محمد فودة يكتب: "شقو".. نقلة نوعية فى نجومية عمرو يوسف السينمائية
- البطولة الجماعية.. "الخلطة السرية" التى قفزت بالفيلم لصدارة الموسم
- الفيلم يحقق إيرادات تخطت 60 مليون جنيه فى دور العرض
- "الإيفيهات الكوميدية" واختفاء ظاهرة "النجم الأوحد" وظهور النجمة يسرا قيمة مضافة للفيلم
- العمل جاء مكتمل العناصر التمثيلية والفنية الكفيلة بأن تجعله يحتل موقع الصدارة.. واختيار أماكن التصوير بعناية فائقة
فاجأنى فيلم "شقو" باكتساح أفلام موسم عيد الفطر السينمائى، بل المفاجأة الأكبر تكمن فى تحقيق الفيلم أعلى إيراد يومى، بعد أن تخطت إيراداته فى بعض ليالى العرض أكثر من 9 ملايين فى الليلة الواحدة، ويبدو أن هذا العمل هو الذى حفظ ماء وجه السينما المصرية فى موسم عيد الفطر الذى يعد من أهم مواسم السنة، وجاء الفيلم مكتمل العناصر التمثيلية والفنية الكفيلة بأن تجعله يحتل موقع الصدارة بين بقية الأفلام المعروضة معه فى موسم عيد الفطر، وهى "فاصل من اللحظات اللذيذة، عالماشى، أسود ملون"، إذ حقق هذا الفيلم إيرادات تجاوزت الـ 60 مليون جنيه ومازالت الإيرادات قابلة للزيادة بشكل كبير.
وللحق فإن الفيلم اعتمد على عدة عناصر مهمة أهلته لهذا النجاح والتفوق على الأفلام المنافسة فى الموسم، وأول هذه العناصر يتمثل فى التمثيل، فالفيلم وعلى غير العادة يشارك فى بطولته مجموعة من النجوم، على رأسهم عمرو يوسف ومحمد ممدوح وأمينة خليل ودينا الشربينى، إضافة للنجمة الكبيرة يسرا، ولم يعتمد على النجم الأوحد، كما يجرى فى الكثير من الأفلام السينمائية الأخرى، وبنظرة لتلك الأسماء نكتشف ذكاء صناع الفيلم، الذين كان بإمكانهم إنتاج الفيلم باسمين أو ثلاثة أسماء على أقصى تقدير، حيث يتم اختيارهم بعناية فائقة من بين تلك الأسماء الكبيرة، لكنهم قدموا لنا تلك الكوكبة من النجوم فكانت النتيجة كما رأينا أننا أمام فيلم جدير بالمشاهدة والمتابعة من أول مشهد إلى آخر مشهد، حيث لم يتسرب الملل إلى المشاهدين، وهو ما لمسته فى عيون الجمهور الذى اكتظت به قاعة السينما، فالفيلم وإن كان ينتمى لأفلام الحركة بعضا ما، لكنه لم يخلُ من الإيفيهات الكوميدية التى استطاعت أن تخفف من حدة الأحداث، تلك المشاهد الكوميدية جاءت بشكل طبيعى وتلقائى وسط السياق العام لأحداث الفيلم، تلك الأحداث التى ظلت تتصاعد منذ المشاهد الأولى، إلى أن وصلت إلى الذروة بنهاية العمل، وهو ما تجاوب معه الجمهور.
وبنظرة سريعة على الفيلم سنجد فيلم "شقو" مستوحى من رواية أمير اللصوص لـ"تشاك هوجان"، وتدور أحداثه فى إطار أكشن تشويقى لا يخلو من الرومانسية والكوميديا، حول مجموعة من الأصدقاء خارجين عن القانون، يمارسون أعمالاً إجرامية ومشبوهة بمساعدة عدد من الشخصيات الأخرى، لكن تقودهم أعمالهم غير المشروعة إلى أزمات كبيرة، وتحدث وراءها تبعات خطيرة، ويبدو أن الرباعى، عمرو يوسف ومحمد ممدوح وأمينة خليل ودينا الشربينى، لهم مفعول السحر معا، فقد عادوا للظهور من جديد فى فيلم «شقو» بعد 7 سنوات من تقديمهم مسلسل «جراند أوتيل» الذى تم عرضه فى شهر رمضان 2016، وحقق نجاحا جماهيريا وقت عرضه، وهنا يظهر مدى الروح والإيجابية التى يتمتع بها النجوم عندما يكون هناك روح المحبة بينهم.
