« خميرة الغضب فى الدوحة ».. لماذا انفعل الوزير عباس كامل على الوفد الإسرائيلي في المفاوضات الأخيرة؟
- ماذا يجرى فى اجتماعات القاهرة؟.. وما الذى ستفعله حركة حماس الآن؟
- هل تشتعل الحرب الإقليمية الكبرى قريبا؟.. وأسرار خاصة عن استعدادات "رجال الله" فى مصر
- مصر تتمسك بالخطوط الحمراء: لا قبول بوجود إسرائيل فى محور فيلادلفيا.. ولا اعتراف بالاحتلال فى معبر رفح
المعلومات المتواترة تقول إن السيد الوزير عباس كامل، مدير المخابرات العامة المصرية، انفجر غضبا بعد طرح فريق المفاوضات الإسرائيلية مطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو حول الممرات الإستراتيجية فى غزة. ووفق ما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" إن اللواء عباس كامل قد قال "إن نتنياهو يضيّع وقته".
ما جرى يقول إن مصر لن تتخلى أبدا عن خطوطها الحمراء تحت أى ظرف.. فلا هى ستقبل بالتهجير أولا.. ولا ستتعاون مع وجود إسرائيلى فى محور فيلادلفيا أو فى معبر رفح الحدودى بين مصر وقطاع غزة.
فى المواجهات السابقة بين جيش الاحتلال الإسرائيلى والفلسطينيين فى غزة وغيرها، كان موقف الشارع المصرى يسبق موقف النظام، لكن فى المواجهة التى تشكلت بفعل «طوفان الأقصى» ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ كان للنظام السبق فى بلورة موقفه وإعلانه وتسويقه والإصرار عليه.
اللافت أن موقف النظام المصرى لم يكن سابقًا فقط، ولكنه كان مستجيبًا وملبيًا لتوقعات الشارع المصرى الحقيقى، ولن أفارق الواقع إذا قلت إنه فاق هذه التوقعات بمراحل.
فى زحمة تسارع الأحداث وتعاقب الوقائع وتصاعد الصدام وتوالى البيانات وتعدد اللقاءات وتواصل الاتصالات التليفونية، كان مهمًا أن تكون خريطة الموقف المصرى واضحة، وأعتقد أنه منذ اللحظات الأولى لاندلاع الصراع كانت لدى صانع القرار فى مصر رؤية واضحة ومحددة للموقف، وهى الرؤية التى يمكن أن أوجزها لحضراتكم فى نقاط محددة كانت حصيلة نقاشات متعددة مع عدد من المسئولين المصريين الكبار:
أولًا: ضرورة الحفاظ على الأمن القومى المصرى.. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مصر لا تنتظر أحدًا ليحدد لها أولوياتها فى الحفاظ على أمنها القومى، بل تعرف جيدًا حدود هذا الأمن وتملك الآليات للحفاظ عليه، دون مزايدة من أحد، ودون خضوع لابتزاز ممن يريدون تحقيق مصالحهم سواء من الداخل أو الخارج، وكما أن لهذا الأمن ثوابته الواضحة، فإنه يتجاوب بمرونة شديدة مع المتغيرات على الأرض.
ثانيًا: من المهم الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل، فقد دفعت مصر ثمنًا كبيرًا وغاليًا جدًا، حتى تصل إلى هذه المعاهدة، وتعرف مصر جيدًا قيمة السلام الذى ساعد ويساعد فى استقرار المنطقة، والذى مكنها من تجاوز التحديات التى واجهتها خلال العقود الماضية، وعلينا أن نتخيل فقط ..إذا واصلنا الحرب مع إسرائيل حتى الآن، حتمًا ما كان لنا أن نصل إلى ما وصلنا إليه من استقرار، ثم إن هذا السلام نفسه، هو الذى أتاح للإقليم كله أن ينعم بحالة الاستقرار، فعندما تكون مصر فى حرب، فإن المنطقة كلها شاءت أو أبت تكون فى حرب.
ثالثًا: تتركز جهود مصر التى تبذلها على مستويات مختلفة فى دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، فالدعم ليس لفصيل بعينه، ولا لحركة معينة، لذلك فإن مصر تؤكد أنها تقوم بما تقوم به ليس انتصارًا لحركة حماس التى وقفت فى قلب عملية «طوفان الأقصى»، ولكنها تسعى جاهدة إلى أن تكون جهودها موجهة بالأساس إلى دعم القضية الفلسطينية، وعدم تعريضها لخطر التصفية، ومن أسباب رفض مصر خطة التهجير أنها ترى أنه فى جانب من جوانب هذه الخطة إنهاء للقضية بشكل كامل.
