اتجاهات السنوار .. القائد الجديد لحماس
هو يحيى إبراهيم حسن السنوار، من مواليد خان يونس، فى غزة، فى أكتوبر 1962، وهو سياسى فلسطينى، يجيد اللغة العبرية، وأحد أوائل مؤسسى الجهاز الأمنى لحركة حماس.
فى عام 1989، حكمت عليه المحكمة العسكرية، فى غزة، بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة، أمضى منها 22 سنة، قبل أن يُطلق سراحه، فى عام 2011، فى عملية تبادل الأسرى، مقابل إطلاق الجندى الإسرائيلى شاليط.
يعتبر السنوار العقل المخطط، والمدبر، والمنفذ لهجوم 7 أكتوبر 2023، وقد تم اختياره رئيساً للمكتب السياسى لحركة حماس، يوم 6 أغسطس الجارى، فى أعقاب اغتيال إسماعيل هنية، ليعتبر البعض هذا التعيين ضربة قوية لإسرائيل، التى أعلنت ثلاثة أهداف فى بداية حربها على غزة، وهى القضاء على حماس، وتحرير الرهائن، ثم احتلال غزة.
وعلى مستوى الداخل الفلسطينى، كان اختياره خلفاً لهنية دفعة كبيرة للشعب الفلسطينى، بعدما أصبح السنوار بطلاً للشعب الفلسطينى الذى قاوم الاحتلال الإسرائيلى على مدار عشرة أشهر، بينما أصيب الإسرائيليون بصدمة كبيرة، باعتبار أن السنوار هو من يحتجز رهائنهم، مما جعله العدو الأول والأساسى لإسرائيل.
وكأن تعيينه فى ذلك المنصب لطمة على وجه جيش الاحتلال الإسرائيلى، وإثبات لفشله فى تحقيق أىٍ من أهدافه سواء بالقضاء على حماس أو السنوار.
وهنا يبرز السؤال عما سيفعله السنوار فى مباحثات وقف إطلاق النار القادمة؟ وهل سيكون أكثر تشدداً من إسماعيل هنية؟ والحقيقة أن بوادر اتجاهاته قد ظهرت فيما أبلغه للوسطاء من شروط حماس فى المفاوضات القادمة، وهى أولاً:
انسحاب إسرائيل من غزة تماماً، وثانياً: الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، وعلى رأسهم مروان البرغوثى وأحمد سعدات، وثالثاً: معارضته بشدة لإدارة السلطة الفلسطينية لغزة بعد الحرب، ورفضه نشر قوات متعددة الجنسيات فى غزة بعد الحرب.
وبتحليل تلك المطالب نجد أن أطراف المفاوضات فى مصر وقطر والولايات المتحدة قد اتفقت، من حيث المبدأ، على الإفراج عن مروان البرغوثى وأحمد سعدات، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى ضرورة لتغيير القيادات الفلسطينية فى رام الله.
عموماً، يبدو لى أن مطالب السنوار قابلة للتفاوض عليها، خلال الاجتماعات القادمة، فى ضوء رغبة الولايات المتحدة الأمريكية لسرعة وقف القتال وتحقيق السلام، خاصة أن الرئيس الأمريكى جو بايدن يريد أن ينهى فترة حكمه، التى امتدت لأربع سنوات، وقد حقق إنجازاً يُنسب له، وهو تحقيق السلام فى الشرق الأوسط.
