سمير رجب يكتب : ميزة بعد النظر وهبها الله سبحانه وتعالى لعباده المخلصين.. الصادقين
- إعلان دعم مصر لمنظمة الأونروا يكشف ألاعيب إسرائيل ويوفر الطعام والكساء للفلسطينيين
- الفلسطينيون انقسموا إلى ثلاثة أجزاء كلها .. لا تقدر على الحياة.. ولا تقدر الحياة عليهم!
- سيادة "المجتمع الدولي".. أرجوك ابحث عن نفسك أولا قبل أن تبحث عن قضايا الآخرين!
ميزة بعد النظر لا تتوفر إلا فيمن أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون الوسيلة لإشاعة معاني العدل وتحقيق السلام وإرساء قواعد الديمقراطية بما يضمن للأمم وأبنائها حياة كريمة.
أقول ذلك بمناسبة الموقف الشجاع والمبادرة المتميزة من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي أكد من خلالها دعم مصر الكامل لمنظمة الأونروا وبذلك يغلق الطريق أمام ألاعيب إسرائيل وتجاه خبث ولؤم حكامها الذين يسعون إلى إنهاء وجود الفلسطينيين تماما وتركهم جوعى وعرايا ومشردين إلى ما لا نهاية.
بكل المقاييس لا يوجد أسوأ وأردأ مما فعلته إسرائيل وأحسب أن المجتمع الدولي الذي لم يلفظ أنفاسه الأخيرة مازال يناصر أعمال القتل والنسف والتدمير وانتهاك الحرمات.
***
وحتى الآن مازال نتنياهو يلف ويدور ويروح ويجيء من أجل اكتساح مدينة رفح الفلسطينية رغم أنه يعلم تماما حقيقة التداعيات التي يمكن أن يسببها هذا الاكتساح وأثرها ليس على منطقة الشرق الأوسط فحسب بل على الدنيا بأسرها.
وحتى الآن تبدو أمريكا غير موافقة على تحرك بنيامين نتنياهو في هذا الصدد لكن كونه يهرول إليها في شوق ولهفة فالله سبحانه وتعالى هو الأعلم بما يمكن أن يحدث وإن كانت البشائر لا تنبئ بالخير.
هل من المعقول يا سادة أن يتم إلغاء وزارة الصحة في غزة بقرار إسرائيلي؟! وهكذا يريدون إغلاق الأبواب درءا لأية مشاكل وهذا أسلوب إرهابي مائة xالمائة لا يمكن أن يكون له مجال في أي عصر حديث أو قديم..
على الجانب المقابل فإن وزارة الصحة تذيع أعداد القتلى والجرحى والمهددين بالقتل يوما بعد يوم على الأقل حتى تكشف مدى إصرار الإسرائيليين على موقفها من إبادة القطاع الذي أصبح أهله مجرد كائنات غير حية.. افتقدت الملاذ والمصير وبعد أن بلغ عددهم حتى الآن 31 ألفا و819 شهيدا.
***
على أي حال أحسب أن مصر لن تدع الفرصة لأي أحد لكي يورطها سياسيا أو عسكريا فهي تعلم طريقها جدا بل تعلم أيضا طريق الذين يقولون الكلام ونقيضه في آنٍ واحد..
***
ولعل آخر دليل على ذلك أن يعلن أنتوني يلنكن أن جميع سكان غزة يعانون ما أسماه مستويات مرعبة من انعدام الأمن الغذائي الحاد في نفس الوقت الذي مازال فيه الجسر الجوي بين واشنطن وتل أبيب والخاص بنقل السلاح والأفراد قائما يتحرك جهارا نهارا وكأن هناك من ملك البسيطة ومن عليها وهناك أيضا من فرض عليهم أن يعيشوا هائمين لا يجدون حتى جزءا من رصيف شارع أو محطة أوتوبيسات..!
