محمد فودة يكتب: قوة مصر فى "مستقبل مصر"
- المشروع العملاق "مستقبل مصر" يؤكد بصيرة القيادة السياسية التى لا تعرف المستحيل
- جهاز "مستقبل مصر" استصلح ٨٠٠ ألف فدان فى ٦ سنوات وكان يعمل فى صمت وبإخلاص
- كوادر الدولة تؤكد أننا قادرون على صنع المعجزات.. ومهما زادت التحديات سنهزمها
تابعت باهتمام كبير افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية بمشروع "مستقبل مصر"، ولا أخفيكم سرا أننى كنت أشعر بالفخر الشديد وأنا أستمع إلى تفاصيل مشروع مستقبل مصر وما بذل فيه من جهد ومال فى مسيرة بناء الدولة المصرية.
لقد توقفت طويلا أمام ما قاله مدير المشروع العقيد الدكتور بهاء الغنام الذى أكد حرص جهاز مستقبل مصر على العمل الدؤوب من أجل إتمام آمال وطموحات الشعب المصرى فى غذاء آمن وتحقيق الاكتفاء الذاتى .
وقال الغنام: "إن الرئيس السيسى عندما حمل مسؤولية هذا الوطن قرر أن يعيد بناءه ليحقق للشعب المصرى آمال الحياة الكريمة واستقلال القرار، وانطلق بنا بعمل دؤوب وجهد لا يفتر وعزيمة لا تلين ".
وأضاف "أن الشعب المصرى كان دائما على مدار تاريخه الطويل الضارب بعمق فى تاريخ أعرق الأمم، ينهض بالأعمال العظيمة والجليلة، واليوم نباهى الدنيا بأسرها بما أنجزته مصر فى سنوات قليلة فى جميع ربوع الوطن من مشروعات زراعية وصناعية عملاقة ".
واستعرض الغنام، الإنشاءات وأنواع الأنشطة المختلفة للجهاز التى تتضمن مشروعات زراعية وثروة حيوانية، وتنمية عمرانية، وقوى عاملة، بالشراكة مع القطاع الخاص .
وأشار إلى أن القطاع الزراعى يمثل 15 % من الناتج القومى المصرى، ويضم 25 % من الأيدى العاملة فى جمهورية مصر العربية، موضحا أن إجمالى الحاصلات الزراعية والتصنيع الزراعى قدر بـ 9 مليارات دولار .
وأوضح أن جهاز مستقبل مصر يمتلك عدة مشروعات زراعية فى سيناء والسادات والمنيا وبنى سويف والكفرة والداخلة والعوينات والصحراء الغربية، وتعد الباكورة مشروع "الدلتا الجديدة" الذى يمثل 2,2 مليون فدان، وبدأ من محور "تحيا مصر ".
وكان مشهدا مهيبا عندما شهد الرئيس عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، افتتاح موسم الحصاد فى عدة قطاعات زراعية تابعة لجهاز مستقبل مصر .
وقدم مدير مزرعة الإدارة بالنوبارية المهندس أحمد صبحى، شرحا موجزا عن المزرعة التى تحتوى على محاصيل المشمش والكمثرى والبرقوق واليوسفى والبرتقال والمانجو والجريب فروت، ثم أعلن بدء حصاد ثمار الفاكهة .
وشهد الرئيس السيسى افتتاح موسم الحصاد فى مزارع قطاع السادات وتحتوى على محاصيل البنجر والبصل والبطاطس والفاصوليا والفراولة والطماطم وقصب السكر .
وأكد الرئيس - فى مداخلته - أهمية دور القطاع الخاص فى التنمية، وقال "إن القطاع الخاص يعد أمرا مهما جدا على ضوء معدلات الأداء المتقدمة والكفاءة فى الإدارة، والتى هى محل اعتبار فى أى عمل يقومون به ".
وأوضح الرئيس السيسى أن الدولة تقوم بدور مهم فى التنمية، حيث تتصدى للتحديات التى تواجه المشروعات التنموية، وقال" إن الدولة واجهت العديد من التحديات، من بينها كيفية الاستخدام الأمثل للمياه، والسيطرة عليها حتى لا يتم استخدامها بشكل جائر، ومن أجل تقديم أكبر خدمة فى مجال الزراعة ".
