الخميس 31 أكتوبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

الأمم المتحدة تثمّن دور القاهرة فى تخفيف معاناة الفلسطينيين

مصر تتفوق بجدارة فى إدخال شاحنات المساعدات واستقبال الجرحى 

أمين الأمم المتحدة متحدثا عن الدور المصرى: تحرك إستراتيجى وإنسانى يحمل بين طياته رسالة سلام وأمل

فتح معبر رفح واستقبال الجرحى وإدخال شاحنات المساعدات وتدشين جسور جوية وبرية لإيصال الغذاء والدواء

معسكرات إيواء ومستشفيات ميدانية وتوزيع الوجبات الطازجة خلال شهر رمضان  

القاهرة أثبتت أن دورها لا يقتصر على كونها مجرد دولة جارة بل هى شريك أساسى وفاعل فى السعى نحو استقرار المنطقة

 

فى الأزمات الإنسانية، يظهر دور الدول فى تقديم يد العون والدعم لمن يعانون،  ومصر، بموقعها الجغرافى وتاريخها الطويل من الدبلوماسية العربية، لطالما كانت محطة أساسية فى تقديم الدعم للشعب الفلسطينى ، لذا فإن الإشادة الأخيرة التى تلقتها مصر من الأمم المتحدة ليست مجرد كلمات رنانة، بل تقدير عميق لدورها الفعال فى التخفيف من معاناة سكان غزة.

لقد أصبح واضحًا أن مصر لا تقف مكتوفة الأيدى، بل تعمل بجد لتكون جسرًا للإنسانية ، وهو ما يجعل تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خلال زيارته شمال سيناء ومعبر رفح، تضعنا أمام حقيقة مهمة: الدور المصرى ليس مجرد مساعدة لوجستية، بل هو تحرك إستراتيجى وإنسانى يحمل بين طياته رسالة سلام وأمل.

المتابع للأوضاع فى غزة يدرك حجم الأزمة التى يعيشها القطاع، والتى تجسدت فى العدوان الإسرائيلى الأخير، مما أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية.

وفى هذا السياق، جاءت الاستجابة المصرية سريعة ومتعددة الأوجه: من فتح معبر رفح واستقبال الجرحى، إلى إدخال شاحنات المساعدات، وصولاً إلى تدشين جسور جوية وبرية لإيصال الغذاء والدواء.

واللافت للنظر فى هذا الأمر هو النهج الممنهج الذى اتبعته مصر فى تقديم المساعدة. لم تكتفِ بالمساعدات العشوائية، بل عملت على تنسيق الجهود بكفاءة عالية. إنشاء معسكرات إيواء ومستشفيات ميدانية، وتوزيع الوجبات الطازجة خلال شهر رمضان، وإسقاط المساعدات جواً، كلها أعمال تُظهر عمق التخطيط والاستجابة الإنسانية المصرية.

لن أغفل أيضاً  دور الهلال الأحمر المصرى والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة، الذين يعملون بلا كلل لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطينى ، وهذا يذكرنا بأن العمل الإنسانى ليس حكرًا على الحكومات فقط، بل هو مجال يتسع للمشاركة المجتمعية لأن العمل الإنسانى، بما يحمله من قيم الرحمة والتكافل، يعتبر قوة دافعة للسلام والتعايش بين الشعوب. 

ومن هذا المنطلق، تبرز الجهود المصرية فى مساعدة الفلسطينيين فى غزة كمثال حى على الدبلوماسية الإنسانية. عبر الحدود والصراعات، تمتد يد مصر لتخفيف وطأة الأزمات على الشعب الفلسطينى، وتعزيز أملهم فى غدٍ أفضل ، وفى تقديرى تأتى إشادة الأمم المتحدة بجهود مصر "الإنسانية" لتعكس إلى العالم كيف يمكن لدولة أن تتخذ من العمل الإنسانى جزءًا لا يتجزأ من سياستها الخارجية ، فلا تقتصر مساعى مصر على تقديم الدعم اللوجستى والمادى فحسب، بل تمتد لتشمل بناء معسكرات الإيواء وتأسيس المستشفيات الميدانية وتجهيز الوجبات. هذه الأعمال لا تقدر بثمن، وتترجم بوضوح الالتزام الراسخ بإعلاء قيم الإنسانية والعمل على تجذيرها.

إن الزيارة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى مصر وتصريحاته القوية التى أشاد فيها بالجهود المصرية، تعزز الصورة الإيجابية للدور المصرى فى رعاية الشؤون الإنسانية للفلسطينيين ، ومن خلال مشاهدته المباشرة للجهود المبذولة، بات جوتيريش شاهدًا على الأثر البالغ الذى تركته القاهرة فى تخفيف معاناة المواطنين فى غزة.