أما بالنسبة للبيانات الصادرة عن منظمة حماس والتي اشتهرت طوال حياتها بالعنترية فغالبا لا تهتم بها إسرائيل بل ها هو بنيامين نتنياهو ورفاقه يقولون إنه أكد لبايدن تصميم إسرائيل على تحقيق جميع أهداف الحرب بما في ذلك القضاء على حماس..!
إذن فليتحمل كل طرف نتيجة غيه وضلاله وكذبه..!
***
تمزق الفلسطينيون وهذا قدرهم إلى ثلاثة أجزاء ليس لأي منها صلة بالحياة الإنسانية.
الجزء الأول هو الذي يتكون من الجوعى الذين لا يجدون حتى لقمة خبز يتناولونها بعد انتهاء يوم صيامهم.
الجزء الثاني.. الفارون من منازلهم ومحلاتهم ولجأوا إلى المستشفيات ليتحصنوا بداخلها لكن سفاح القرن بنيامين نتنياهو أخذ يطاردهم هم ومن سبق أن نقلوا للمستشفيات لعلاجهم من إصابات وجروح وكسور التي تسببت فيها صواريخ ومدافع وقنابل إسرائيل.
الجزء الثالث.. هم الذين ينتظرون الآن حتفهم في مدينة رفح الفلسطينية.
كل ذلك يحدث جهارا نهارا بينما هذا الذي مازال يسمى "المجتمع الدولي" عاجز عن فعل أي شيء وكأن إسرائيل هي "الغول" الذي يستطيع التهام من يريد التهامه دون أن يقدر أحد على منعه أو حتى وقفه لفترة قصيرة محددة.
***
وتعالوا نمعن التأمل معا بين دولتين اختارتا طريق السلام من أجل توفير معيشة آمنة لجميع شعوب منطقة الشرق الأوسط..
الدولتان اللتان أعنيهما هما مصر وإسرائيل وإن كنت أرى أن إسرائيل ليست بدولة لكن شاءت الأقدار.
ها هي مصر تبذل أقصى السبل للحفاظ على السلام وليس على هدم معانيه.. وقواعده أما إسرائيل فلم تعد تعترف سوى بسفك دماء الأبرياء ونسف وتدمير المنازل على رؤوس قاطنيها.
***
الواضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبذل المستحيل ويمارس أقصى قدر من الصبر تلافيا لأية تداعيات جسيمة وأيضا خطيرة.
الرئيس السيسي نبه أمس وأول أمس بل وكل يوم إلى عدم الاقتراب من مدينة رفح ومع ذلك مازال نتنياهو يصر على إطلاق صواريخ التهديد مشيرا إلى أن العمليات العسكرية لن تستغرق أكثر من شهرين أو ثلاثة..!
***
يعني إيه.. يعني هل أنت في طريقك إلى خلع البقية الباقية من ورقة التوت إذا ما انتوت التعامل مع أهالي رفح نفس تعاملها المسيء والمقزز مع أبناء غزة فهل وصل حكامها إلى درجة من التهور يتعذر معها حتى إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!
***
ثم..ثم.. فلماذا الآن تنتقل الحمم البركانية من بلد إلى بلد في المنطقة..؟!
هل تريدون أن تقولوا لي إن عدوانها المستمر على لبنان هذه الأيام يأتي دون أن يكون له ارتباط وثيق بتصفية حركة حماس وأعضائها في غزة؟!
طبعا لا.. هل تحريك أمريكا لأساطيلها وطياراتها التي بدون طيار جاءت من أجل حماية حبيبة القلب إسرائيل مدعية القوة فإذا بمعارك طوفان الأقصى تكشف تواضع جيشها وأن كل ما يقال عن إنه الجيش الذي لا يقهر مجرد كذبة وصدقوها..!
أيضا.. عندما جاءت أمريكا لتغزو العراق كانت عينها أيضا على جيشه الذي كان يتمتع بإمكانات بشرية وتسليحية على أعلى مستوى..
والآن تحاول أمريكا الاستقرار في المنطقة عن طريق أذرعها المتعددة.. إذن لا تعلقوا عليها آمالا كبارا..!
***
و..و..شكرا