بوسي شلبي ..الورثة يتحدثون بالقانون، والشارع يتحدث بالحب!

أي عدالة تلك التي تُقاس بالورقة والقلم، بينما تتجاهل "دموع العين"، و"عرق القلب"؟!
أي منطق هذا الذي يسلب إنسانة كل حقوقها باسم "التوثيق"، بينما كانت هي التوثيق الحيّ، والصورة التي لم تفارق الرجل منذ أن قرر أن تكون "رفيقة عمره"، لا "ومضة" مرّت به؟!
بوسي شلبي... اسم لم يكن هامشيًا في حياة محمود عبد العزيز.
لم تأتِ من المجهول، ولم تظهر في حياته بـ"الريموت كنترول".
كانت معه. عاشت معه. عُرفت به، وعُرف بها.
في الأعياد والمهرجانات، في المرض والصحة، في الحب والعناد، كانت هي، لا غيرها.
لكننا الآن أمام مشهد "محزن"، بل و"مُخزٍ" إن أردنا الدقة:
ورثة الفنان الكبير – رحم الله قلبه – يرفعون راية القانون، ويصرخون في وجه المرأة التي كانت له وطنًا:
"تزوجها ٤٥ يومًا فقط!"
وكأنهم يقولون: الحب يُحتَسَب بالساعة... والوفاء يُعدّ بالدقيقة!
وأسأل هنا سؤالًا قد يُزعج البعض:
هل تجرؤ واحدة على أن تُقيم سنوات عمرها داخل حياة رجل مشهور، أمام جمهوره وعدسات الإعلام، إن لم تكن "زوجته" بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟!
وهل كان الساحر نفسه – بكل ما أوتي من كاريزما ومزاج – من طراز الرجال الذين "يخافون" أن يعلنوا من يحبون؟!
كفى عبثًا.من يحب بجنون، كما فعلت بوسي، لا يحتاج إلى ختم ولا تاريخ موثق في دفاتر وزارة العدل.
الناس ليست أغبياء...
والمجتمع لا ينام على خداع العناوين القانونية الباردة!
وإذا كان الورثة اليوم يُلوّحون بأن بوسي شلبي "زوجة ٤٥ يومًا فقط"...
فالناس تقول: بل كانت "زوجة عمر" أمام الله، وأمامنا، وأمام كل الكاميرات والعيون.
هل هناك عقلٌ في الدنيا يُصدّق أن محمود عبد العزيز، النجم الذي عشقته الأجيال، كان يعيش مع امرأة لسنوات طويلة، تُلازمه في مرضه وصحته، تُسافر معه، وتُمسك يده في المناسبات، وتبكيه بحرقة أمام الدنيا كلها... دون أن تكون زوجته بحق؟!
بوسي شلبي لم تكن فقط زوجة... بل كانت سَنده.
وبيننا وبينكم الذاكرة، والصورة، والمشهد الكامل.
ويكفي أنها – في عزّ موت الرجل – لم تكن تسأل عن المال، بل كانت تسأل عن روحه.
الورثة هنا يرفعون القانون، وبوسي شلبي ترفع قلبها!
ومعها شارع طويل، وناس تعرف الفرق بين "زواج الورق" و"زواج الروح".
القضية ليست معركة على التركة، بل معركة على الكرامة والذاكرة.
من كانت تُحب الرجل حتى الجنون، وتغسل ألمه بيدها، وتُشيّعه باكية مكسورة، لا تُخرجها من الميراث بـ"ختم" على ورقة قديمة!
نعم، قد لا تُعجب هذه الكلمات "مكاتب المحاماة"، لكنها تعجب "مكتب الضمير" الذي غادره كثيرون.!
بوسي شلبي... ليست زوجة الـ٤٥ يومًا،بل هي زوجة العمر كله...ولو كره الورثة الذين هم أحرص الناس علي الحقوق والواجبات واعطاء كل ذي حق حقه !