الإثنين 25 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

عشر سنوات من البناء والتحدي في مصر

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشيفية

- واجهنا أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية تطلبت قرارات جريئة وإرادة صلبة

- منصات التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة مفتوحة لنشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة

- المشروعات القومية التي أطلقتها الدولة كانت بمثابة "حجر الأساس" لتحسين الوضع العام

- مشروعات الإسكان الاجتماعي "طوق نجاة" للعديد من الأسر التي كانت تعاني من مشكلة السكن

- القيادة المصرية تبنت سياسات خارجية متوازنة تسعى دائماً إلى الحوار وحل الأزمات الإقليمية بالحكمة

- مبادرات ومشروعات مشتركة مع دول القارة الإفريقية في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية

- الناس بدأوا يتفهمون حجم التحديات ويتفاعلون بإيجابية مع الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الدولة

عندما أنظر إلى مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، أرى أن البلاد قد شهدت تحولات كبيرة لم تكن سهلة أبداً.

فقد بدأت المسيرة فعلياً بعد ثورة 30 يونيو 2013، تلك اللحظة التي أدرك فيها الجميع حجم التحديات التي تقف أمامنا.. ولم تكن هذه التحديات بسيطة؛ بل شملت أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية تتطلب قرارات جريئة وإرادة صلبة.. وأعتقد أن القيادة المصرية بدأت حينها مساراً جديداً يتسم برؤية واضحة وإصرار على تحسين أوضاع المواطن العادي، وهو ما لمسته بنفسي في عدة مجالات من الحياة اليومية.

وقد توقفت طويلاً عند قضية الشائعات التي واجهتها الدولة، فالشائعات، في تقديري، كانت واحدة من أخطر الأزمات التي عانت منها مصر في السنوات الأخيرة.

ولاحظت أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة مفتوحة لنشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، وهو ما زعزع ثقة المواطنين في بعض الأحيان.

اللافت للنظر هنا هو سرعة تحرك الدولة للتصدي لهذا التحدي، فقد ركزت على الشفافية وإيصال المعلومة الصحيحة بشكل فوري للمواطنين.

أرى أن هذه الخطوة كانت ذكية، حيث ساعدت في بناء جسر من الثقة بين الناس والحكومة.

على الصعيد الاقتصادي، أعتقد أن المشروعات القومية التي أطلقتها مصر كانت بمثابة حجر الأساس لتحسين الوضع العام.

لقد توقفت طويلاً عند مشروع تطوير شبكة الطرق والكباري؛ هذا المشروع لم يهدف فقط إلى تحسين حركة النقل، بل أسهم بشكل كبير في تعزيز التجارة بين المحافظات.

في رأيي، كان هذا المشروع خطوة إستراتيجية ساهمت في دعم الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، وهو ما لاحظته بنفسي من خلال حواراتي مع الناس الذين استفادوا من هذه الفرص.

ما أثار إعجابي أيضاً هو مشروع قناة السويس الجديدة.

في تقديري، هذا المشروع لم يكن مجرد تطوير لممر مائي، بل كان رسالة واضحة للعالم بأن مصر قادرة على تنفيذ مشاريع عملاقة في وقت قياسي.

توقفت طويلاً لأفكر كيف استطاع هذا المشروع أن يعزز من مكانة مصر كمركز لوجستي عالمي.

لم يكن الهدف فقط تحسين الإيرادات، بل أيضاً تحسين صورة مصر في الخارج كمركز حيوي للتجارة العالمية.

على الجانب الاجتماعي، أرى أن مشروعات الإسكان الاجتماعي كانت بمثابة طوق نجاة للعديد من الأسر التي كانت تعاني من مشكلة السكن.

أعتقد أن هذه المشروعات لم توفر فقط مأوى لائقا، بل أيضاً بعثت برسالة أمل للمواطنين بأن الدولة تسعى لتحسين مستوى معيشتهم.

في تقديري، كانت هذه خطوة مهمة للغاية في تعزيز الثقة بين المواطن والدولة، وهو ما لاحظته من خلال الحوارات العفوية مع الناس في الأحياء الجديدة.

سياسياً، لاحظت أن مصر استعادت دورها الريادي في المنطقة بشكل ملحوظ وأرى أن القيادة المصرية تبنت سياسات خارجية متوازنة، تسعى دائماً إلى الحوار وحل الأزمات الإقليمية بالحكمة.

وقد توقفت طويلاً عند دور مصر في حل الأزمة الليبية، فقد كان هناك شعور بأن مصر تعمل جاهدة لإيجاد حل سلمي ومستدام يضمن استقرار المنطقة.. وفي تقديري، هذا الدور الفعال عزز من مكانة مصر على الساحة الدولية وجعلها شريكاً أساسياً في العديد من القضايا.

ما أدهشني حقاً هو التغيير الإيجابي الذي حدث في علاقات مصر مع الدول الإفريقية وأعتقد أن مصر أدركت أهمية تعزيز التعاون مع القارة الإفريقية، وهو ما ظهر بوضوح في المبادرات والمشاريع المشتركة التي أطلقتها الدولة في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية.

وفي رأيي، هذا التعاون فتح آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية وساهم في تعزيز العلاقات السياسية، وهو ما لاحظته من خلال تفاعل الدول الإفريقية مع هذه المبادرات.

أما عن المواطن المصري، فأرى أن وعي الناس كان له دور محوري في هذه الرحلة.

لقد لاحظت بنفسي أن الناس بدأوا يتفهمون حجم التحديات ويتفاعلون بإيجابية مع الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الدولة.

وقد توقفت طويلاً لأتحدث مع الناس وأستمع لآرائهم حول هذه التغييرات، وكان هناك شعور عام بالتفاؤل والإصرار على دعم الجهود الوطنية.

في رأيي، هذا الدعم الشعبي كان أحد أسباب نجاح العديد من المشروعات والمبادرات التي أطلقتها الدولة.

في النهاية، لا يسعني إلا أن أقول إن مصر خلال العقد الأخير قدمت نموذجاً فريداً في مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات.

وأرى أن هذه التجربة تؤكد أن الإرادة الوطنية، والقيادة الحكيمة، والوعي الشعبي هي الركائز الأساسية لبناء مستقبل أفضل.

وما لاحظته خلال هذه الفترة هو أن المصريين أصبحوا أكثر إيماناً بقدراتهم على التغيير، وأكثر استعداداً للتضحية من أجل مستقبل أبنائهم.

في تقديري، التحديات لم تنتهِ بعد، لكن التجربة أثبتت أن مصر قادرة على التغلب على الصعوبات مهما كانت كبيرة.

وإنني أشعر بتفاؤل حقيقي عندما أفكر فيما يمكن أن تحققه مصر خلال السنوات القادمة وأرى أن الطريق ما زال طويلاً، لكن الثقة في قدراتنا وإرادتنا الوطنية تجعلني متأكدا من أن مصر ستواصل مسيرة النجاح والازدهار.

الصفحة الخامسة من العدد رقم 387 الصادر بتاريخ 14 نوفمبر2024
تم نسخ الرابط