ونبه الرئيس السيسى إلى أن المياه لا تتوفر ببساطة ولابد من الاستفادة من كل نقطة مياه، وتطوير نظم الزراعة والرى، واستخدام التقاوى والبذور المناسبة، مشيرا إلى أن مياه الصرف بعد إعادة معالجتها تستخدم فى زراعة محاصيل مناسبة لاستخدام هذه المياه بشكل أكثر كفاءة .
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن تدوير ومعالجة مياه الصرف الزراعى لاستخدامها مرة أخرى ينتج عنه ارتفاع نسبة الملوحة التى لا تنسجم مع بعض المحاصيل الزراعية التى تحتاج إلى الرى بمياه النيل والآبار لزراعتها بجودة عالية، مطالبا بتدخل وزارة الزراعة والباحثين والشركات العالمية لمعالجة هذه المشكلة .
وأضاف أن هذه المشكلة تعد أحد التحديات الكبيرة التى تواجهها الدولة فى ظل تنامى عدد السكان الذى وصل إلى 106 ملايين نسمة، بالإضافة إلى تواجد 9 ملايين ضيف داخل مصر، مشيرا إلى أن مصر تواجه تحديا كبيرا فى مسألة توفير المياه التى تكلف الدولة مبالغ ضخمة من أجل إنشاء محطات لتحلية المياه .
وأوضح أن استثمارات الدولة عالية جدا من خلال الجهود التى تبذلها لتوفير مياه الرى للمحاصيل الزراعية، فى حين أن هناك دولا أخرى تعتمد فقط على مياه الأمطار فى رى المحاصيل، مؤكدا أن هذه الجهود تساهم بشكل كبير فى زيادة الرقعة الزراعية .
ولفت الرئيس السيسى إلى أهمية شبكة الطرق الكبيرة التى تم إنشاؤها فى الضبعة ووادى النطرون ـ العلمين الجديدة- والتى انتقدها البعض- وهى الآن تساهم إيجابيا فى نقل المحاصيل الزراعية من إنتاج هذا المشروع الكبير لكى تصل إلى الأسواق .
وتابع: "إن من يعمل فى مجال الزراعة سواء فى الدلتا أو الاستصلاح فى الدلتا الجديدة وشرق العوينات يرى أن استثماراتنا عالية جدا فى هذا المجال، فى حين أن أغلب الدول تقوم زراعتها على مياه المطر، وبالتالى تكلفة الإنتاج فيها أقل مما نقوم به فى مصر، لكن ليس لدينا خيارات أخرى ".
ووجه الرئيس حديثه للمستثمرين فى القطاع الخاص قائلا: "عندما اعترض الأهالى على إنشاء طرق (الضبعة) و(وادى النطرون ـ العلمين)، وتزويدها بـ 9 حارات، أكدت وقتها أن ذلك تم من أجل ضخامة حجم الإنتاج على الأرض، وبالتالى كان يجب إنشاء شبكة طرق لتقديم الخدمات، باعتبار ذلك أحد عناصر ومفردات البنية الأساسية لمشروع كبير مثل هذا، وهذا ما ينطبق على شق الترع سواء ترع مكشوفة أو ترع مغلقة، وينطبق أيضا على محطات الرفع التى ستضخ المياه ".
عقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان "جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة" تناول التحدى الذى واجه مصر لعقود، وهو عدم قدرتها التامة على تحكمها فى طعامها، وبالتالى امتلاكها قرارها ومستقبلها، ومواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا التحدى من خلال جعل الأمن الغذائى أولوية قصوى، ومحاولة سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتقليل فاتورة الاستيراد وتوفير العملة الصعبة من خلال مشروع "مستقبل مصر الزراعى"، والذى يعد أكبر المشروعات الزراعية الطموحة فى العالم .
وأشار الفيلم إلى أن لون خريطة مصر الصحراوية تغير اليوم من الأصفر للأخضر وهو لون الخير، وذلك عندما قرر الرئيس السيسى تنفيذ هذا المشروع بإرادة سياسية جادة حتى أصبح هناك كيان ضخم استطاع غزو الصحراء وخلق دلتا جديدة ووصل حتى الداخلة والعوينات ومازال مستمرا .
