أبوالغيط: ضحايا الاحتلال في غزة يفوق أعداد من قُتـ.لوا بأي نزاع آخر
افتتح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أعمال الدورة العادية 47 لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، اليوم الأربعاء، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة وزير الشباب بالمملكة الأردنية محمد سلامة فارس النابلسي، وبحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب، والأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل اّل سعود وزير الرياضة بالمملكة العربية السعودية.
وقال أبو الغيط في كلمته الافتتاحية للاجتماع، إننا جميعاً نتابع بحزن وغضب شديدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على أهلنا في قطاع غزة، منها بانه خلال أربعة أشهر من المذابح الوحشية، قتـ.ل الاحتلال من الأطفال والصحافيين والعاملين بالأمم المتحدة ما يفوق أعداد من قُتلوا في أي نزاع آخر معاصر.
ولفت أبوالغيط إلى أن ذلك لا يكشف فقط عن وحشية الاحتلال وتجاوزه لأبسط مبادئ الإنسانية والأخلاق وإنما يكشف أيضاً عن أزمة ضمير كبرى يعانيها المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي تتبنى مبادئ حقوق الإنسان وترفع لواءها، ثم نراها اليوم لا تكتفي بالصمت والعجز عن وقف هذا العدوان، وإنما تبادر إلى دعم الجلاد – بلا خجل ومن دون أي اعتبار للضحايا.
وأضاف أبو الغيط، أن هؤلاء الضحايا يمثل الشباب والأطفال أغلبيتهم الكاسحة لأن فلسطين وغزة بالتحديد، مجتمع شاب وأيضاً لأن الاحتلال لا يعترف بقوانين الحرب، ولا يلقي بالاً للقانون الدولي الإنساني، ويجد في النهاية – وللأسف الشديد – من يمنحه الغطاء السياسي، والضوء الأخضر ليواصل العدوان، هكذا وقف الفيتو الأمريكي، مرة بعد مرة، حائلاً دون استصدار قرار من مجلس الأمن بوقف فوري – دائم وليس مؤقتاً – لإطلاق النار.
وتابع الامين العام لجامعة الدول العربية أن أطفال غزة وشبابها فقدوا كل شيء في هذه المحرقة، فقدوا البيت الآمن والمدرسة والمستشفى فقدوا كل ما هو حقٌ لهم في هذه السن من تعليم ورياضة وتثقيف وكأن الاحتلال – بفعله هذا – يسعى للقضاء على المستقبل بتقويض دعائم المجتمع وتحطيم قواه النابضة والواعدة ممثلة في الشباب والأطفال.
وأوضح أنه على الرغم من ذلك، آثر هؤلاء الشباب الصمود والتمسك بحقهم في الحياة، وقد شاهد العالم عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كيف قاموا، ومنهم أطباء وكوادر طبية ودفاع مدني ومتطوعين، بأدوار بطولية على مدار شهور تَجلت في عمليات الإنقاذ والإغاثة ومساعدة النازحين، ولا ننسى ما قام به الشباب من المصورين والصحفيين والإعلاميين في تغطية الأحداث وتوثيقها ونشرها للعالم رغم كل المخاطر المحيطة بهم .
واستطرد أبو الغيط قائلا: أقول بصدق أن التاريخ سيُخلد قوة وبسالة الشباب الفلسطيني وإيمانه بعدالة قضيته، وإنني على ثقة من أن جيلاً جديداً سيخرج من رحم هذه الأزمة أشد إيماناً بالقضية وبالمستقبل.. ودورنا ومسئوليتنا – في كافة مؤسسات العمل العربي المشترك – أن نحتضن هذا الجيل ونعزز صموده ونساعده على اجتياز هذه المحنة إلى المستقبل الذي لا يمكن أن يقدر الاحتلال – مهما بلغ من الجبروت والبطش – على حرمان أبناء فلسطين منه.