حلول سريعة لأزمة الكهرباء..وحرب كبرى على غلاء الأسعار
- رئيس الوزراء.. العبرة دائما بالنتائج!
- نريد حلولا سريعة لأزمة الكهرباء وإنهاء حكاية خفض الأحمال
- الأسعار.. تظل دائما صداعا في رءوس الناس إذا لم يتم محاصرتها بإيجابية وفعالية
- نعم.. لا صوت يعلو فوق صوت التضامن العربي
أنا لن أضيف جديدا إذا قلت إن مصر دولة مؤسسات بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. لكن تأكيدا لأمر واقع أشير إلى أن الأحداث المتعاقبة تجعلنا نفخر بحق بأن هذا البلد سيظل دائما وأبدا النموذج الذي يحتذى في السياسة والقانون والاقتصاد والاجتماع..
مثلا..تنص المادة146 من الدستور بأن يعرض رئيس مجلس الوزراء برنامج الحكومة على مجلس النواب.. فإذا لم تحصل هذه الحكومة على ثقة أغلبية أعضاء المجلس خلال ثلاثين يوما على الأكثر يختار رئيس الجمهورية رئيسا لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب .. وها هي المادة المذكورة قد تم تطبيقها بحذافيرها أمس من خلال البيان الذي ألقاه د.مصطفى مدبولي أمام المجلس شارحا ماذا ستقدمه حكومته للجماهير ومتعهدا بأن يكون هو ووزراؤه في مقدمة الصفوف لتحقيق آمال وتطلعات الناس خلال هذه المرحلة التاريخية الهامة في مصر.
طبعا بديهي أن يقدم رئيس الوزراء برنامجه متضمنا خطة عاجلة وأخرى آجلة وأنا أتصور أن نتائج الخطة العاجلة سوف تكون مؤشرا حقيقيا لما يمكن أن يتحقق خلال السنوات الثلاث القادمة وهي المدة التي أعلن رئيس الوزراء أنها سوف يستغرقها برنامج الحكومة الشامل في شتى المجالات..
المهم.. الآن أن يلمس المواطنون اليوم قبل غد تحسنا ملحوظا في مستوى معيشتهم وفي التخفيف من وطأة المشاكل التي يعانون منها ولا أريد أن أقول الأزمات..
ولعل أول هذه المشاكل كما جاءت على لسان رئيس الوزراء توفير السلع والسيطرة على الأسعار وخفض معدلات التضخم فضلا عن حل أزمة الكهرباء والتي تتمثل أول ما تتمثل في وقف أو الامتناع عما سميت بتخفيف الأحمال..
يعني ببساطة شديدة ما يلي:
الحد من غلواء ارتفاع الأسعار من خلال إجراءات تقوم بها الحكومة إما بتنويع مصادر الإنتاج والتوزيع أو اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد كل من سولت أنفسهم خلال الفترة الماضية بالإتجار في أقوات الناس.. إجراءات تتسم بالحسم والحزم والمتابعة الدائمة والمستمرة بنفس الحماس ونفس القدر من الاهتمام.
وطبعا.. أزمة نقص الدواء لابد أن تكون داخلة في هذا الإطار حيث إن هذه الأزمة تشتد حدتها يوما بعد يوم وبالرغم من الوعود التي قطعتها على نفسها الحكومة السابقة بالقضاء على تلك المشكلة الإنسانية ذات الأبعاد الكثيرة والمتعددة والمتنوعة إلا أن أهم الأدوية بالنسبة لمرضى الحالات الحرجة مازالت تائهة في بحور الظلمات ولعل من أهم هذه الأدوية الخاصة بعلاج ضغط الدم والسكر وهما من الأمراض المزمنة التي يحتاج أصحابها إلى رعاية مستمرة فضلا عن ألبان الأطفال وغيرها وغيرها.
وهنا يقول د. ماهر سعد صاحب عدة صيدليات إن هيئة الدواء تحتاج إلى رقابة حاسمة من جانب الحكومة لأنها تجامل شركات الدواء على حساب المرضى..
ويتساءل:
لماذا لا تزال الحراسة مفروضة على نقابة الصيادلة رغم أن الدستور يمنع ذلك؟!
