جهاد عبد المنعم يكتب : عندما يتحدث وزير التربية والتعليم بالأمل في مستقبل مشرق

في زمن تتنازع فيه الأوطان معارك التغيير وتحديات البناء، يطل علينا رجلٌ من طرازٍ فريد، يحمل على كتفيه همّ أمة، ويضع نصب عينيه حلمًا كبيرًا اسمه "نهضة التعليم".
إنه معالي الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الذي أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنه ليس مجرد مسؤول، بل هو "أسطورة إصلاح" ومهندس التنوير في معركة الوعي والمعرفة.

حديث معاليه اليوم في المؤتمر الصحفي كان كمن يُشعل شمعة في ليلٍ طويل، كان صريحًا، علميًّا، واقعيًّا، ومتفائلًا إلى حدٍّ مدهش.
تحدث الوزير لا كموظف دولة، بل كخبير عالمي يرى الصورة كاملة، ويعرف مواضع الألم، ويمتلك مفاتيح الشفاء.
لقد تجلّى في كلماته رجل الدولة الحقيقي، الذي يعرف أن التعليم ليس مجرد كتب وأقلام، بل هو مستقبل وطن، وهوية أمة، وكرامة أجيال.
وجبات ساخنة لمواجهة التقزم.. ومبادرة تتحدث عن إنسانية الدولة
ما أروع أن تمتد يد الدولة الحانية لتلاميذ المناطق الأشد فقرًا! هكذا تحدث الوزير عن مبادرة غير مسبوقة بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني، لتقديم وجبات غذائية ساخنة وغنية بالبروتين – من لحوم وكفتة – لأبنائنا في المناطق المهمشة.

إنها ليست مجرد وجبة، بل رسالة مفادها: "لن نترك طفلًا في هذا الوطن يعاني من الجوع أو التقزم".
مناهج عالمية بلا أعباء مالية.. وإرادة لا تعرف المستحيل
وعندما تحدث معالي الوزير عن تطوير المناهج وفق المعايير الدولية، وذكر بروتوكولات التعاون مع الجانب الياباني في الرياضيات والعلوم، والكوري الجنوبي في البرمجة، وشركات متخصصة لتطوير اللغة العربية والدراسات الدينية والاجتماعية، كان يُعلن أن مصر على موعد مع تعليم جديد، يرقى لمصاف الدول الكبرى، دون أن تتحمل الدولة أو أولياء الأمور مليماً واحداً.
إنها المعادلة المستحيلة التي استطاع الوزير فكّ شيفرتها: تعليم راقٍ بلا أعباء.
البوكليت.. البديل الذكي لمحاربة جشع الكتب الخارجية
في لمسة ذكية تُنقذ الأسرة المصرية من الاستنزاف المادي، أعلن الوزير عن إعداد "بوكليت تدريبي" يصدر مع كل كتاب مدرسي، يضم تدريبات واختبارات، ليكون بديلًا وطنيًا قويًا عن الكتب الخارجية التي أثقلت كاهل الأسر لسنوات.

خطوة جريئة تعكس وعي الوزير بطبيعة السوق واحتياجات الطالب والمعلم معًا.
امتحانات الجامعات.. خطة مؤجلة لا متروكة
ولم تغب قضية الغش الإلكتروني وتسريب الامتحانات عن ذهن الوزير، فقد تحدث بثقة عن مقترح عقد امتحانات الثانوية داخل الجامعات – رغم تأجيل التنفيذ – مؤكدًا أن الفكرة لا تزال على الطاولة، وأن الغاية هي توفير بيئة آمنة، محصنة، تليق بمستقبل أبنائنا. رؤية تُقدّر التحديات ولا تهرب منها، وتخطط بحكمة لا باندفاع.
نظام البكالوريا.. نهاية أسطورة الرعب
أما حديثه عن "نظام البكالوريا" الذي ينتظر مناقشة برلمانية قريبة، فقد لامس قلوب ملايين الطلاب وأولياء الأمور، فها هو الوزير يعلن نهاية "بعبع الثانوية العامة" تدريجيًا خلال ثلاث سنوات، لتبدأ مصر تجربة جديدة، تُعلي من شأن التعدد في فرص الامتحان، وتُخفف من الضغوط النفسية، وتصنع جيلاً يُمتحن بعقل لا برعب.
تحية واجبة.. وشهادة للتاريخ
إن الدكتور محمد عبد اللطيف لا يقود وزارة فحسب، بل يقود مشروعًا وطنيًا للتنوير، ويواجه في طريقه جبهات المقاومة المعتادة: أصحاب المصالح، مافيات الكتب، وتجار الجهل.

ومع ذلك، فإنه يمضي بخطى ثابتة، وعقل نير، وقلب عامر بحب هذا الوطن.
تحية من القلب لهذا الرجل الذي لم يتحدث عن الإصلاح فحسب، بل غاص في تفاصيله، وشرع في تنفيذه، مدعومًا بعقلية خبيرة، ورؤية طموحة، وثقة لا تتزعزع بأن مصر قادرة على أن تُخرج من بين صفوفها علماء وقادة وصناع نهضة،نعم، معالي الوزير أنت "أسطورة التعليم الجديد"، والبوابة التي نعبر منها إلى المستقبل.