السبت 07 ديسمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

المبادرة الوطنية "ابدأ".. قاطرة النهوض بالصناعة المصرية

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشيفية

- "ابدأ" تهدف إلى تحقيق نقلة نوعية بدءًا من الصناعات التقليدية وصولاً إلى الصناعات المتقدمة

- توفير الدعم الفني والمالي للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد المصري

- تأهيل القوى العاملة المصرية على أحدث المهارات التقنية والإدارية

- تقديم حلول تقنية مبتكرة تساعد الشركات على تحسين كفاءتها الإنتاجية وتقليل التكلفة وزيادة الجودة

- تقديم الحوافز للمستثمرين الذين يسعون إلى تطبيق الممارسات البيئية المستدامة

- رفع مستوى الكفاءة الإنتاجية للعاملين وتحسين جودة المنتجات المصرية مما يزيد من تنافسيتها في الأسواق العالمية

منذ انطلاقها في 2021، والمبادرة الوطنية "ابدأ" تستحوذ على اهتمام الكثير من الخبراء وصناع القرار في مصر، وذلك بفضل ما تقدمه من آليات فعالة لدعم الصناعة الوطنية، وهو أمر لطالما كان محط الأنظار في جهود الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.

في تقديري، هذه المبادرة تمثل إحدى أهم الخطوات الجادة التي اتخذتها مصر في السنوات الأخيرة للنهوض بالصناعة وتعزيز قدرتها التنافسية على المستويين المحلي والدولي.

قد يكون الحديث عن الصناعة في مصر متكررًا، لكن "ابدأ" تقدم رؤية جديدة تقوم على المشاركة الفعالة بين الدولة والقطاع الخاص، ما يجعلها خطوة نوعية تستحق الوقوف عندها.

اللافت للنظر أن المبادرة لم تأت كرد فعل على الأزمات الاقتصادية أو التحديات المؤقتة، بل هي جزء من رؤية إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى خلق مناخ صناعي يتسم بالاستدامة والابتكار.

في هذا الإطار، تهدف "ابدأ" إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاعات متعددة، بدءًا من الصناعات التقليدية وصولاً إلى الصناعات المتقدمة التي تتطلب استثمارات في التكنولوجيا والبحث والتطوير.

في تقديري، لا يمكن إغفال الدور المحوري للمبادرة في تعزيز التصنيع المحلي، حيث تركز على توفير الدعم الفني والمالي للشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تمثل العمود الفقري للاقتصاد المصري.

هذا الدعم لا يقتصر على التمويل المباشر، بل يمتد إلى تقديم خدمات استشارية وتقنية متخصصة، مما يساعد تلك الشركات على تحسين كفاءة عملياتها والارتقاء بمستويات الإنتاج والجودة.

أعتقد أن من بين الأمور الأكثر إثارة للاهتمام في "ابدأ" هو تركيزها على القطاعات الحيوية مثل الصناعات الغذائية، والهندسية، والكيماوية، وهي قطاعات تمثل عمودًا فقريًا للاقتصاد المصري.

هذه القطاعات ليست فقط مهمة للاستهلاك المحلي، بل لديها إمكانيات كبيرة للتصدير.

وما تقدمه "ابدأ" لهذه القطاعات من دعم يمكن أن يؤدي إلى زيادة حصتها في الأسواق العالمية، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الكلي ويخلق فرص عمل جديدة للشباب.

إن دعم مثل هذه الصناعات يُعد استثمارًا في المستقبل.

فالقطاع الصناعي في مصر يعاني من تحديات هيكلية طويلة الأمد، تتعلق بتقادم الآلات وضعف الابتكار وقلة الاستثمارات في البحث والتطوير.

هنا تأتي "ابدأ" لتسد هذه الفجوات من خلال تقديم حلول متكاملة وشاملة، ما يمكّن الشركات المصرية من تبني أحدث التقنيات وتطوير عمليات الإنتاج بما يواكب التطورات العالمية.

أرى أن واحدة من أبرز ملامح المبادرة الوطنية "ابدأ" هي تركيزها الكبير على تطوير الكوادر البشرية.

لا يمكن الحديث عن صناعة قوية دون وجود عمالة ماهرة ومدربة، وهنا تأتي أهمية البرامج التدريبية التي تقدمها المبادرة.

هذه البرامج تستهدف تأهيل القوى العاملة المصرية على أحدث المهارات التقنية والإدارية، وهو أمر في غاية الأهمية لضمان استدامة النمو الصناعي وتحقيق الكفاءة الإنتاجية المطلوبة.