ويرى د. ماهر أن أي إجراء استثنائي في أي مجال من المجالات من شأنه الإضرار بجميع من يشملهم هذا المجال.
أما بالنسبة للخطط الآجلة فقد تضمن بيان رئيس الوزراء أنباء سارة نرجو أن تتحقق وصفها بأنها تجيء من أجل صالح الأجيال القادمة مثل زيادة نسبة النمو الاقتصادي وإصدار قانون المحليات وبالتالي إجراء انتخابات المجالس المحلية وفي زيادة حجم الصادرات والنهوض بالسياحة وغيرها وغيرها وكلها مانشيتات تعهد رئيس الوزراء بالحديث عنها خلال مؤتمرات صحفية يعقدها في مواعيد محددة وثابتة ..و..وها نحن في الانتظار.
في هذه الأيام يمكن القول إنه لا صوت يعلو فوق التضامن العربي والتلاحم العربي وإزالة الخلافات العربية العربية.. فالتحديات ولا شك عديدة وعنيفة والمتربصون بالعرب كثيرون وليس إسرائيل وحدها.
من هنا فلا يترك الرئيس عبد الفتاح السيسي نافذة شبه مغلقة إلا وبادر بإحكام هذا الغلق حتى لا تسرب ريحا من شأنها الإضرار بكل قواعد إعادة البناء بين العرب وبعضهم البعض التي عملوا على تقويتها وترسيخها من جديد.
وغني عن البيان أن العلاقة بين مصر وسوريا إذا كان قد أصابها شيء من التوتر خلال فترة زمنية محددة إلا أنه سرعان ما نفض البلدان ركامات البعاد وغيامات الفرقة.
وقد نظر السوريون بعين الاعتبار والتقدير إلى موقف مصر ومبادرتها العاجلة بتضميد الجراح التي ألمت بهم من جراء الزلزال الذي ضرب أراضيهم واتصال الرئيس السيسي وقتئذ بالرئيس بشار الأسد مواسيا وداعما وأيضا عندما بذلت دمشق محاولاتها لإعادة ترطيب العلاقات بينها وبين باقي الدول العربية بعد قطيعة 14عاما.. كان لمصر أيضا موقف مشرف ومضيء مما ساعد على استئناف مسيرة التقارب يوما بعد يوم كل ذلك كان له أكبر الأثر في قلب وعقل الرئيس بشار حيث انعكست كل هذه الخطوات الإيجابية على تصريحاته المتعاقبة مشيدا بموقف القاهرة واستحالة تعرض العلاقات معها لأي أخطار محدقة.
استنادا إلى كل تلك الحقائق جاء اتصال الرئيس بشار بالأمس بالرئيس السيسي للتهنئة بالعام الهجري الجديد ولبحث تطورات ونتائج العدوان الإسرائيلي على غزة ثم تهديداتها بالاعتداء على لبنان وسوريا وإن كان بنيامين نتنياهو قد حول تلك التهديدات إلى واقع قائم سافر ومقيت.
ولقد عاد الرئيس السيسي ليؤكد على المبادئ الثابتة التي أعلنها منذ اللحظات الأولى والتي أكد عليها بدوره الرئيس بشار والتي تنحصر فيما يلي:
- رفض تهجير الفلسطينيين وبالتالي استحالة تصفية قضيتهم.
- ضرورة الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية لهم ولا مناص من عقد هدنة طويلة الأجل حتى تبرد الأجواء ويتم تبادل الأسرى والمحتجزين والحفاظ على أرواحهم.
- خطورة توسعة الصراع.
-لا بديل ولا نقاش ولا مساومة على حل الدولتين وبالتالي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
في النهاية تبقى كلمة:
بكل المقاييس مثل تلك المواقف هي التي تجمع رؤى مشتركة وتدفع مسيرة السلام دائما إلى الأمام والتحذير من ممارسة العناد والتعنت والتكبر التي يمارسها بنيامين نتنياهو وحث أطراف بعينها على التخلي عن سياسة الانحياز الصارخة لإسرائيل كل تلك عناصر سوف تؤدي إن آجلا أو عاجلا إلى نصرة الحق والعدل والسلام وإن غدا لناظره قريب.
و..و..شكرا