الخميس 19 ديسمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

مصر ترسم ملامح العدالة الاجتماعية بدعم الأسر الأولى بالرعاية

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشيفية

- الدولة المصرية تسعى إلى بناء مجتمع أكثر توازنًا وعدلًا

- برنامج "تكافل وكرامة" يمثل نقلة نوعية في مفهوم الدعم الاجتماعي في مصر

- 41 مليار جنيه سنويًا لدعم نحو 5.2 مليون أسرة أي ما يعادل أكثر من 22 مليون مواطن

- الدعم يتجاوز توفير الاحتياجات الأساسية ليصبح أداة لتحقيق التمكين الاجتماعي والاقتصادي

- تحويل الدعم من مجرد مساعدة مؤقتة إلى أساس لبناء حياة مستدامة

- مبادرة "حياة كريمة" تقدم نموذجًا فريدًا في كيفية تحسين حياة سكان المناطق الريفية والقرى الأكثر احتياجًا

- التركيز الكبير على تمكين النساء والشباب يظهر بوضوح في برامج مثل "فرصة"

- التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي يُظهر كيف يمكن للتكامل بين القطاعين الحكومي والأهلي أن يحقق نتائج استثنائية

- مصر تقدم درسًا مهمًا في كيفية تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال السياسات والمبادرات المدروسة

مما لا شك فيه أن مصر قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، وهو هدف يتجلى بوضوح في السياسات والمبادرات التي تضع الأسر الأولى بالرعاية في صميم أولوياتها .. في تقديري، هذا النهج ليس مجرد محاولة لسد فجوة الفقر أو معالجة الآثار السلبية للتحولات الاقتصادية، بل هو خطوة إستراتيجية تسعى إلى بناء مجتمع أكثر توازنًا وعدلًا، حيث يصبح كل فرد جزءًا من قصة نجاح الوطن.

دعونا نبدأ بالحديث عن برنامج "تكافل وكرامة"، الذي يعد أحد أبرز الأدوات التي تستخدمها الدولة لتحقيق هذا الهدف.

أعتقد أن هذا البرنامج يمثل نقلة نوعية في مفهوم الدعم الاجتماعي في مصر.

فهو لا يقتصر على تقديم مساعدات نقدية، بل يشكل ركيزة أساسية في تحسين حياة ملايين المواطنين الذين كانوا، لسنوات، يواجهون صعوبات اقتصادية شديدة.

البرنامج، الذي يخصص له ما يقارب 41 مليار جنيه سنويًا، يدعم نحو 5.2 مليون أسرة، أي ما يعادل أكثر من 22 مليون مواطن.

اللافت للنظر أن هذا الدعم يتجاوز توفير الاحتياجات الأساسية ليصبح أداة لتحقيق التمكين الاجتماعي والاقتصادي.

في رأيي، النقطة الأكثر تأثيرًا في هذا البرنامج تكمن في فلسفته العميقة التي تسعى لتحويل الدعم من مجرد مساعدة مؤقتة إلى أساس لبناء حياة مستدامة.

من خلال هذا البرنامج، تتمكن الأسر من تحسين مستوى معيشتها، مما ينعكس إيجابيًا على استقرار المجتمع ككل.

أرى أن هذا التوجه يمثل رؤية متقدمة تُظهر مدى وعي الدولة بأهمية التكامل بين المساعدات الآنية والتنمية بعيدة المدى.

وبالانتقال إلى مبادرة "حياة كريمة"، التي تُعد واحدة من أكبر المشروعات القومية في تاريخ مصر الحديث، أعتقد أنها تقدم نموذجًا فريدًا في كيفية تحسين حياة سكان المناطق الريفية والقرى الأكثر احتياجًا. المبادرة، التي تشمل تحسين البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية، لا تركز فقط على الحاضر، بل تبني مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.

اللافت للنظر أن هذه المبادرة تسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة، حيث يتم تحسين جودة الحياة ليس فقط من خلال توفير الخدمات، بل أيضًا من خلال خلق فرص عمل وتمكين المجتمعات المحلية اقتصاديًا.

