الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

التوعية بالمخاطر.. "صمام الأمان" لحماية الشباب من الإدمان

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشفية

- كيف تسهم الأنشطة التوعوية فى حماية طلاب الجامعات من آفة المخدرات؟

- الأسرة هى الركيزة الأساسية فى بناء القيم والأخلاق

- يجب تمكين الشباب من اتخاذ قرارات واعية تقيهم من الوقوع فى فخ الإدمان

- العوامل الدافعة للتعاطى تشمل: أصدقاء السوء وحب استطلاع ومشاكل أسرية والتفكك الأسرى ووهم علاج المشاكل الصحية

- تقديم الخدمات العلاجية خلال الثلث  الأول من عام 2024 لـ51 ألفا و554 مريضا "جديدا ومتابعة "

توقفت طويلاً أمام هذه التصريحات المهمة التى أدلت بها الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، والتى تسلط الضوء على جهود مكثفة تُبذل لحماية شبابنا وطلابنا من آفة الإدمان.

وتحرص الوزيرة من خلال صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى على تنفيذ العديد من الأنشطة التوعوية داخل الجامعات المصرية لرفع الوعى بخطورة تعاطى المخدرات. هذا الاهتمام يتجلى فى الأنشطة المتنوعة التى تتضمن ندوات توعوية، مبادرات داخل الحرم الجامعى، وأنشطة رياضية وثقافية وفنية. مما لا شك فيه أن هذه الجهود تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة عن المخدرات والتى يروج لها البعض، مثل كون المخدرات تساعد على التركيز أو تحسين الأداء.

ما يلفت الانتباه فى هذه التصريحات هو الأرقام التى تدل على مدى انتشار وتأثير هذه الأنشطة، حيث استفاد أكثر من 40 ألف طالب وطالبة من هذه البرامج، بينما تقدم 4 آلاف طالب للانضمام إلى رابطة المتطوعين بالصندوق. إن هذه الأرقام تعكس نجاح الصندوق فى جذب الشباب للمشاركة فى هذه المبادرات، الأمر الذى يعزز من تأثيرها وفاعليتها فى مكافحة الإدمان.

لذا فإننى أرى أن الجهود المبذولة من قبل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بقيادة الدكتورة نيفين القباج تستحق التقدير والدعم الكامل. إن التحدى الذى يواجه الشباب فى مواجهة الإدمان ليس بالأمر السهل، ولكن من خلال هذه الأنشطة التوعوية المتنوعة والفعالة، يتم تمكين الشباب من اتخاذ قرارات واعية تقيهم من الوقوع فى فخ الإدمان.

الأهمية لا تكمن فقط فى التوعية بمخاطر المخدرات، بل تتجاوز ذلك إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة والمعتقدات التى تجعل من المخدرات حلاً مؤقتاً أو ملاذاً من مشاكل الحياة اليومية. لذلك، فإن استمرار هذه البرامج وتكثيفها يعد خطوة حاسمة فى بناء مجتمع واعٍ ومدرك لأضرار المخدرات.

التوعية بمخاطر المخدرات ليست مجرد عملية نقل معلومات، بل هى حملة شاملة تهدف إلى تغيير السلوكيات وتعزيز القيم الصحية والسليمة. التوعية الصحيحة تساهم بشكل كبير فى حماية المجتمع من هذا الخطر الذى يتربص بشبابنا. إنها عملية تتطلب تضافر الجهود من قبل جميع مكونات المجتمع، بدءًا من المؤسسات التعليمية والجامعات وصولاً إلى الأسرة والإعلام.

عندما نتحدث عن التوعية، نتحدث عن تعزيز الوعى بأضرار المخدرات وتأثيرها السلبى على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية. نتحدث عن شرح كيف يمكن لتعاطى المخدرات أن يدمر حياة الفرد ويؤثر على مستقبله. التوعية تتضمن تقديم معلومات دقيقة وشاملة حول الأضرار الفسيولوجية والنفسية لتعاطى المخدرات، مثل تأثيرها على الجهاز العصبى المركزى وما تسببه من إدمان يمكن أن يؤدى إلى تدهور صحة الإنسان بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، التوعية تشمل أيضاً تصحيح المفاهيم الخاطئة التى تكونت حول المخدرات. بعض الشباب يعتقدون أن المخدرات قد تساعدهم على التعامل مع الضغوطات اليومية أو تحسين أدائهم فى الدراسة أو العمل. التوعية الصحيحة تكشف زيف هذه الادعاءات وتوضح أن المخدرات لا تقدم حلاً لأى مشكلة بل تزيدها تعقيداً وتؤدى إلى مشاكل أكبر.

إلى جانب المعلومات النظرية، تأتى أهمية الأنشطة العملية والتفاعلية فى تعزيز التوعية. الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية، مثل دوريات الرياضة والماراثونات والندوات التوعوية، تساهم فى توصيل الرسائل بشكل غير تقليدى وأكثر تأثيراً. هذه الأنشطة توفر بيئة إيجابية للشباب للتعلم والمشاركة الفعالة، مما يعزز من قدرتهم على مقاومة الضغوطات السلبية.

من الأهمية أيضاً أن تستمر جهود التوعية بشكل مستمر ومتجدد. المشكلة لا تتوقف عند حد معين بل تتغير وتتنوع، وبالتالى يجب أن تكون جهود التوعية مرنة وقادرة على التكيف مع المتغيرات. وجود مراكز دائمة مثل "بيوت التطوع" داخل الجامعات يمكن أن يكون له تأثير كبير فى الحفاظ على استمرارية هذه الجهود والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب.