رابعًا: لدى مصر مرجعياتها الواضحة فى صياغة موقفها، وهذه المرجعيات تتمثل فى اتفاقية السلام، والقرارات الدولية، وتحديدًا قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وبنود اتفاقية أوسلو، والمبادرة العربية التى صاغها الملك عبدالله عام ٢٠٠٢، فهى تعتبر أن هذه المرجعيات تمثل الإطار العام الذى تتحرك من خلاله مسترشدة بها فى تحديد النظرة الكلية والزاوية التى تصيغ من خلالها موقفها، وهو ما يمنح هذا الموقف شرعيته التى يحددها القانون الدولى.
خامسًا: لن تتأخر مصر فى تقديم أى شكل من أشكال الدعم والمساعدة لأهل فلسطين فى أى ظرف وفى ظلال أى تحديات، لكن بشرط أن يكون هذا الدعم وهذه المساعدات داخل فلسطين وليس خارجها، ففى الوقت الذى يخرج فيه الفلسطينيون من ديارهم إلى الخارج أيًا كانت وجهة هذا الخارج، فإن ذلك يعنى نهاية القضية وتصفيتها، وهو ما يسعى له الآخرون، لكن مصر لا تريده ولن تسمح به، ففى وجود الفلسطينيين داخل أراضيهم إبقاء على القضية «حية ومشتعلة»، كما أن تواجد الفلسطينيين فى أراضيهم يعنى أننا نملك كتلة صلبة يمكن على أساسها الوصول إلى حل الدولتين، طال الزمن أو قصر.
سادسًا: فى إدارتها للأزمة قررت مصر عدم التورط فى أى صراع إقليمى أو الدخول فى حرب بالوكالة عن أى طرف من الأطراف، فمصر ترى نفسها وتتعامل على أساس أنها دولة قائدة وليست تابعة، فموقع مصر الجغرافى الذى يمنحها قوة خرافية ليس للإيجار، كما أن جيشها ليس أبدًا جيش مرتزقة، فهو يدافع عن حدودها ويحمى أمن بلده القومى، وليس مطروحًا أبدًا أن يقاتل خارج حدوده، إلا إذا استدعى الأمر ذلك، فساعتها لن يتأخر.
سابعًا: عدم تديين الصراع، وبالتالى تخليص الخطاب الخاص بالقضية الفلسطينية من المسحة الدينية، لأن هذه المسحة تحديدًا هى التى ألحقت أضرارًا بالغة بالقضية ومسارها عبر العقود الماضية، فالصراع الذى يحدث على الأرض ليس إلا صراعًا سياسيًا، ولا بد من التعامل معه بالأدوات السياسية، وبذلك يمكن قطع الطريق على جماعات الإسلام السياسى التى استغلت القضية خلال العقود الماضية لحشد مؤيدين لها، حققت من خلالهم مصالحها الخاصة، دون أن تقدم شيئًا حقيقيًا أو ملموسًا للقضية، بل إن هذه الجماعات كانت تواصل الهتاف من أجل القضية فى أوقات سيولتها، وتختفى تمامًا فى لحظات الصدام الخشن، وهو ما كشفت عنه عملية «طوفان الأقصى»، فلا نكاد نرى من بين هذه الجماعات من أخذ موقفًا فى صالح القضية، بل اكتفوا عبر منصاتهم بالإدانة والشجب وتشويه أصحاب المواقف الحقيقية.
أما الآن وفى اللحظات الحاسمة لمفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين فإن مصر تقف بصلابة أمام مطالب الإرهابى نتنياهو.
ودائما وأبدا.. تحيا مصر.
- مصر
- اللواء عباس كامل
- القاهرة
- قانون
- درة
- الوزير عباس كامل
- المخابرات العامة
- المخابرات
- الاتصال
- المرج
- المخابرات المصرية
- فيل
- مبادرة
- عامل
- فلسطين
- النار
- الاحتلال
- خميرة الغضب فى الدوحة
- مطروح
- استقرار
- اسرائيل
- الحكومة
- الدول
- بيان
- الاتصالات
- طالب
- المصري
- نـــتــنيـــاهـو
- الحدود
- رجال
- غزة
- ملك
- حماس
- محمود الشويخ يكتب
- الخطوط الحمراء
- محمود الشويخ
- محور فيلادلفيا