وإرث مصر الطبيعى، مشدداً على ضرورة تعزيز التجربة السياحية بشكل كامل بكل جوانبها، وضرورة أن تكون محاور وأبعاد إستراتيجيات السياحة الخضراء محددة، ولكل منها خطة منفصلة يمكن قياس أثرها، وشدد على ضرورة الاهتمام بدعم وتشجيع السياحة البيئية؛ إذ تحتوى مصر على 30 محمية طبيعية، والاهتمام بأماكن الإقامة منخفضة الكربون، مثل النزل البيئية والتخييم التى تقع فى العديد من المحميات الطبيعية فى البلاد، حيث يبلغ متوسط عدد الزائرين للمحميات الطبيعية فى العام الواحد نحو 800 ألف زائر، وهو ما يمكن استغلاله والبناء عليه لتشجيع السياحة البيئية.
وهنا تكمن أهمية إطلاق مبادرة "VISIT "ME IN EGYPT، والتى يمكن تحقيقها بسهولة وتجذب 10 ملايين سائح على الأقل لمصر، وهو ما يبرز أيضاً أهمية تعزيز الوعى السياحى لدى المواطن المصرى، وترك المساحة للسائح للاحتكاك والتعايش مع المجتع المحلى ، حيث تقول الفكرة التى طرحها عضو مجلس الشيوخ إنه يوجد لدينا 45 مليون حساب نشط على السوشيال ميديا، نفترض معرفة 10 ملايين منها بلغة أجنبية والنسبة تزيد عن ذلك، ماذا لو أطلقنا مبادرة عالمية تحت شعار (Visit Me in Egypt) – يمكن لكل شخص من الـ 10 ملايين الترويج لمصر لصديق أجنبى واحد على الأقل، والترويج لثقافتنا المحلية المتعددة ووجهاتنا المتعددة وبتكلفة صفر، وتكون النتيجة حملة شخصية لملايين الأشخاص فى العالم لزيارة مصر وتحقيق أحد أهم معايير السياحة المستدامة وهى الاحتكاك بالسكان المحليين، فالسوشيال ميديا طاقة جبارة، فماذا لو وجهناها بشكل إيجابى لمصر، فى ظل تأثيرها الكبير ، كما أوصى النائب البرلمانى أيضاً بتعزيز وتوسيع المشاركة مع القطاع الخاص، وتيسير إجراءات الاستثمار السياحى خاصة فى مجال إنشاء الفنادق، وتيسير إجراءات الحصول على الأراضى، وحل مشكلة التمويل، وتقديم حوافز ومنح إعفاءات ضريبية وجمركية، وإعادة تأهيل الفنادق والمنشآت المغلقة وتشغيلها، وتحسين الأوضاع الخدمية واللوجستية، وضرورة وجود خطة تسويقية والاهتمام بالتسويق الرقمى، وإنشاء إدارة مختصة للتسويق السياحى بوزارة السياحة، مؤكداً على ضرورة تشجيع وتنشيط السياحة الداخلية والثقافية والبيئية والدينية والعلاجية والثقافية والاستشفائية، وتشجيع سياحة المهرجانات واليخوت وسياحة السفارى، وضرورة الاهتمام بالنقل السياحى، والربط بين المقاصد السياحية.
كما طالب بإتاحة المزيد من التيسيرات للحصول على التأشيرات السياحية، والتوسع فى التأشيرة الإلكترونية، وفتح المجال الجوى للطيران الخاص بأسعار أقل تكلفة، وتعزيز التكامل بين قطاعى السياحة والطيران، بالإضافة إلى تدريب وتثقيف العاملين فى قطاع السياحة على كيفية التعامل مع السائحين، وحل المشكلات التى تتعلق بقيام السائحين بالتصوير فى المناطق السياحية والأثرية، حتى يقدم السائح صورة ذهنية جيدة عن مصر، ومنع استغلال السائح، فضلا عن استغلال أزمة الطاقة والوقود والغاز فى أوروبا خاصة فى الشتاء باستقطاب وتحفيز السائحين فى هذه الدول لزيارة مصر، والاهتمام بالتحول الرقمى وميكنة الخدمات، وإنشاء تطبيق إلكترونى على الهاتف للترويج للسياحة المصرية.