الخميس 27 فبراير 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

« صوت الحكمة وأيقونة المحبة والسلام»..كيف حشد السيسي  العالم أجمع ضد المشروع المشبوه؟

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشيفية

- لماذا قال ترامب "لا أجد حلًا مع السيسي.. الجنرال لا يُهدد ولا يخضع للإغراء"؟

- ما سر تراجع الرئيس الأمريكي عن فرض خطة التهجير بالقوة؟

- الرئيس "حائط الصد" أمام أي مؤامرات ضد الشعب الفلسطيني.. ولولاه لضاعت القضية بلا عودة

في عالم تحكمه المصالح وتُدار فيه السياسات وفق أجندات متغيرة، بات من النادر أن نجد قائدًا يتمسك بالمبادئ، يواجه الضغوط دون أن يرضخ، ويتحمل مسؤولية الدفاع عن قضايا عادلة حتى  لو كان الثمن مواجهات مع قوى  كبرى .. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مرة أخرى ، يثبت أنه قائد مختلف، لا يساوم ولا يهادن عندما يتعلق الأمر بالثوابت الوطنية والقومية.

في المعركة السياسية الأخيرة مع البيت الأبيض، والتي كان محورها القضية الفلسطينية، استطاع السيسي أن يدير المواجهة بذكاء شديد، محافظًا على مصالح مصر، ومدافعًا عن الشعب الفلسطيني، في وقت تخلى  فيه كثيرون عن مسؤولياتهم. لم يكن الأمر مجرد خلاف سياسي، بل كان معركة بين إرادة مستقلة تحمي سيادتها، وبين قوى  تسعى لفرض مخططات جيوسياسية خطيرة قد تعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط بشكل يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه.

منذ بداية الحرب على  غزة، كان واضحًا أن الأمور لن تتوقف عند حدود العمليات العسكرية، بل إن هناك مخططًا أكبر يُراد فرضه على  المنطقة. بدأت بعض التقارير تتحدث عن "حلول جذرية" للأزمة، ورُوّج لمقترحات تتحدث عن نقل سكان غزة إلى  سيناء كجزء من إعادة ترتيب المنطقة.

لكن مصر، ومنذ اللحظة الأولى ، أرسلت رسالة حاسمة: "لا تهجير، لا تنازل، لا عبث بأمننا القومي". لم يكن هذا مجرد تصريح إعلامي، بل موقف سياسي مدعوم بتحركات فعلية على  الأرض. رفض السيسي الضغوط الأمريكية، وأصر على  موقفه، مؤكدًا أن الدولة المصرية لن تسمح بأي محاولة لفرض واقع جديد يُضر بفلسطين ويهدد أمن مصر.

على  مدار الأسابيع التالية، استمرت الضغوط من البيت الأبيض، سواء من خلال القنوات الدبلوماسية أو عبر وسائل الإعلام الموالية له، التي بدأت تتحدث عن ضرورة "إيجاد حلول مبتكرة" لإنهاء الصراع، في تلميح واضح إلى  فكرة التهجير. لكن الرئيس المصري، بحكمته وخبرته في التعامل مع الأزمات الكبرى ، لم يسمح لهذه الأفكار بأن تتحول إلى  خطط قابلة للتنفيذ.

سر التراجع

الإدارة الأمريكية كانت تعتقد أن بإمكانها فرض رؤيتها على القاهرة كما تفعل مع دول أخرى ، لكنها اصطدمت بجدار صلب من الرفض المصري، المدعوم بتحركات دبلوماسية مكثفة نجحت في قلب الطاولة على  المخطط بالكامل.

هناك عدة عوامل أجبرت الرئيس الأمريكي جو بايدن على التراجع عن فكرة التهجير القسري:

1. الموقف المصري الصلب: رفض السيسي بشكل قاطع أي محاولات لإجبار الفلسطينيين علي  مغادرة أراضيهم، وأكد أن مصر لن تسمح بذلك تحت أي ظرف.

2. الحشد العربي والدولي: لم تكتفِ القاهرة برفض الفكرة، بل عملت على  حشد دعم عربي وإقليمي قوي ضدها، ما جعل أي محاولة لتمريرها محفوفة بالمخاطر السياسية.

3. الاتصالات المباشرة مع القوى  الكبرى : تحركت مصر دبلوماسيًا باتجاه روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، لتضمن أن يكون هناك موقف دولي موحد ضد أي تغيير ديموجرافي في غزة.

