الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

ثورة يوليو أهم الثورات فى التاريخ الحديث

لواء أ.ح د. سمير
لواء أ.ح د. سمير فرج - صورة أرشفية

عندما قام الضباط الأحرار فى الجيش المصرى يوم الثالث والعشرين من شهر يوليو 1952 بأهم ثورة فى التاريخ الحديث فى المنطقة العربية والتى غيرت مجرى الأحداث ليس فى مصر فقط. ولكن فى كل الدول العربية والشرق الأوسط وإفريقيا، حيث ساعدت العديد من حركات التحرير فى البلاد العربية الإفريقية، ونتيجة لدعم ثورة يوليو لهذه الثورة التى حدثت فى الجزائر ثورة المليون شهيد، قامت فرنسا بالعدوان الثلاثى على مصر بسبب مساعدة مصر لثورة الجزائر. 

ولذلك ظلت صورة جمال عبد الناصر تزين جميع الشوارع والميادين فى بلاد إفريقيا كأنها رمز للحرية.

تقديرا لدور مصر بعد 23 يوليو فى مساعدة ومساندة الدول الإفريقية وفى تحريرها. ويكفى أن الرئيس عبد الناصر، والذى أنشأ منظمة الوحدة الإفريقية مع إثيوبيا، (الإمبراطور هيلاسلاسى والسودان)، فكانت بداية للاتحاد الإفريقى، ولقد قامت ثورة يوليو بتشكيل مجلس قيادة الثورة الذى يضم 13 ضابطا برئاسة. اللواء محمد نجيب.

تعلمت من دروس التاريخ أن الأحداث العظيمة التى تحدث للدول ليس من الصح تقييمها خلال الفترة الزمنية التى حدثت فيها؛ لأن هناك من يكون قد تأذى من خلال هذه الفترة. 

فسوف يصبح ناقما على كل هذه الأحداث وبالتالى على الفترة . 

وهناك من يكون سعيدا فى هذه الفترة لذلك تكون كل تعليقاته عن تلك الفترة أنها كانت عظيمة. 

لذلك المفضل دائما أن يترك تقييم هذا الحدث الهام فى تاريخ أى دولة إلى ما بعد سنوات طويلة قد تصل إلى مائة عام ليتم التقييم من خلال رؤيته مع الأحداث المتعلقة به. 

ولقد تعرضت ثورة يوليو للعديد من النقد والمديح. خلال الأعوام السابقة.

أعلنت الثورة مبادئها الستة، وهى القضاء على الإقطاع، والقضاء على الاستعمار، والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وبناء جيش وطنى قوى، وإقامة العدالة الاجتماعية، وتأسيس حياة ديمقراطية سليمة، ومن خلالها حققت العديد من الإنجازات السياسية، منها إسقاط دستور 1923، وحل الأحزاب السياسية، وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية فى 18 يونيو ١٩٥3، برئاسة اللواء محمد نجيب، كأول رئيس للجمهورية، حتى عام 1954، كذلك تم خلالها توقيع اتفاقية الجلاء، وخروج المستعمر البريطانى.

ولقد كان من أهم إنجازات ثورة يوليو بناء جيش مصرى قوى، حيث رفض  عبد الناصر هيمنة الجيش البريطانى على الجيش المصرى بإصرارها على تحديد حجم الجيش وعدد أسلحته لذلك اتجه عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت وعقد صفقة الأسلحة التشيكية ومن بعدها بدأت مصر التعامل مع الاتحاد السوفيتى عسكريا وتخلت عن الهيمنة البريطانية، وداخليا فقد قام عبد الناصر بتأمين قناة السويس لتعود ملكيتها إلى مصر عام 1956 ورغم أنها كانت سببا فى العدوان الثلاثى على مصر من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.

 فإن مصر خرجت بعد صد العدوان الثلاثى قوية عظيمة. 

كذلك يحسب لثورة يوليو 1952 نجاحها فى جلاء القوات البريطانية بعد أن ظل الاحتلال البريطانى على الأرض لأكثر من 72 عاما. 

عندما وقع عبد الناصر اتفاقية الجلاء ورفع علم مصر على مبنى هيئة قناة السويس.

وعلى المستوى الداخلى نجحت ثورة 52 فى إقرار مجانية التعليم والتعليم العالى فى الجامعات المصرية، وأنشأت العشرات من الجامعات بعد أن كانت ثلاث جامعات فقط، واهتمت بنشر الثقافة، حيث تم بناء قصور ثقافة فى أنحاء مصر وانتعشت الحركة الفنية فى مصر سواء فى المسرح أو السينما أو الغناء، وأنشأت أكاديمية الفنون بمعاهدها المتخصصة فى المسرح والباليه والسينما والنقد الفنى، كذلك ظهر التليفزيون المصرى بعد الثورة ليصبح رائدا لهذا النوع من الثقافة فى كل العالم العربى. 

وحقق أبناء التليفزيون المصرى نجاحا كبيرا فى تطوير كل القنوات التليفزيونية فى العالم العربى، وحققت الثورة المصرية حلم العرب بأول وحدة بين مصر وسوريا فى الجمهورية العربية المتحدة ورغم أنه لم يكتب لها النجاح ولم تستمر ولكنها كانت بداية للحلم العربى فى وحدة متكاملة فى المستقبل.   

وعلى المستوى الداخلى يعتبر مشروع بناء السد العالى أحد المشروعات العملاقة لمصر فى تاريخها الحديث، حيث كانت له آثاره العديدة فى تحويل الزراعة فى مصر من رى الحياد إلى الرى الدائم فزادت مساحة الرقعة المزروعة فى مصر بمقدار واحد ونص مليون فدان. 

ورغم العديد من الانتقادات التى تحملها مشروع السد العالى فإننا عرفنا الآن قيمة هذا السد عندما وقعت المشكلة حول موضوع مياه نهر النيل مع إثيوبيا. 

كذلك حققت الثورة إنجازات فى تغيير البنية الاجتماعية للمجتمع المصرى. كما حررت الفلاح المصرى بإصدار قانون الإصلاح الزراعى وقضت على السيطرة الرأسمالية فى مجالات الإنتاج الزراعى والصناعى. وفى شهادة مصر لأول مرة الخطة الخمسية فى الصناعة بتطوير صناعات الغزل والنسيج فى المحلة والحديد والصلب فى حلوان وصناعة الألمونيوم ...إلى آخره.

وخلال أحداث 25 يناير فوجئ الجميع بأن الآلاف من المصريين فى ميدان التحرير يحملون صورة الزعيم الراحل الرئيس جمال عبد الناصر. 

معتبرين أن ما يحدث كان امتدادا لثورة 52 وأتذكر فى يوم من الأيام عندما عرضت السينما المصرية فيلم "الناصر ستة وخمسين" وكنت أيامها مديرا للشئون المعنوية وتم تكليفى بدراسة الحالة التى حدثت للشعب المصرى والجماهير التى شاهدت ذلك الفيلم وخاصة من فئة الشباب. 

وعلى ذلك نعتبر أن ثورة 30 يونيو هى امتداد لثورة يوليو 1952 ؛لأن كليهما جاء للتغيير ولتلبية مطالب الشعب المصرى.

الصفحة الرابعة من العدد رقم 371 الصادر بتاريخ 25 يوليو 2024
 

 

 

تم نسخ الرابط