واللافت للنظر أن الجهود المبذولة في هذه المبادرة تعكس فلسفة جديدة في التعامل مع مشكلات الفقر والتنمية.

بدلًا من تقديم الحلول المؤقتة، تسعى الدولة إلى معالجة الجذور العميقة لهذه المشكلات.

أعتقد أن هذا التوجه هو ما يجعل مبادرة "حياة كريمة" ليست فقط مشروعًا وطنيًا، بل نموذجًا يحتذى به في المنطقة بأسرها.

ما يثير إعجابي أيضًا هو التركيز الكبير على تمكين النساء والشباب، وهو ما يظهر بوضوح في برامج مثل "فرصة".

في رأيي، هذا التوجه يعكس إدراكًا عميقًا بأن الاستثمار في البشر هو الاستثمار الأكثر استدامة.

أرى أن تدريب وتأهيل الشباب والنساء لسوق العمل لا يسهم فقط في تحسين حياتهم الشخصية، بل يدفع عجلة الاقتصاد الوطني بشكل عام.

اللافت للنظر أن هذه البرامج لا تقتصر على التدريب العملي، بل تتضمن أيضًا تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، مما يضمن تهيئة المستفيدين لتحقيق النجاح في حياتهم العملية.

ومن بين النقاط التي تستوقفني بشكل خاص، الجهود المبذولة لدعم الأطفال وذوي الهمم.

أعتقد أن هذا الجانب يعكس بعدًا إنسانيًا عميقًا في سياسات الدولة.

مبادرات مثل "لسة نوارة" التي تسعى لمناهضة زواج الأطفال، و"دمج.. تمكين.. مشاركة" لدعم ذوي الهمم، تُظهر كيف يمكن للدولة أن تصبح شريكًا حقيقيًا في بناء حياة أفضل للفئات الأكثر هشاشة.

أرى أن هذه الجهود لا تعكس فقط التزامًا بحقوق الإنسان، بل أيضًا رؤية إستراتيجية تهدف إلى خلق مجتمع أكثر شمولية وتماسكًا.

على الجانب الآخر، أعتقد أن الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني لا يقل أهمية عن جهود الحكومة.

التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، على سبيل المثال، يُظهر كيف يمكن للتكامل بين القطاعين الحكومي والأهلي أن يحقق نتائج استثنائية.

حملة "إيد واحدة"، التي تقدم الدعم لـ 1.5 مليون أسرة، تعد نموذجًا حيًا لهذا التكامل.

اللافت للنظر أن هذه الحملة لا تقتصر على تقديم المساعدات الغذائية والنقدية، بل تشمل أيضًا إعادة إعمار المنازل وتنظيم قوافل طبية وتعليمية، مما يعكس فهمًا شاملًا لاحتياجات المجتمع.

في رأيي، التحدي الأكبر الذي يواجه الدولة ومنظمات المجتمع المدني في هذا السياق هو ضمان استدامة هذه الجهود.

أرى أن الاستدامة تتطلب تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك القطاع الخاص، الذي يمكنه أن يلعب دورًا حيويًا في تمويل ودعم هذه المبادرات.

اللافت للنظر أن هناك بالفعل خطوات إيجابية في هذا الاتجاه، حيث تشارك العديد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى في دعم مشروعات التنمية.

لذا فإنني أرى أن مصر تقدم درسًا مهمًا في كيفية تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال السياسات والمبادرات المدروسة.

اللافت للنظر أن هذه الجهود ليست مجرد استجابة لاحتياجات آنية، بل هي جزء من رؤية أكبر تهدف إلى بناء مجتمع قوي ومستدام. في تقديري، النجاح الذي تحققه الدولة في هذا المجال لا يعود فقط إلى حجم الموارد المخصصة، بل إلى الفلسفة العميقة التي تقوم عليها هذه الجهود.

أرى أن المستقبل يحمل الكثير من الأمل لهذه الأسر، بفضل قيادة حكيمة وسياسات تعكس التزامًا حقيقيًا بمصلحة المواطن.

الصفحة الخامسة من العدد رقم390 الصادربتاريخ5نوفمبر2024

 

تم نسخ الرابط