أيام ويهل علينا شهر أكتوبر
أيام ويهل علينا شهر أكتوبر العظيم الذي يذكرنا بأغلى انتصارات مصر وشعبها وجيشها في العصر الحديث، حيث نحتفل هذه الأيام بالذكرى الواحدة والخمسين على هذه الحرب العظيمة التي استعاد فيها الجيش المصري أرضه أولا، سيناء الحبيبة، وكرامته ثانيا، حيث انتصر على الجيش الإسرائيلي ليزيل آثار الهزيمة في حرب 1967.
ولأنني أعلم أن المواطن المصري الذي عمره الآن واحد وخمسون عاما لم يشاهد هذه الحرب ولم يعرف ماذا فعل الآباء والأجداد العظام في تلك الفترة لكي نحقق هذا النصر العظيم، لذلك من واجبنا نحن دائما أن نذكرهم بهذا النصر. لكي نكون فخورين بما حققته مصر وشعبها العظيم.
ويجب أن يكون ذلك من خلال جميع القنوات الإعلامية المختلفة ومن خلال المدارس والجامعات ودور العبادة كي لا ننسى ذلك ولنسترجع التاريخ الماضي. وهذا أمر مهم جدا أولا لكي نتعلم منه الدروس والعبر من الأخطاء التي حدثت ولكي نفتخر دائما بما حققناه في تلك الفترة رغم الصعوبات التي عشناها لنحقق النصر لبلدنا.
وفي أكتوبر هذا العام نحن نحتفل بالذكرى الواحدة والخمسين لانتصار أكتوبر وفي أكتوبر الماضي عندما احتفلنا بالذكرى الخمسين لحرب أكتوبر أعتقد أنني قمت بالمرور على ستة وعشرين جامعة مصرية. حاضرت فيها ورأيت كيف كان طلاب الجامعات سعداء وهم يسمعون كيف حقق جيش مصر هذا النصر على إسرائيل.
وعرضت عليهم كيف انتصرنا وكيف مرت علينا كل المراحل الصعبة منذ النكسة 1967 مرورا بما قدمه الشعب المصري كله من التضحيات لكي نحقق هذا النصر وكيف أنه تم تهجير ثلاث مدن هي بورسعيد والإسماعيلية والسويس التي خرجت عائلاتها بكاملها من منازلهم تاركة كل شيء لكي تعيش في فصول ومدارس في محافظات الدلتا ست سنوات كاملة هي عمر حرب الاستنزاف ولم يتضرر فرد أو أسرة لأن الجميع كان هدفهم تحقيق النصر واستعادة الأرض الغالية حتى يوم السادس من أكتوبر يوم استعادة الأرض الغالية. وللأسف فوجئت بأن معظم شباب هذه الجامعات لا يعلمون شيئا عن هذه الحرب وكانوا مستمتعين بكل ما سمعوه عن هذه الحرب.
تلك كانت أيام أكتوبر وحرب أكتوبر والتي مرت بها مصر بظروف كثيرة وأحداث صعبة عاشتها والآن نحتفل بالانتصار الواحد والخمسين وإنني متأكد أن هذه الأيام التي تعيشها مصر الآن ستمر وسنتذكرها وهذا بفضل أصالة هذا الشعب العظيم الذي سيحقق المستحيل لتظل مصر دائما آمنة مستقرة.