كما لا يمكننا إغفال دور الأسرة فى هذه العملية. الأسرة هى الركيزة الأساسية فى بناء القيم والأخلاق لدى الشباب. يجب أن تكون الأسرة على علم بمخاطر المخدرات وأن تتلقى هى الأخرى التوعية المناسبة لتستطيع تقديم الدعم اللازم لأبنائها. الدعم الأسرى يعزز من نجاح الجهود التوعوية ويجعلها أكثر فعالية.

وقد استعرضت السيدة نيفين القباج مؤخرا تقريرا عن مجهودات الخط الساخن للصندوق " 16023" حيث تم تقديم الخدمات العلاجية خلال الثلث  الأول من عام 2024 فى فترة من يناير حتى أبريل 2024 لعدد 51 ألفا و554 مريضا "جديدا ومتابعة "منهم 7081 مريضا من أبناء المناطق المطورة "بديلة العشوائيات، الأسمرات، المحروسة، روضة السودان، روضة السيدة، أهالينا، اسطبل عنتر، بشاير الخير ، وحدائق أكتوبر ، الخيالة ،حى الضواحى ببورسعيد" ،وتنوعت الخدمات ما بين مكالمات للمتابعة والمشورة والعلاج والتأهيل والدمج المجتمعى، وأن الخدمات العلاجية تقدم للمرضى مجانا ووفقا للمعايير الدولية، وبلغت نسبة الذكور من هذه الخدمات 96.5 % بينما بلغت نسبة الإناث 3.5%،بما يشير إلى تزايد الثقة  لدى الإناث فى الخط الساخن لتلقى العلاج من الإدمان فى سرية تامة، حيث تردد المرضى على المراكز العلاجية التابعة للصندوق والشريكة مع الخط الساخن رقم "16023" وعددها 30 مركزا بـ 19 محافظة حتى الآن ،كما أنه جار الإعداد لافتتاح مراكز علاجية جديدة  خلال العام الجارى.

وجاءت محافظة القاهرة فى المرتبة الأولى طبقا لأكثر المكالمات الواردة للخط الساخن حيث بلغت نسبتها 30،70% %، تليها محافظة الجيزة بنسبة 15.96% ،ويرجع ذلك إلى ارتفاع التعداد السكانى وسهولة الاتصال والقرب المكانى لمراكز العزيمة التابعة للصندوق والشريكة مع الخط الساخن، فى حين جاءت أكثر وسيلة التعارف على الخط الساخن"16023"  لعلاج الإدمان الإنترنت وذلك من خلال مجهودات التوعوية عبر الصفحة الرسمية لصندوق مكافحة الإدمان، يليه التلفزيون ثم المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام المختلفة.

ووفقا لتحليل  بيانات المستفيدين من الخدمات العلاجية  خلال الثلث  الأول من عام  2024 ، تبين  أن التعاطى كان فى سن مبكرة ،حيث إن نسبة 18.32% بدأوا "تعاطى" من سن 15 سنة حتى 20 سنة، وأن نسبة 38.14 % بدأوا من سن 21 سنة حتى 30 سنة ،  وأن 37.63 % من سن 31 حتى 40 سنة ،وأن أبرز مواد التعاطى وفقا  للمستفيدين من الخدمات العلاجية  "الحشيش  والهيروين والمخدرات التخليقية "، الاستروكس والفودو والبودر والشابو، والترامادول والتعاطى المتعدد، "تعاطى أكثر من مادة مخدرة" لافتا إلى أن مصادر الاتصالات كانت المريض نفسه بنسبه يليه الأم ثم الأشقاء ،مما يسفر عن تزايد الثقة فى خدمات الخط الساخن من قبل المرضى ومما يزيد من نسبة التعافى وتقليل حالات الانتكاسة وأيضا الأم مما يدل على ارتفاع الوعى الأسرى فى الاكتشاف المبكر لمرض الإدمان وخلق الدافع لدى الأبناء للعلاج .

وتشمل العوامل الدافعة للتعاطى وفقا لنتائج الخط الساخن، أصدقاء السوء وحب استطلاع ومشاكل أسرية والتفكك الأسرى ووهم علاج المشاكل الصحية وكذلك توهم زيادة القدرة الجنسية أيضا توهم البحث عن المتعة سواء استخدام العقاقير، كما جاءت العوامل الدافعة للعلاج ضياع الصحة ومشاكل أسرية والخوف على الأبناء ووفاة أحد الأقارب وعدم القدرة المادية ومشاكل فى العمل وضغوط الأهل نظرة المجتمع، مشاكل دراسية، مشاكل نفسية، تحسين الصورة والتفكير فى المستقبل والتعرض لحادث بسبب المخدرات لافتا إلى استمرار الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان "16023" فى تلقى الاتصالات من أى موظف يتعاطى المواد المخدرة، حيث يتم توفير الخدمات العلاجية مجانا وفى سرية تامة طالما أنه تقدم طواعية للعلاج، دون أى مساءلة قانونية قبل نزول حملات الكشف إلى مكان عمله وخضوعه لتحليل الكشف عن التعاطى، ومن دون ذلك يتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

فى النهاية، أود أن أشدد على أن التوعية بمخاطر المخدرات هى مسؤولية جماعية تتطلب تعاون جميع أفراد المجتمع. من خلال العمل المشترك والدؤوب، يمكننا بناء مجتمع صحى وآمن يحمى شبابه من الوقوع فى براثن الإدمان. لنستمر فى دعم هذه الجهود ونبنى جيلاً واعياً وقادراً على مواجهة تحديات الحياة بعيداً عن المخاطر.

 

 

تم نسخ الرابط