الإنسان هو المسؤول سابقا ولاحقا
- نحن البشر الذين نودع عاما مضى ونستقبل سنة جديدة سعيدة بإذن الله
- ما حدث وما سيحدث من صنع الإنسان باعتباره يملك العقل.. عكس أي جماد آخر
- ها نحن ننبه ونحذر ونعترض ونهاجم وفي انتظار النتائج
- ليس معقولا.. أن يموت الإنسان جوعا وبردا وعطشا بينما غيره يتمتع بما لذ وطاب ويحتسي ما حرمه الله!
ها هي البشرية تودع عاما جديدا من تاريخها حيث تعد له جلابيبه وحقائبه قبل السماح له بالرحيل وهو غير مأسوفٍ عليه من ناحية مع تمنيات بأن يكون خلفه أكثر بريقا ولمعانا ومزودا بأسلحة الأمل والتفاؤل..
وأنا لن أفعل مثل غيري وأترك العام الجديد يتحدث عن نفسه باستخدام أقسى العبارات ضد ما سيصبح ماضيا بعد ساعات قليلة مع شد أزر العام القادم الجديد بعد تلك الساعات.
من هنا أقول إن عام 2024 إذا كان مليئا بالحروب وبأعمال التقتيل والتذبيح لآلاف الناس فذلك بطبيعة الحال من ارتكاب الإنسان الذي وهبه الله سبحانه وتعالى نعمة العقل دون غيره من المخلوقات.
وإذا كان العام الذي سنطرده من ذاكرتنا شر طردة قد شهد أسوأ حالات التفرقة والكيل بمكيالين مما جعل المجتمعات تتناحر فيما بينها فتلك أيضا مسئولية الإنسان الذي نسي الله فأنساه نفسه ليعيش في شقاق ومشاجرات ومنازعات أدت من بين ما أدت إلى الموت جوعا وعرى وعطشا دون أن يقف ما يسمى بالمجتمع الدولي ولو وقفة واحدة شبه حاسمة بل ارتضى لكبرائه بأن يقيموا الحفلات ويعلقوا الزينات ويأكلوا ما لذ وطاب ويشربوا ما يتوهمون أنه رحيق العسل بينما هو في الأصل ما حرمه الله سبحانه وتعالى بكل حسم ووضوح وتحذيرات لا يختلف عليها اثنان من هؤلاء البشر.
أيضا.. إذا استغل الناس الثروة أو بعض الثروة التي وفرها لهم خالق الحب والنوى ليضربوا بها مصالح الجيران وغير الجيران فإن هؤلاء أنفسهم هم الذين سيحاسبون حسابا عسيرا لاسيما إذا كان بعضها يتمثل في مياه كمياه النهر العظيم.. نهر النيل فإنهم سوف يدفعون المعتدى عليهم إلى اتخاذ إجراءات هم يوقنون بأنها ستوقفهم عن غيهم وضلالهم.
ثم..ثم.. فإن الأكاذيب والمزاعم الخاطفة ودموع التماسيح التي هي من صناعة بني آدم أولا وأخيرا بهدف تمزيق الأوصال وتشتيت الصفوف هذه كلها بطبيعة الحال من صنع الإنسان الغادر الذي فقد القيمة والمعنى والذي هو مطالب في ذات الوقت بفضح تلك النقائص البشرية وطبعا ليس للجماد -أي جماد- قدرة على أن يواجه أو يعترض أو يعاقب معاقبة صارمة.
ثم..ثم.. من أعطى الإنسان –أي إنسان- سلطة إزهاق أرواح الجار أو الصديق أو الزميل..أو..أو.. بينما خالق الناس أجمعين هو الذي حرم الاقتراب من الروح التي قال عنها الله سبحانه وتعالى :" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" ؟!
المهم.. ما أود أن أخلص إليه أنك يا أيها الإنسان الذي خيرك الله سبحانه وتعالى بين الحلال والحرام وبين الشر والخير وبين الجهل والمعرفة ثم استطرد سبحانه وتعالى: " وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا "وهو الذي وصف نفسك وفؤادك بـ:" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا".
استنادا إلى تلك الحقائق والأمثلة والآيات القرآنية الكريمة .. أنبه وأنبه إلى أن ما ستشهده السنة الجديدة من إيجابيات وسلبيات فهي من صنع البشر أولا وأخيرا.. ولا تحمّلوا غيره مهما كان هذا الغير ما لا يطيقه أو يتحمله.
و..و..كل عام وأنتم بخير.
و..و..شكرا