في ظل العولمة والتطورات السريعة في سوق العمل العالمي، بات من الضروري أن تواكب مصر هذه المتغيرات.

ولذا، فإن "ابدأ" تقدم فرصًا للتدريب في مجالات متعددة، بدءًا من التشغيل الآلي للصناعات، وصولاً إلى إدارة الجودة والابتكار.

أعتقد أن مثل هذه الجهود سوف تؤدي إلى رفع مستوى الكفاءة الإنتاجية للعاملين وتحسين جودة المنتجات المصرية، مما يزيد من تنافسيتها في الأسواق العالمية.

اللافت للنظر أن المبادرة الوطنية "ابدأ" تعتمد على نموذج جديد من الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

في الماضي، كان هناك دائمًا انطباع بأن الصناعة تعتمد بشكل أساسي على دور الدولة، لكن هذه المبادرة تؤكد على أن النمو الاقتصادي يتطلب تكاملًا بين جميع الأطراف المعنية.

هذا النهج الجديد يسهم في تقوية العلاقة بين الدولة والقطاع الخاص ويخلق بيئة تشجع على الابتكار والاستثمار.

في تقديري، مثل هذه الشراكات تفتح الباب أمام المزيد من الفرص الاستثمارية، وتساعد في خلق مناخ أعمال جذاب للمستثمرين المحليين والدوليين.

إن استثمار الدولة في دعم القطاع الخاص يعزز من قدرته على المنافسة والتوسع، مما يؤدي في النهاية إلى خلق مزيد من فرص العمل وتحسين مستوى الدخل.

أرى أن المبادرة الوطنية "ابدأ" تدرك تمامًا أهمية التكنولوجيا والابتكار كقاطرة للنمو الصناعي.

في ظل التحولات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم، بات من الضروري أن تكون الصناعة المصرية قادرة على مواكبة هذه التطورات.

ولهذا، تركز "ابدأ" على تقديم حلول تقنية مبتكرة تساعد الشركات على تحسين كفاءتها الإنتاجية وتقليل التكلفة وزيادة الجودة.

إن تبني التكنولوجيا في الصناعة لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة للبقاء في المنافسة.

وما تقدمه "ابدأ" من دعم للشركات في هذا المجال يُعد خطوة مهمة نحو تحديث الصناعة المصرية.

سواء كان ذلك من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، أو استخدام تقنيات التصنيع الرقمي، فإن هذه الحلول تساهم في تحسين الأداء العام للشركات وزيادة إنتاجيتها.

على الرغم من النجاح الذي حققته "ابدأ" حتى الآن، فإنني أرى أن هناك تحديات لا تزال تواجه الصناعة في مصر، والتي تتطلب استمرارية في تقديم الدعم وتطوير السياسات.

من بين هذه التحديات، يمكن الإشارة إلى البيروقراطية التي تعيق بعض الشركات عن الحصول على الدعم اللازم بسرعة وكفاءة.

لذا، أرى أن تحسين الأطر التنظيمية وتبسيط الإجراءات سيكون له تأثير كبير في تسريع عجلة التنمية الصناعية.

كما أن الحفاظ على الاستدامة في المشاريع الصناعية يحتاج إلى المزيد من التركيز على البيئية والطاقة النظيفة.

هنا، تلعب "ابدأ" دورًا حاسمًا في دعم الشركات التي تتبنى معايير الاستدامة، وتقديم الحوافز للمستثمرين الذين يسعون إلى تطبيق الممارسات البيئية المستدامة.

أرى أن المبادرة الوطنية "ابدأ" تمثل خطوة كبيرة نحو بناء صناعة مصرية قوية ومستدامة.

هذه المبادرة ليست مجرد مشروع حكومي، بل هي رؤية وطنية تضع الصناعة في قلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر.

إن نجاح "ابدأ" يعتمد بشكل كبير على الشراكة بين جميع الأطراف المعنية، سواء كانوا مستثمرين أو عمالا أو مبتكرين.

في تقديري، إذا تم استغلال هذه الفرص بشكل صحيح، فإننا سنشهد تحولات كبيرة في المشهد الصناعي المصري، وسيكون لهذا تأثير إيجابي على الاقتصاد ككل.

المبادرة تمثل فرصة حقيقية للتطور، وما علينا سوى مواصلة العمل الجاد لتحقيق الأهداف المنشودة.

لذا، أرى أن المبادرة الوطنية "ابدأ" هي قاطرة النهوض بالصناعة المصرية، التي ستسهم في بناء مستقبل مشرق لمصر.

الصفحة الخامسة من العدد رقم 382 الصادر بتاريخ 10 أكتوبر2024
تم نسخ الرابط