ارفعوا أيديكم عن وزير الصحة ودعوه يعمل

- مشروعات ضخمة وإنجازات غير مسبوقة في القطاع الصحي بتوجيهات القيادة السياسية
- ثورة في الخدمات وتعزيز الرعاية الصحية وتطوير البنية التحتية عبر الابتكار والتميز
- د. خالد عبد الغفار ينجح في تحقيق رؤية الرئيس ودعم النظام الصحي في مصر
- جولات ميدانية وزيارات مفاجئة لمستشفيات الجمهورية لتعزيز مستوى الرعاية والخدمات
- د. خالد عبد الغفار.. وزير يتحرك على الأرض ويدير منظومة الصحة بعيدا عن المكاتب
- الدولة أنفقت المليارات على قطاع الصحة.. أليس من حقها كلمة "شكرًا"؟
- مغالطات "السوشيال ميديا" لن تنجح في تشويه ما تحقق من إنجازات
- الوعي المجتمعي هو "الحصن الحقيقي" للوقوف في وجه الشائعات المغرضة
في البداية أود التأكيد على مسألة في منتهى الأهمية هي أن دعم الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان في لحظة مثل هذه، ليس مجاملة، بل هو تقدير مستحق لرجل يعمل بجد، ويخوض ملفات صعبة، ويحاول أن يغيّر وجه المنظومة الصحية للأفضل، الوقوف بجانبه لا يعني التغاضي عن القصور، لكنه يعني أن ندعم من يبذل، وننتقد حين يجب النقد، ونُشيد حين يتحقق الإنجاز.
الوزير لا يطلب منّا الشكر لنفسه، بل أراد أن يُذكّرنا بأن هناك دولة تعمل، ومؤسسات تسهر، ومنظومة تتحسن، وأن هذا - في ذاته - يستحق منا كلمة طيبة، لا تُنافي الشكوى، بل تُعطيها معناها الأعمق.
واللافت للنظر أنه في أوقاتٍ كثر فيها الضجيج وقلّ فيها الإنصاف، أصبح من السهل أن تتحول جملةٌ مقتطعةٌ من سياقها إلى مدفع يُطلِق سهام الانتقاد، حتى لو لم يكن هناك ما يستحق الهجوم عليه من الأساس ، وهذا ما حدث تحديدًا مع الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، الذي تعرض لحملة هجوم واسعة النطاق بعد زيارته الميدانية لمحافظة المنيا، حين تحدث إلى عدد من المرضى في وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى العدوة المركزي.
لقد التقطت الكاميرات جملة واحدة من حديثه، انتشرت انتشار النار في الهشيم: "لم أسمع أحدًا يقول شكراً على ما قدمته الدولة".
فجأة، تم اختزال المشهد كاملًا في تلك الجملة وحدها، وغابت الخلفية، وسقط السياق، وتحول الوزير في أعين البعض إلى شخص يتعالى على المرضى ويوبخهم لمجرد تعبيرهم عن معاناتهم.
لكن من ينظر بوعي إلى ما جرى، يدرك أن حديث الوزير لم يكن توبيخًا، وإنما دعوة لشيء من التقدير لما تحقق على الأرض من جهود وإنجازات، دون أن يعني ذلك انتقاصًا من حق المرضى في الشكوى، أو إنكارًا لحقيقة وجود تحديات لا تزال قائمة.
الوزير كان يتحدث من موقع من يعرف حجم ما أُنفق، ومن يقدّر قيمة ما تم تحقيقه من تطوير، وكان يحاول إيصال رسالة مفادها أن الشكوى حين تُبنى على قاعدة من الاعتراف بما تحقق، تكون أكثر قوة وتأثيرًا.
الدكتور خالد عبد الغفار ليس من أولئك الذين يديرون الملفات من خلف مكاتبهم، بل هو مسؤول ميداني لا يتوانى عن النزول إلى أرض الواقع، ومتابعة التفاصيل بنفسه، والاستماع إلى شكاوى الناس عن قرب.
وجوده في مستشفى العدوة، وسؤاله للمرضى عن مدى رضاهم عن الخدمة، هو أكبر دليل على أن الرجل منفتح على النقد، مهتم بتحسين الأداء، حريص على أن تُقدم الخدمة بشكل لائق.
ومن يتابع تحركات الوزير يدرك حجم الجولات التي قام بها خلال الأشهر الماضية، وكمّ القرارات التي صدرت بعد كل زيارة، لتحسين واقع المنظومة الصحية في المحافظات، وخاصة المناطق الأكثر احتياجًا.
ولأن السوشيال ميديا قد أصبحت ملعبًا مفتوحًا للمبالغة، كانت هناك محاولات ممنهجة لتشويه الصورة، وقلب الحقائق، وترويج الانطباع بأن الوزير قد استهان بالمرضى ووجّه لهم كلامًا خارجًا عن اللياقة.
بينما الحقيقة أن كثيرًا ممن تداولوا الفيديو لم يشاهدوا النسخة الكاملة منه، التي تُظهر استجابة الوزير الفورية لمطالب المرضى، وتوجيهه المباشر بسرعة زيادة عدد التمريض، وتقليل فترات الانتظار في جلسات الغسيل.
لقد كان الحديث مدفوعًا بالغيرة على المنظومة، وبالرغبة في أن يشعر الجميع بقيمة ما تحقق، لا من باب المنّ، ولكن من باب الحفاظ على مكتسبات دولة أنفقت من مالها وجهدها لتقديم خدمة صحية تليق بالمصريين.
لمن لا يعرف، فإن مستشفى العدوة المركزي نفسه الذي كان الوزير يتحدث منه، لم يكن في هذه الحالة من التجهيز والتطوير قبل سنوات قليلة.