وحينما نتحدث عن عمرو يوسف فعلى الرغم من ملامح وجهه، التى تنمّ عن شخص رومانسى، لكنه قدم شخصيته التى بها نوع ما من الشر بجدارة، وكنت فى كثير من المشاهد أتعاطف معه، خاصة حينما كان يشارك فى مشهد ملىء بالعنف، وأعتقد أن هذا الشعور الذى انتابنى تجاه النجم عمرو يوسف كان هو نفس شعور كل من شاهده وهو يشارك فى هذا الأداء الرائع، وكأنه يشارك فى مباراة فى الأداء، من أجل تقديم عمل متميز، واحتل عمرو يوسف أكبر قدر من الظهور فى الفيلم، حيث كان هو القاسم المشترك فى الغالبية العظمى من مشاهد الفيلم، وعلى الرغم من ذلك فإننا لم نضبطه متلبسًا بتهمة السطو على الكاميرا، وذلك فى تقديرى الشخصى يرجع إلى أنه من منطلق إيمانه القوى بأنه فنان كبير فإنه لم يسعَ لسرقة الكاميرا من بقية النجوم الذين شاركوه بطولة الفيلم، وهذا الأمر إن دل على شىء فإنما يدل على أن عمرو يوسف قد بلغ من النضج الفنى مرحلة تجعله حريصًا كل الحرص فى أى خطوة قبل أن يخطوها، وعمرو يوسف الذى أعرفه جيدًا يفعل كل ما فى استطاعته ويخرج من داخله كل طاقاته الإبداعية من أجل تجسيد شخصيته على أكمل وجه، دون أن ينظر إلى ما يقدمه النجوم الذين يشاركونه البطولة، وهنا يكمن سر تألقه ونجاحه فى كل عمل يقوم ببطولته خصوصا فى الدراما التلفزيونية التى نجح فيها بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وجاء فيلم شقو ليعيده ويضعه على خريطة السينما المصرية من جديد.
وحينما ننظر إلى العناصر الفنية للفيلم فنجد أن أماكن التصوير قد تم اختيارها بعناية فائقة، ليأخذنا الفيلم منذ تتر البداية إلى الجو المناسب للأحداث، وكان الديكور على قدر كبير من الاحترافية، حيث لا يشعر من يشاهد الفيلم بأى نوع من الملل، وساعد على ذلك أيضًا حركة الكاميرا التى كانت تسير وتنتقل بانسيابية وبشكل طبيعى، وهنا يبرز دور التصوير، وأيضا مشاهد الحركة برع كل النجوم فى أدائها فالبطولة من الأساس لمجموعة من النجوم الشباب والكبار ويتجلى بشكل لافت للنظر فى هذا التناغم والترابط فى الأداء التمثيلى بين هؤلاء النجوم، كما تم توظيف بقية العناصر الفنية من تصوير وإضاءة وديكور بشكل جيد يعد بمثابة قيمة مضافة للفيلم، وظهرت الفنانة دينا الشربينى بدور ممرضة ضمن الأحداث، بينما ظهرت الفنانة أمينة خليل فى «شقو» بدور راقصة، تجمعها قصة حب مع محمد ممدوح، وحرصت أمينة خليل على التدريبات لعدة أشهر مع راقصين ومدربى رقص متخصصين لتقديم دور الراقصة، إذ تظهر بشكل جريء للمرة الأولى فى حياتها الفنية، وفى هذا الإطار قالت إمينة خليل إن "القصة مختلفة، ولم أقدم دور راقصة فى كباريه من قبل، وتحمست لشخصية فتنة التى أجسدها فى الفيلم لأنها مركبة، إذ تتكلم بطريقة غريبة وشكلها مختلف أيضا".
وأوضحت أمينة خليل أنها لم تجد صعوبة فى تصوير الشخصية لكنها كانت تعانى من التحضير وعمل "اللوك الخاص بشخصية فتنة" حيث كانت تستغرق ساعات طويلة لوضع الباروكة وتفاصيل المكياج والملابس، فيما قالت دينا الشربينى إنها كانت تتمنى تجسيد دور أمينة خليل فى فيلم "شقو"، والذى يعرض حالياً فى دور السينما ولفتت: "كنت أتمنى تقديم دور أمينة خليل فى فيلم شقو، الورق كان مكتوب حلو جداً، وكنت أشعر أننى مناسبة لهذا الدور"، وأشادت الشربينى بدور أمينة خليل فى الفيلم، قائلة: "دور أمينة خليل كان فيه تفاصيل كتير، ولما شفته فى السينما طلع من أمينة بشكل مختلف، وعجبنى جداً"، بينما تجسد الفنانة يسرا دور سيدة أعمال كبيرة لها نفوذ واضح وتقود عصابة ضخمة وفى أحداث العمل تصطدم ببطلى العمل، بينما يقدم دور ضابط شرطة الفنان وليد فواز ضمن أحداث العمل، ويظهر فى العمل عمرو يوسف ومحمد ممدوح كصاحبين بينهما عمل وهو تنفيذ عمليات إجرامية ستقودهما إلى أزمات كبيرة.