لا مزايدة على اسم مصر.. وسمعتها.. وكرم أبنائها وبناتها
- مواجهة الفيروسات.. كفاءة.. وخبرة.. وفن!
- حاربنا "كورونا" بالعلم.. فسلَّم كل أوراقه مستسلما ومدحورا!
- لا تشغلوا بالكم بما يسمى "جدري القردة" فنحن قادرون على هزيمته هزيمة نكراء
- مصر.. بلد الكرم والكرماء.. لا تمنّ.. ولا تعاير كل همها.. احترام إنسانية الإنسان
ليس من المنطق في شيء أن تكون النظرية العلمية في وادٍ والتطبيق في وادٍ آخر وإلا انتفى الهدف من الاثنين معا.
طبعا ذكر هذه الحقيقة مجردة لا يكفي بل لابد من المتابعة والتدقيق .
ولعل ذلك هو الذي يجعل من الأزمة مهما كانت حدتها حدثا عابرا سرعان ما يزول.
مثلا.. هل كنت تتوقع أن يرحل فيروس كورونا اللعين ويصطحب معه كافة الآثار السلبية التي خلفها.. ليس هذا فحسب بل يتعذر عليه العودة بنفس القوة وذات النشاط؟
الإجابة باختصار: نعم.. ربما الغالبية العظمى منا كشعب لم تكن تتصور أن يحدث ما حدث لكورونا لكن الإدارة الحكيمة للبلاد كانت تعي وتدرك كافة التطورات وشتى الأبعاد وأبعاد الأبعاد..
من هنا عندما يجيء بعض الموتورين ليشككوا في ظهور هذا الفيروس اللعين فبديهي لو كانت باقي قوى الأمة سارت خلفهم لوقع ما لا يحمد عقباه ولدخلنا في دوامة الله وحده أعلم متى كنا سنخرج منها.
ويكفي أن عودة الفيروس أكدت على ضعف خلاياه واهتراء شبكاته وبالتالي لم يعد يثير الذعر مثلما كان في الماضي.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. اسمحوا لي أن أقدم لكم صورة واقعية نابضة بالحياة لأنها تتعلق بي شخصيا..
لقد تمكن كورونا من اختراق جسدي ويومها نصحني د.محمد عوض تاج الدين- مساعد رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية في آنٍ واحد- بدخول المستشفى الذي أقامه أساتذة من جامعة عين شمس بغية أن يكون تحت إشرافهم الكامل .
وبالفعل لم أقض في المستشفى سوى أربعة أيام سرعان ما اعترف كورونا بهزيمته وانسحب فورا مدحورا مذموما.
منذ أيام جمعني لقاء مع د.محمد عوض تاج الدين وتطرق حدثينا أثناء اللقاء إلى كورونا ونوادره وإلى ما يسمى جدري القردة والذي يحاول الآن أن يكابر ويتحدى.. لكن الدكتور عوض أكد أنه يستحيل يستحيل انتصاره لأن الفريق العلمي الذي شكل أيام الحرب ضد كورونا وضع في اعتباره أن يضم اللقاح الذي خصص لفيروس كورونا مادة معينة قادرة على إبادة أي فيروسات مشابهة سواء في الحاضر أو في المستقبل.
لا أكتمكم سرا.. لقد ارتاح بالي وأيقنت أن العلم علم.. وأن الله سبحانه وتعالى وهب العلماء ميزات وصفات لم يهبها للآخرين ..
والآن أرجو أن تكون قد تفهمت أهمية الجمع بين النظرية والتطبيق.
هل أدرك الأعداء المتقاتلون أن التهديدات بالانتقام تضر أكثر مما تنفع وأيضا تكرار العمليات العسكرية أو بالأحرى ذكر العمليات العسكرية يسمح للطرف الآخر باتخاذ مزيد من الاستعدادات كما يتيح لأفراد هذا الطرف أو ذاك فرص التفوق أو الابتعاد أو الاتجاه إلى أهداف ليست هي نفس الأهداف؟!
أقول ذلك بمناسبة التهديدات التي أخذ حزب الله اللبناني يرددها بين كل ساعة وأخرى بشأن اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس وكيف أن هذه العملية الخسيسة لن تمر دون عقاب.. أقصى عقاب..
وعلى غير المتوقع جاء الرد هذه المرة باغتيال نائب رئيس حزب الله وقائد عملياته العسكرية..
وواضح أنه كان ردا انتقاميا موجعا مما دفع بحسن نصر الله إلى أن يعلن جهارا نهارا بأن اغتيال إبراهيم العقيل نائب رئيس حزب الله وقائد عملياته العسكرية يعد ضربة إنسانية وأمنية ضد الحزب وضد تشكيلاته وإن كان الأمر يحول دون الاستمرار في سياسة العنف والشدة ضد هؤلاء الذين قد يتصورون أن الصفوف قد انشقت أو أن تمزيق الأجساد قد أصبح مطلبا ملحا أو حتى ضروريا.
ثم.. ثم هل وصل إلى فكر حزب الله بأن عملية اغتيال إبراهيم العنتيل الذي هو القائد البارز في الحزب قد بدأ التخطيط لها منذ ١٥ سنة وخلالها تم رصد 7 ملايين دولار لكل من يقدم معلومات عنه.
طبعا لا أحد يعلم ما إذا كان حسن نصر الله على بينة مما حدث في الأمور أم لا يدري شيئا وفي الحالتين تكون المصيبة أعظم.
باختصار شديد أود أن أخلص من كل ذلك بأن التهديد بالانتقام سواء كان ماديا أو معنويا أو أمنيا يأتي عادة بنتائج عكسية ليس في ميدان القتال فقط بل أيضا في التعاملات المادية بين الأفراد.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن التهديدات التي أطلقتها بعض البنوك بشأن إلغاء الفوائد على المدخرات ردا على الظروف الاقتصادية التي ألمت بالمصريين خلال فترة زمنية معينة ..هذه التهديدات أسفرت عن إقبال الناس على إيداع أموالهم في البنوك وليس العكس والدليل هذا الحجم الهائل من الودائع الذي وصل إلى 11 تريليونا و٨مليارات حتى شهر واحد مضى.
في النهاية تبقى كلمة:
لقد آثرت الربط بين التهديدات العسكرية ونظيرتها المالية لأؤكد لك عزيزي القارئ أن العلاقات بين الناس في مجتمع واحد أو وسط مجتمعات متعددة لا تسير دون إطارات محددة بل لها قواعدها وأصولها وأن كلا منها قد تتغير وتتبدل لكنها في النهاية تخضع لناموس سماوي واحد يقر العدل ويرسخ مبادئ المساواة بين البشر.. كل البشر.
و..و.. شكرا