جدير بالذكر أن الجسر البرى الذى تم تدشينه منذ بداية شهر رمضان لإيصال وجبات الإفطار والسحور يعد مثالاً على الابتكار فى العمل الإنسانى ، فبهذه الخطوة، لم تكتفِ مصر بإرسال المساعدات التقليدية، بل حرصت على تلبية احتياجات الصائمين بما يحفظ كرامتهم ويعكس التضامن الإسلامى والعربى.

علاوة على ذلك، يلفت النظر أيضًا دور القوات الجوية المصرية فى إسقاط المساعدات الغذائية والطبية فى قطاع غزة، والذى يعد عملاً بطوليًا يساهم فى تحقيق الأمان الغذائى والصحى للمنكوبين فى أوقات الأزمات. 

إن تفعيل الجهود الإنسانية من خلال استخدام القوات الجوية يعكس براعة وحنكة مصر فى استغلال كافة الموارد المتاحة لديها لتحقيق الفائدة الأكبر للمحتاجين والمتضررين.

إن الخطوات المصرية الدقيقة والمدروسة لا تألو جهدًا فى تقديم الدعم المادى والمعنوى للشعب الفلسطينى ، حيث أثبتت القاهرة أن دورها لا يقتصر على كونها مجرد دولة جارة، بل هى شريك أساسى وفاعل فى السعى نحو استقرار المنطقة وصون كرامة الإنسان.

مصر، بمبادراتها الإنسانية، تضع نموذجًا يُحتذى به فى العمل الإنسانى والتضامن الدولى، وتُظهر للعالم أن لغة الإنسانية هى الأقوى والأكثر تأثيرًا فى أوقات الأزمات. إن التزامها بإغاثة النازحين وتجهيز المستشفيات الميدانية وتأمين الأمن الغذائى لغزة ليس مجرد تعبير عن الجوار، بل هو تأكيد على الهوية المشتركة والتاريخ الممتد بين الشعبين. لا يمكن للمرء أن يغفل حجم التحديات التى تواجهها مصر فى تنفيذ هذه المهمة الإنسانية. فالوضع الأمنى المعقد والمشحون بالتوترات يتطلب تنسيقًا دقيقًا واستجابة سريعة للتغيرات الميدانية. ومع ذلك، تُظهر مصر قدرة فائقة على التكيف والتعامل مع هذه التحديات بكل فعالية وإنسانية.

والحق يقال فإن حجم المساعدات المصرية التى وصلت إلى القطاع والتى شكلت 80% من المساعدات التى استقبلتها غزة هذا يعكس اهتمامًا كبيرًا بالأزمة الإنسانية، ويُظهر مدى الدور الريادى لمصر فى العمل الإغاثى يجب التأكيد على أن الجهود المصرية فى مساعدة الفلسطينيين لا تُقدر بثمن، وتعد مصدرًا للفخر لكل عربى يؤمن بأهمية العمل الإنسانى والتكافل الاجتماعى. ومن خلال تثمين الأمم المتحدة لهذا الدور، نجد أن مصر لا تحمل فقط مشعل القيادة فى المنطقة، بل تحمل أيضًا شعلة الأمل لسكان غزة وتمثل النموذج الإنسانى الذى يجب أن يُحتذى به فى العالم العربى والدولى.

إن المساعدات المصرية والدعم المتواصل للفلسطينيين تُعد خطوة مهمة فى مسيرة السلام والاستقرار، وهى تُظهر بوضوح أن مصر تعى دورها كدولة رائدة فى المنطقة. ومن المهم الإشارة إلى أن هذا الدعم لا يأتى فقط فى صورة مساعدات إنسانية مباشرة، بل يشمل أيضًا جهودًا دبلوماسية تهدف إلى تحقيق تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.

فى النهاية، تُظهر الإشادة الدولية بالجهود المصرية أن العمل الإنسانى يعد قيمة عالمية مشتركة، وأن الدور الذى تلعبه الدول فى تخفيف معاناة الشعوب المتضررة يُعد أحد معايير القوة والنفوذ الحقيقيين فى السياسة الدولية. ومن هنا، ينبغى على العالم أن يتعلم من النموذج المصرى فى تقديم العون للمحتاجين، والعمل على تعزيز السلام والتنمية الإنسانية فى جميع أرجاء العالم.

وإننى أجدد مع الأمين العام للأمم المتحدة من أجل وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة يسمح بإغاثة المحاصرين من الأهالى ومنع وقوع مجاعة شبه محققة نتيجة السياسات العنصرية والإرهابية للحكومة والجيش الإسرائيلى.

تم نسخ الرابط