وأوضح أن المشروع أضاف أكثر من 800 ألف فدان للرقعة الزراعية، وسيكمل الـ 4.5 مليون فدان فى عام 2027، أى حوالى 40% من المساحة المزروعة فى مصر، ما ساهم فى توفير المحاصيل الإستراتيجية، وتخفيف العبء عن الدولة فى الاستيراد بخلاف مساهمته فى حل مشكلة البطالة بعد توفير أكثر من 2.5 مليون فرصة عمل .
وأكد الفيلم، أن مشروع (مستقبل مصر) يعد قاطرة تنمية تعبر بالفكر والعلم فى الصناعة، وتحمل آلاف المهندسين والمشرفين الزراعيين الذين يعملون فى مجال البحث والتطوير وتأهيل الأيدى العاملة للتوسع رأسيا فى الزراعة، حيث تم تطبيق الأنظمة الحديثة للرى فى عدة مشروعات بمدينة السادات والمنيا وبنى سويف ومشروع سنابل فى أسوان وفى سيناء .
وأشار إلى أن رؤية الرئيس السيسى كانت واضحة لتعظيم الاستفادة من مشروع مستقبل مصر الزراعية، وهى فتح آفاق أوسع لمشروعات أخرى مثل التصنيع الزراعى وإنشاء مصانع عدة، ومجمعات مثل مجمع الصوامع لاستيعاب خيرات مصر من الغلة ومشروعات تنمية الثروة الحيوانية .
عقب ذلك أكد وزير الموارد المائية والرى الدكتور هانى سويلم- فى كلمته- أن مصر تواجه تحديا فى توفير الموارد المائية اللازمة للشرب والزراعة والصناعة فى ظل الزيادة السكانية المستمرة فى البلاد.
واستعرض سويلم، بشكل مبسط، موقف إعادة استخدام المياه مرة أخرى فى المنظومة المائية، موضحا أن حجم احتياجات مصر المائية يقدر بـ 114 مليار متر مكعب سنويا .
وقال سويلم، إن مصر تستورد محاصيل غذائية من قمح وذرة وسكر لأنها ستحتاج، فى حالة زراعتها داخل البلاد، إلى 5ر33 مليار متر مكعب من المياه، مما يقلل حجم الاحتياجات المائية داخل جمهورية مصر العربية إلى 5ر88 مليار متر مكعب تنقسم بين زراعة ومياه شرب وصناعة .
وفى مداخلة خلال كلمة وزير الموارد المائية والرى.. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهمية المشروعات التى تنفذها الدولة فى مجال المياه، من أجل توفير محاصيل ومنتجات زراعية لسد الفجوة الغذائية الراهنة .
وشدد الرئيس السيسى، على ضرورة عرض الأرقام التى يتم إنفاقها على المشروعات حتى يعلم الجميع أن ما تم إنفاقه لم يكن إخفاقا من الدولة، وكانت هناك ضرورة لتنفيذ هذه المشروعات بهذه التكلفة .
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن الدولة لم يكن لها خيار ثانٍ سوى إنشاء محطات رفع المياه لاستصلاح الأراضى للاستفادة من 7.5 مليون متر مياها، موضحا أن تكلفة إنشاء محطات رفع المياه لنقلها إلى الأراضى الزراعية المستصلحة فى الصحراء بلغت حوالى 300 مليار جنيه، لافتا إلى أن هناك من ينتقد صرف هذه التكاليف على محطات المياه، دون النظر إلى الأهمية البالغة لهذه المشروعات حتى تستطيع الدولة أن تعيش .
عقب ذلك، تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشروع (مستقبل مصر) للتنمية المستدامة، واستمع إلى شرح مفصل من المدير التنفيذى لجهاز مستقبل مصر الدكتور بهاء الغنام عن شكل الصوامع المزودة بالحبوب سواء قمح أو أرز أو ذرة أو فول الصويا .
وافتتح الرئيس السيسى، خلال الجولة التفقدية، مشروع مجمع صوامع تخزين الغلال ضمن المشروع .
مؤكدا" أنكم مثلى الآن فبعد أن تابعت كل هذا العمل تأكدت أن قوة مصر فى مستقبل مصر".