4. الرسالة العسكرية الواضحة: عززت مصر وجودها العسكري في شمال سيناء، وأرسلت إشارات قوية بأن أي محاولة لفرض الأمر الواقع بالقوة لن تمر دون رد.

كل هذه العوامل جعلت واشنطن تعيد حساباتها، خاصة أن تنفيذ الخطة كان سيتطلب مواجهة دبلوماسية مع مصر، وربما حتى  تصعيدًا على  المستوى الأمني، وهو ما لم تكن الإدارة الأمريكية مستعدة له في ظل وضع دولي مضطرب.

حشد العالم

لم يكن كافيًا أن تقول مصر "لا" لهذا المخطط، بل كان عليها أن تعمل على  عزله دوليًا، بحيث يصبح مرفوضًا ليس فقط من قبلها، بل من قبل المجتمع الدولي بأسره. وهنا تحركت القيادة المصرية بسرعة وذكاء، مستفيدة من علاقاتها القوية مع عواصم القرار العالمية.

• على  المستوى العربي: عملت القاهرة على  توحيد الموقف العربي، واستضافت قمة طارئة جمعت قادة الدول العربية، خرجت منها رسائل قوية تؤكد الرفض القاطع لأي حلول على  حساب فلسطين أو مصر.

•  على  المستوى الدولي: نجحت مصر في إيصال القضية إلى الأمم المتحدة، حيث صدرت بيانات وإدانات واضحة ضد أي مخطط يهدف إلى  تهجير الفلسطينيين.

• على  المستوى الإعلامي: لعب الإعلام المصري والعربي دورًا بارزًا في كشف تفاصيل هذا المخطط، مما ساهم في خلق وعي عالمي بخطورته، وأجبر واشنطن على  التراجع.

الرئيس.. حائط الصد

لولا صمود مصر في هذه الأزمة، لكان الوضع الآن مختلفًا تمامًا. القضية الفلسطينية كانت على  وشك أن تتعرض لأكبر انتكاسة في تاريخها، عبر مخطط يهدف إلى  تصفيتها نهائيًا.

لكن موقف الرئيس السيسي منع حدوث ذلك، وأعاد ترتيب الأوراق بحيث أصبح الحديث الآن عن وقف إطلاق النار، وليس عن تهجير السكان.

مصر لم تدافع فقط عن الفلسطينيين، بل دافعت عن أمنها القومي، لأن أي تغيير ديموغرافي في غزة كان سيؤدي إلى  تداعيات خطيرة على  مصر والمنطقة بأسرها.

لذلك، فإن ما قام به السيسي لم يكن مجرد موقف تضامني، بل كان خطوة إستراتيجية لحماية الأمن العربي كله.

القائد الذي يريد الأعداء التخلص منه

منذ توليه الحكم، والرئيس السيسي يمثل عقبة كبرى أمام المشاريع التي تهدف إلى  تفكيك المنطقة العربية وإعادة رسمها وفق مصالح قوى خارجية.

سواء في ليبيا، أو السودان، أو الخليج، أو فلسطين، كان لمصر دائمًا موقف واضح يرفض الفوضى  ويدافع عن الاستقرار.

ولذلك، فإن هناك أطرافًا كثيرة تريد التخلص من هذا القائد، لأنه الوحيد الذي يقف في وجه مخططاتهم، ولأنه الرجل الذي يضع مصلحة وطنه فوق أي اعتبارات أخرى .

الهجمات الإعلامية، الضغوط السياسية، وحتى المحاولات المباشرة لزعزعة الاستقرار، كلها أدوات تُستخدم لإضعاف مصر وإبعادها عن دورها القيادي.

لكن التاريخ أثبت أن مصر، عندما يكون لها قائد قوي، لا يمكن أن تُهزم.

السيسي ليس مجرد رئيس، بل هو درع يحمي الأمة في وقت تشتد فيه المؤامرات.

الوقوف خلفه اليوم ليس مجرد دعم لشخص، بل هو دفاع عن وطن، وعن قضية، وعن مستقبل أمة بأكملها.

في زمن عزّ فيه الشرف، يقف رجل واحد في وجه العاصفة، لا يهادن ولا يساوم.

والتاريخ سيذكر أن مصر، بقيادته، كانت الحصن الأخير الذي حمى فلسطين، وحمى  العرب، وحمى  الكرامة من أن تُباع بأرخص الأثمان.

الصفحة الثانية من العدد رقم 402 الصادربتاريخ 27 فبراير 2025
تم نسخ الرابط