الأربعاء 18 سبتمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

مبادرة "بداية جديدة".. استثمار فى الإنسان لتحقيق رؤية 2030

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشفية

- تأهيل الأجيال الجديدة لمواجهة تحديات سوق العمل المعاصر

- المبادرة نموذج متكامل للتنمية البشرية يعتمد على التكامل بين الجانب النظرى والتطبيق العملى

- تتيح الفرصة للشباب للحصول على تدريب متخصص ومتقدم فى مجالات متعددة

- مستقبل مصر يعتمد بشكل كبير على مدى قدرتنا على استثمار طاقات شبابها وتوجيهها نحو البناء والإبداع

- خلق أجيال صحيحة رياضية تتمتع بالثقافة وتحافظ على القيم والأخلاق والمبادئ بدعم الأزهر والكنيسة والأوقاف

 فى عالم يشهد تغييرات سريعة وتحولات متسارعة، تتصدر مبادرات التنمية البشرية المشهد كأحد الحلول الإستراتيجية لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.

ومن بين هذه المبادرات، تبرز مبادرة "بداية جديدة" كمثال حى على الالتزام الوطنى بإحداث تغيير جذرى فى قدرات الشباب وتمكينهم من مواجهة تحديات العصر.

وهذه المبادرة ليست مجرد خطوة تقليدية ضمن خطة التنمية، بل هى حجر الزاوية لتحقيق رؤية مصر 2030، التى تطمح إلى بناء مجتمع معرفى يتسم بالقدرة على المنافسة والإبداع.

مبادرة "بداية جديدة" تأتى فى سياق الرؤية الشاملة للدولة لتعزيز التنمية البشرية والارتقاء بالمهارات والكفاءات.

فالمشروع لا يهدف فقط إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يسعى لتأهيل الأجيال الجديدة لمواجهة تحديات سوق العمل المعاصر الذى يتطلب مهارات خاصة وقدرات متميزة. 

إن الاستثمار فى تنمية المهارات ليس مجرد تحسين لمستوى المعيشة، بل هو استثمار إستراتيجى فى مستقبل الأمة، حيث يعمل على بناء الإنسان القادر على العطاء والابتكار.

إن تطوير الإنسان يبدأ من تطوير المعرفة والمهارات، وهو ما تركز عليه مبادرة "بداية جديدة" بشكل خاص.

فهى تتيح الفرصة للشباب للحصول على تدريب متخصص ومتقدم فى مجالات متعددة، بدءًا من التقنية وصولاً إلى المهارات الإدارية والقيادية.

هذه المبادرة تقدم للشباب المصرى فرصة فريدة لتطوير مهاراتهم والتعرف على تقنيات حديثة تمكنهم من الابتكار والإبداع فى مجالاتهم المختلفة، ما يعزز من قدرتهم على المنافسة فى سوق العمل الدولى.

وما يميز مبادرة "بداية جديدة" هو شموليتها وقدرتها على الاستجابة للاحتياجات الفعلية للمجتمع. فهى ليست مجرد برنامج تدريبى نمطى، بل هى نموذج متكامل للتنمية البشرية يعتمد على التكامل بين الجانب النظرى والتطبيق العملى.

الشباب لا يتعلمون فقط، بل يشاركون فى أنشطة تفاعلية تمكنهم من تجربة ما يتعلمونه على أرض الواقع، ما يعزز من خبراتهم ويجعلهم أكثر جاهزية لسوق العمل.

هذا النوع من البرامج ليس مجرد إضافة إلى سجل الشباب التدريبى، بل هو نقطة تحول فى حياتهم المهنية، حيث يصبحون شركاء فى بناء مستقبل وطنهم.

إن الطموح إلى تحقيق رؤية 2030 يتطلب جهودًا مشتركة من كل أفراد المجتمع، ومن هنا تأتى أهمية مبادرة "بداية جديدة" كمحرك رئيسى لهذه الجهود.

فالمبادرة تعزز من ثقافة الابتكار والإبداع، وتشجع على التفكير النقدى وحل المشكلات، وهى مهارات لا غنى عنها فى عالمنا المعاصر.

كما أنها تسعى إلى خلق بيئة محفزة تدعم روح الريادة وتشجع الشباب على بدء مشاريعهم الخاصة، ما يساهم فى خلق فرص عمل جديدة وتحقيق النمو الاقتصادى المستدام.

ومع التركيز على تدريب الشباب على استخدام التكنولوجيا الحديثة، توفر مبادرة "بداية جديدة" بيئة تعليمية متطورة، تمكن المشاركين من التعامل مع أحدث الأدوات والتقنيات الرقمية، وهذا أمر بالغ الأهمية فى عصر الثورة الصناعية الرابعة، حيث أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية والعملية.

إن تعلم هذه التقنيات واستخدامها بشكل فعال يمكن أن يكون مفتاحًا للابتكار وتحقيق النجاح فى عالم يزداد تعقيدًا وتغيرًا.

لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد.