الدولة، بجهد حقيقي وميزانيات ضخمة، طورت البنية التحتية للمستشفى، وجهزته بأحدث أجهزة الغسيل الكلوي، ووفرت له كوادر جديدة.
فهل من المعيب أن يدعو الوزير إلى التقدير، قبل أن تُطلق الشكوى؟ وهل فقدنا التوازن بين المطالبة بالحق، والاعتراف بالجميل؟ إننا حين نشكر ما تحقق، لا نلغي الحق في المطالبة بالمزيد، وإنما نُعطي للمطالبة بعدها الطبيعي والواقعي الذي يستند إلى منطق متزن ورؤية شاملة.
لقد شهد قطاع الصحة في عهد الدكتور خالد عبد الغفار طفرة حقيقية، لا يمكن إنكارها إلا من أعماه الغضب أو أغرته موجة التشكيك، خلال أقل من عامين، أُنجزت مئات المشروعات الصحية، وتم ضخ مليارات الجنيهات في إنشاء وتجهيز المستشفيات، وتوسيع مظلة التأمين الصحي الشامل، وتعزيز قدرات المستشفيات الجامعية، وتحديث نظم إدارة الدواء والخدمة.
وليس أدل على ذلك من أن مصر تمكنت، بفضل تلك الجهود، من اجتياز أزمة جائحة كورونا بثبات، ومن توفير اللقاحات لملايين المواطنين، بل والمضي قدمًا نحو تصنيعها محليًا.
الدولة لم تُنكر يومًا وجود تحديات، ولكنها في المقابل لم تستسلم لها. الوزير نفسه تحدث أكثر من مرة عن نقص التمريض، وضغط العمل، واحتياجات المستشفيات في المحافظات، لكنه في كل مرة كان يتحدث بلغة العمل، لا بلغة التبرير.
لذلك، فإن اختزال كل هذه الجهود في جملة واحدة، واجتزاء تصريح من سياقه، وتحويل الوزير إلى خصم شعبي، لا يخدم أحدًا، بل يضرب في صميم الثقة التي يُفترض أن تتعزز بين المواطن ومؤسسات الدولة.
المشكلة ليست في أن الناس يغضبون حين يعانون، فالغضب من التأخير أو التقصير مشروع ومفهوم ، المشكلة حين يتحول الغضب إلى منصة للهدم، لا للطلب، وللهجوم، لا للحوار.
المواطن حين يُحسن قراءة المشهد، ويتحدث عن ألمه دون أن يُنكر ما تحقق، يكون بذلك شريكًا حقيقيًا في التطوير، لا مجرد متلقٍ للخدمة.
لكن حين تُصبح مواقع التواصل هي الحكم الوحيد، فإننا نُعرّض الحقيقة للتشويه، ونخسر فرصة الإصلاح الحقيقي الذي لا يقوم إلا على النقد الواعي المسؤول.
إن حملات الهجوم العشوائي لا تقتل المعنويات فحسب، بل تضعف عزائم العاملين في القطاع الصحي، الذين يُواجهون تحديات يومية، ويبذلون من وقتهم وجهدهم الكثير، رغم كل ما يواجهونه من نقص وإرهاق.
فهل يُعقل أن يطلب الوزير من المريض أن "يشكر الدولة" من باب الاستعلاء؟ أم أن الأمر ببساطة هو تعبير عفوي من مسؤول يطالب بتقدير ما تم إنجازه في سبيل تحسين الخدمة نفسها؟ إن من يشاهد التسجيل كاملًا، ويدقق في نبرة الوزير، وطريقة تعامله، يدرك أنه لم يكن في موقع التوبيخ، بل في موقع التوضيح، وشتّان بين الموقفين.
نعم، قد يكون هناك صياغة أفضل للكلام، وقد يكون التوقيت حساسًا، وقد يكون التعبير فُهم على غير ما قُصد. ولكن ألا يحق لنا - ونحن نحكم - أن نضع الأمور في سياقها؟ ألا يحق علينا أن نتروى قبل أن نصدر الأحكام؟ أليس من واجبنا أن نزن بكفة العدل بين من يُقصّر فعليًا، وبين من يجتهد ويحاول ويُنجز ثم يُنتقد في لحظة انفعال غير محسوبة؟
علينا أن نراجع أنفسنا، وأن ندرك أن النقد البناء هو ما يُثمر، وأن التقدير لا يُلغي الحقوق، وأننا لا نحيا في مدينة فاضلة، لكننا على الأقل نسير بخطى ثابتة نحو الأفضل.
فلنُحسن الظن قليلًا، ولنُحسن النقد كثيرًا، ولنعطِ لكل موقف حجمه الحقيقي. فبهذا وحده نبني وطناً، ونرسم مستقبلًا صحيًا يليق بنا جميعًا.

- طالب
- محمد فودة يكتب
- الوعي
- الجمهور
- عامل
- لقاح
- هجوم
- الأرض
- صلاح
- خصم
- سوشيال ميديا
- مواقع التواصل
- خالد عبد الغفار
- د خالد عبد الغفار
- شائعات
- الطب
- محمد فودة
- كورونا
- الاعلامى محمد فودة
- النار
- قائمة
- الدول
- لقاحات
- مصر
- الصحة
- دكتور خالد عبد الغفار
- المشروعات
- القيادة السياسية
- قرار
- ملفات
- حكم
- كوي
- السوشيال ميديا
- شكاوى
- تعزيز
- ثورة
- تحقيق
- حملات
- تداول
- المحافظات
- اول
- مشروع
- محافظ
- عزاء
- طالبة
- شخص
- رئيس
- ينجح
- مطالب