الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

المستقبل بعد تحرير سيناء

لواء أ.ح د. سمير
لواء أ.ح د. سمير فرج - صورة أرشيفية

- بعد خطة الرئيس لتعمير سيناء فإن أمن سيناء أصبح بالتنمية قبل الفكر العسكرى

وأخيرا عادت سيناء إلى مصر بعد ثلاث حروب، الأولى فى أكتوبر 73 حيث نجحت القوات المسلحة المصرية فى كسر نظرية الأمن الإسرائيلى على ضفاف قناة السويس، وتدمير خط بارليف وتحرير جزء من سيناء، بعدها جاءت المعركة الثانية وهى المعركة السياسية التى خاضها الرئيس أنور السادات ليحرر باقى أرض سيناء، وبعدها جاءت المعركة الثالثة وهى المعركة القانونية التى تم بها تحرير آخر شبر من الأراضى وعادت سيناء لنا كاملة.

والآن نخوض معركة أخرى هى: كيف نؤمن سيناء مستقبلا؟ وأعتقد أن قرار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى كان واضحا، عندما قال إن تأمين سيناء سيتم بالتنمية، ومن هنا بدأت التنمية.

 فى البداية كان إنشاء الأنفاق والكبارى التى تصل سيناء بالوطن الأم فى دلتا مصر، وأصبح اليوم العبور من البر الغربى فى مصر إلى البر الشرقى فى سيناء، لا يستغرق أكثر من عشر دقائق، وكانت تلك البداية وأتذكر قبل بناء هذه الأنفاق، كان هناك أحد المستثمرين يريد إنشاء محطة دواجن كبيرة فى سيناء، وعندما وجد أن عربة الكتاكيت سوف تنتظر على المعبر أكثر من خمس ساعات،  وأنها سوف تموت،  ألغى تلك الفكرة، لكن الآن أصبحت سيناء جزءا من الأرض المصرية، 

بعدها جاءت عملية تطوير بحيرة البردويل، التى تعتبر من أحسن خمس بحيرات لإنتاج النوعيات المتميزة من الأسماك البورى والدينيس وسمك الموسى، حيث تم تطهير البحيرة وإزالة التعديات وتولت تطويرها بمعرفة التكنولوجيا اليابانية، وتم إنشاء مصنع فوم ومصنع ثلج ومطار حيث تصدر إنتاجها اليومى بالطائرة إلى أوروبا، كذلك تم التعاقد لإنشاء ولتصنيع مئة مركب صيد جديدة، تصنع فى ترسانة قناة السويس البحرية بالإسماعيلية.

وتم إنشاء مدرسة ثانوية للصيد فى منطقة البردويل، كما تم تأسيس شبكة طرق عملاقة فى سيناء لتغطى كافة محاورها بأحدث المواصفات العملية والعالمية، كذلك تم إنشاء مصنع رخام بالجفجافة، ولم تعد مصر تصدر بلوكات رخام كما كان يحدث فى الماضى، ولكن أصبحت تصدر الرخام بعد تجهيزه، للتركيب مما يطلق عليه القيمة المضافة.

 

كذلك تم لأول مرة تنفيذ مشروع توطين بدو سيناء، وحقيقة إن هذا الموضوع بدأ بفكرة الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث أمر أولا بأن يتم حفر البئر، وبعد التأكد من وجود المياه، وبعدها يتم بناء مساكن القرية البدوية ويعطى لكل بدوى تسعة أفدنة، ومنزلا علاوة على مدرسة الفصل الواحد لكل قرية، وسوف ينتهى هذا المشروع تماما وهو توطين بدو سيناء بالكامل، عام 2025 وهكذا تحقق أخيرا لهم الانتماء لبلدهم، بعد المعاناة التى عاشوها عشرات السنين السابقة.

كما تم إنشاء مدارس ثانوية فى معظم مدن سيناء التى كانت محرومة منها من قبل وهى الحسنة، القسيمة، نخل، إلى آخره وأصبح الآن الابن البدوى يتخرج فيها وبناء على أوامر السيد الرئيس فإن منهم من سيدخل كلية الشرطة، والكلية الحربية، والحقوق، والطب.. إلى آخره، لكى يصبح أبناء سيناء جزءا من نسيج هذا المجتمع، كذلك تم استصلاح نصف مليون فدان أراضى زراعية فى شرق الإسماعيلية يتم ريها من أكبر محطة معالجة ثلاثية من مياه بحر البقر، وبذلك سيتم إنشاء كيانات زراعية إنسانية جديدة فى شرق سيناء، حيث سيتم نقل  2 مليون أسرة للعيش هناك. 

كما تم إنشاء مدن جديدة فى سيناء فى شرق بورسعيد والإسماعيلية، وكذلك الجامعات الجديدة، حيث لن يكون هناك اغتراب لشباب سيناء بعد الآن، بل إن الجامعات أصبحت على أعلى مستوى من العلم والتكنولوجيا. لقد زرت بنفسى جامعة الملك سلمان فى شرم الشيخ وجامعة شرق بورسعيد والإسماعيلية كلها جامعات على أعلى مستوى من التقدم العلمى.

وبالنسبة للموانئ جاء ميناء شرق التفريعة الجديد فى سيناء ليكون هذا العام العاشر فى موانئ العالمية متفوقا على ميناء هونج كونج ويصبح مركزا رئيسيا لتجارة الحاويات فى الشرق الأوسط مستقبلا وحاليا يتم إعادة تطوير وبناء ميناء العريش الذى يعد من أهم موانئ البحر المتوسط لتصدير الحاويات، وهذا المشروع سوف يحقق نقلة كبيرة للاستثمارات فى سيناء، خاصة باستغلال شبكة الطرق الجديدة التى تمت إقامتها.

ولا ننسى التطوير فى المجالات السياحية فى جنوب سيناء وخاصة منطقة دير سانت كاترين التى أصبحت مقصدا سياحيا جديدا يضاف للدخل القومى المصرى، كذلك زيادة إمكانيات مصانع الأسمنت الثلاثة فى سيناء والتى تستخدم مستقبلا بعد تطوير ميناء العريش لتصدير إنتاجها إلى أوروبا وتركيا وسوريا.

ولا ننسى أن القضاء على الإرهاب فى سيناء كان إحدى ركائز التنمية فى سيناء، ولولا هذا الجهد ودماء الشهداء لما تطورت سيناء الآن لتصبح جزءا من الوطن الأم، وهكذا فإن كل عمليات التطوير التى تمت مؤخرا سوف تنهى حالة الانعزال التى كانت عليها سيناء فى الفترة السابقة وتصبح جزءا أساسيا من الأمن القومى المصرى بعد 

أن كانت فى السابق مطمعا لكل من يراها صحراء فارغة وتصبح مطمعا للبقاء فيها خاصة أن سيناء عبر التاريخ كانت بوابة التهديد للأمن القومى المصرى بدءا من الهكسوس من أربعة آلاف سنة ثم التتار والعثمانيين ..إلى آخره حتى جاءت إسرائيل سنتى 56 و67 وأخيرا الإرهاب وبعد أحداث غزة، وطمع إسرائيل فى نقل سكان غزة إلى سيناء،

 ولكننى أعتقد الآن بعد خطة الرئيس السيسى لتعمير سيناء فإن أمن سيناء أصبح بالتنمية قبل الفكر العسكرى.

الصفحة الرابعة من العدد رقم 377 الصادر بتاريخ 5 سبتمبر2024

 

تم نسخ الرابط