إن مبادرة "بداية جديدة" تعكس أيضًا رؤية القيادة السياسية فى مصر وحرصها على الاستثمار فى العنصر البشرى كأولوية قصوى.

فهى تجسد الإرادة الصادقة لتحسين جودة الحياة لكل مواطن، وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توفير الفرص المتكافئة لكل فرد، بغض النظر عن خلفيته أو موقعه الجغرافى.

إن هذا التوجه الوطنى يعكس التزامًا حقيقيًا بتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

وبالنظر إلى الأبعاد المتعددة لمبادرة "بداية جديدة"، يمكن القول إنها ليست مجرد مبادرة، بل هى دعوة مفتوحة للشباب للمشاركة فى بناء المستقبل بأيديهم. إنها فرصة للإبداع، والتعلم، والنمو، وتحقيق الذات.

ومن هنا، يمكننا أن ندرك لماذا يعتبر الكثيرون أن هذه المبادرة تمثل حجر الزاوية لتحقيق رؤية 2030، فهى تقدم نموذجًا عمليًا لكيفية الاستثمار فى الإنسان، وتعزيز قدراته، وتمكينه من المشاركة الفاعلة فى مسيرة التقدم الوطنى.

إن نجاح مبادرة "بداية جديدة" يعتمد على تضافر الجهود وتكاتف الجميع من أجل تحقيق أهدافها الطموحة.

فمن خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، يمكن خلق بيئة مواتية تمكن الشباب من الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة الفريدة.

علينا جميعًا أن ندرك أن مستقبل مصر يعتمد بشكل كبير على مدى قدرتنا على استثمار طاقات شبابها وتوجيهها نحو البناء والإبداع.

وتتضمن المبادرة عدة محاور رئيسية ، مثل تعزيز الأمن القومى، وبناء الإنسان المصرى، وتطوير اقتصاد تنافسى، وتحقيق الاستقرار السياسى.

كما تركز على تحسين النظام الصحى، وتوفير تعليم أفضل، وتأمين فرص العمل اللائق، وتعزيز الحماية الاجتماعية.

- التعليم: بتطوير المناهج التعليمية، وتوافر برامج تدريبية متقدمة للمعلمين وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة فى التعليم.

- الصحة: بإطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية بالمحافظات لتحسين الخدمات الصحية.

 - الرياضة: من خلال دعم النشاط الرياضى وضمان توافر آلياته فى كل محافظات الجمهورية.

- الثقافة: بتعظيم دور بيوت الثقافة والمسرح والسينما.

- تأمين فرص العمل: بخلق فرص عمل جديدة وبرامج لتطوير المهارات، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.

يتم ذلك فى ظل آليات منسقة ومتكاملة ومتداخلة بين الوزارات والجهات الشريكة بالمبادرة مع وجود آلية لمتابعة مركزية من خلال تطبيق لا مركزى بكل محافظة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، واستفادة ورضا كافة المواطنين.

وتتمثل الأهداف فى:

1-  تحقيق رؤية مصر 2030 وبرنامج التنمية المستدامة فى الصحة والتعليم والثقافة والرياضة.

2-  توفير فرص العمل بشكل تكاملى بين جهات الدولة والمجتمع الأهلى.

3- تحسين جودة حياة المواطنين فى جميع المحافظات.

4- تقديم خدمات وأنشطة وبرامج متنوعة مستهدفة كل الفئات العمرية.

5- تحقيق عدالة توزيع وكفاءة تقديم الخدمات والأنشطة التى تستهدف المواطن مباشرة.

6- الاستفادة من الموارد المتاحة لتعظيم الفائدة التى تعود على المواطن ويشعر بها سريعًا.

7- تعزيز المهارات البشرية وتطوير الخدمات الحكومية .

8- تعزيز دور القطاعين العام والخاص والمجتمع المدنى فى تقديم الخدمات .

9- خلق أجيال صحيحة رياضية تتمتع بالثقافة وتحافظ على القيم والأخلاق والمبادئ بدعم الأزهر والكنيسة والأوقاف .

10- خلق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة .

11- تطوير البنية التشريعية وتحديثها وضمان الحماية الاجتماعية وتطوير المجتمع المحلى.

وفى الختام، يمكن القول إن مبادرة "بداية جديدة" هى بالفعل بداية جديدة لمستقبل أفضل، وهى خطوة ضرورية على طريق تحقيق الرخاء والازدهار.

إنها مبادرة تستحق كل الدعم والإشادة، لأنها تركز على أهم ثروة تمتلكها أى أمة: الإنسان. إن الاستثمار فى الإنسان هو الاستثمار الأذكى، وهو الطريق الوحيد لتحقيق التنمية الحقيقية والنجاح المستدام. فلنعمل جميعًا من أجل دعم هذه المبادرة والمساهمة فى تحقيق أهدافها، لأننا جميعًا شركاء فى بناء مستقبل وطننا.

الصفحة الخامسة من العدد رقم 378 الصادر بتاريخ 12 سبتمبر2024

 

تم نسخ الرابط