السبت 05 أكتوبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

صابر سالم يكتب : معاني النصر في ذكرى أكتوبر

صابر سالم - صورة
صابر سالم - صورة أرشيفية

تحتفل مصر في 6 أكتوبر من كل عام  بذكرى الانتصار في  حرب أكتوبر المجيدة والذي تتناوله العسكرية العالمية، بالفحص والدرس حتى الآن، وربما لأجيال طويلة مقبلة، نتذكر التضحيات التي بذلها رجال هانت أرواحهم، ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم، يجب التأكيد على أن هذا الانتصار كان له نتائج عميقة في كثير من المجالات، على الصعيد المحلي لدول الحرب، والإقليمي للمنطقة العربية. كما كان له انعكاسات على العلاقات الدولية بين دول المنطقة، والعالم الخارجي، خاصة الدول العظمى والكبرى.

لقد أثبتت الحرب للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور، يستند إلى شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، مما أكد للجميع أن الشعب المصري ضرب أروع صور البطولة ووقف إلى جوار قواته المسلحة.

كما أكدت حرب أكتوبر استحالة سياسة فرض الأمر الواقع، واستحالة إجبار شعوب المنطقة، كما أثبتت أيضا أن الأمن الحقيقي لا يضمنه التوسع الجغرافي على حساب الآخرين ولذلك تنبه العالم لضرورة إيجاد حل للصراع العربي- الإسرائيلي، وكان من أبرز نتائج تلك الحرب رفع شعار المفاوضات وليس السلاح.

كما أن التضامن العربي الذي ظهر بوضوح في حرب أكتوبر دليل قاطع على بداية شعور العرب ولأول مرّة في تاريخهم المعاصر بالخطر على أمنهم القومي والإستراتيجي ولذلك توج هذا التضامن بنصر عسكري كبير فخر به الجميع.

ومن أبرز نتائج الانتصار الكبير في أكتوبر أيضاً إعادة تعمير سيناء وبدء مشروعات ربطها بوادي النيل والعمل على تحويلها إلى منطقة إستراتيجية متكاملة تمثل درع مصر الشرقية وفي العرض التالي نعرض أهمية الحرب على كافة المستويات .

والمؤكد أن نتائج الحرب السياسية لها أهمية بعيدة المدى في فهم تطور دولة إسرائيل بشكل عام وعملية السلام بشكل خاص.

لقد فهمت إسرائيل حدود القوة وانعدام مقدرتها على فرض السلام على جيرانها من وجهة نظرها الخاصة.

فالحرب أفقدت الإسرائيليين براءتهم وتحطمت كل الأساطير التي نشأوا عليها واتضح ذلك في حصار الدبلوماسية المصرية للنفوذ السياسي الإسرائيلي من خلال كسر جمود الموقف الذي أحدثته سياسة الوفاق بين القطبين العالميين خلال هذه الفترة  ، حيث نجح الانتصار في الحرب في تحريك قضايا المنطقة والاتجاه بها نحو الحل السلمي رغم البداية العسكرية لها. 

وقد وضح ذلك منذ اللحظات الأولى للحرب، إذ قرر مجلس الأمن البدء فوراً في التفاوض بين الأطراف المتقاتلة.

ومن ناحية ثانية كانت تجربة التضامن السياسي العربي من أهم نتائج الحرب على المستوى السياسي كتجربة رائدة يمكن الاقتضاء بها في المستقبل.

ويجب التأكيد على أن العمل السياسي التفاوضي الذي بحث التعقيدات في الموقف العسكري خلال مراحل الحرب المختلفة والذي شاركت به الأمم المتحدة وأطراف عربية ودولية متعددة كان نقطة فاصلة أجبرت الأطراف المتصارعة على التطلع الحقيقي إلى السلام الدائم في المنطقة ونبذ الحروب .

ومن ناحية ثالثة، لقد مثل نصر أكتوبر 1973 نقطة تحول حاسمة فى تاريخ العلاقات الدولية، بل مثل أعظم درس تاريخى على امتداد القرن الماضي، فلقد أثبتت معركة النفط واستخدامه كسلاح إستراتيجى ، أن النظام الدولي  انعكاس لواقع موازين القوى الحقيقية، فقد اعتبر رفع أسعار النفط في عام 73/ 1974، بمثابة انتصار جماعي للعالم الثالث .

وأخيرا.. كان الانتصار له دوره البالغ في  إعادة العلاقات بين مصر، والولايات المتحدة الأمريكية، والتي قطعت في أعقاب حرب يونيه 1967، وإن استمرت في شكل تشاور، من خلال القنوات غير الرسمية، وتطورت العلاقات خلال الأربعين سنة الأخيرة بحيث أصبحت مصر الشريك الإستراتيجي الأول للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والمحرك الأول لقضايا المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية .

الصفحة الثالثة عشر من العدد رقم 381 الصادر بتاريخ 3 أكتوبر2024
تم نسخ الرابط