«الشامتون .. أبدًا لن تسقط مصر ».. كيف تعاملت الدولة بسرعة مع حريق السنترال؟.. ولماذا لم تنقطع الخدمة بشكل كامل؟

- من الطريق الإقليمي إلى سنترال رمسيس.. كيف يحاولون إسقاط الدولة؟
- لا نقول إن الحوادث لا تستحق المحاسبة لكنها تحدث في كل مكان حول العالم
- فرنسا وألمانيا وروسيا مرت بنفس التجربة.. والدولة تنشئ بنية تحتية جديدة بدلًا من القديم المتهالك
وسط كل تحدٍّ تمر به الدولة المصرية، يخرج علينا فريق لا عمل له إلا الشماتة، لا يرى إلا نصف الكوب الفارغ، ويتفنن في الاصطياد في الماء العكر، كما لو أن سقوط الدولة حلم يسعون إليه، لا شبح يخشونه مثل كل عاقل يحب وطنه.
آخر تلك المشاهد كان حريق سنترال رمسيس، حادث محدود في مبناه، واسع في أثره، إذ أدى إلى انقطاع في بعض خدمات الاتصالات والإنترنت، ما تسبب في حالة من الشلل الجزئي لبعض القطاعات الحيوية، وارتباك واضح لدى المواطنين والشركات على حد سواء.
لكن بدلًا من فهم الحادث في سياقه الطبيعي، واستيعابه كتنبيه خطير لبنية تحتية متهالكة ورثناها من عقود، خرجت أصوات الشماتة: "دي هي مصر الرقمية؟"، "فين الدولة؟"، و"إزاي حاجة صغيرة توقف الدنيا كده؟".
هؤلاء لا يقرأون الواقع بعيون منصفة، ولا يقارنون إلا للتشويه، رغم أن أعظم دول العالم مرت بنفس التجربة، وأحيانًا بأشد منها.
كيف يحاولون إسقاط الدولة؟
هناك خطٌ واضح يربط بين كل الأصوات التي تنتظر أي حادث لتنفث سمها في صدر الوطن.
لم يكن الأمر مجرد تعليق على حادث الحريق، بل هو جزء من رواية أكبر يروجون لها، هدفها الطعن في جدوى المشروعات القومية، والتشكيك في قدرات الدولة، وبث الإحباط في نفوس المصريين.
قبل ذلك رأينا نفس الهجوم عقب حادث الطريق الإقليمي، وقبله عند كل مشهد أزمة، حتى لو كانت الدولة تتعامل معه باحتراف وشفافية.
المشكلة ليست في الحوادث نفسها، فكل دولة معرضة لها، ولكن في استغلالها لتشويه كل إنجاز، وهدم كل أمل.
الحوادث تحدث في كل مكان حول العالم
دعونا نكون منصفين: نعم، الحوادث تستوجب المحاسبة، والتحقيق، والمراجعة.
لا أحد فوق القانون، ولا منشأة أهم من حياة الناس أو مصالحهم.
لكن أيضًا من الإنصاف أن نعترف بأن مثل هذه الحوادث ليست دليل فشل دولة، بل دليل على وجود خلل فني أو بشري قد يحدث في أي مكان.
في فرنسا، احترق مركز بيانات رئيسي في مدينة ستراسبورج عام 2021، ما أدى لانقطاع آلاف المواقع، منها مؤسسات رسمية وشركات كبرى.
في ألمانيا، تكرر الأمر أكثر من مرة بسبب عطل في مراكز الكهرباء المؤثرة على خدمات الإنترنت.
وفي روسيا، تعرضت شبكة الدولة لهجوم سيبراني أوقف خدمات أساسية.
هل خرج الإعلام هناك يقول إن الدولة فاشلة؟ هل هلّل البعض في الداخل؟ لا.
بل تعاملت المؤسسات مع الأمر باعتباره درسًا وضرورة لتحديث البنية التحتية.
وهذا بالضبط ما تفعله مصر الآن.
كيف تعاملت الدولة؟
رغم أن الحريق في سنترال رمسيس كان مفاجئًا، ورغم حساسية الموقع، فإن الجهات المختصة تحركت بسرعة قياسية للسيطرة على النيران، وتأمين المعدات، وتحويل الخدمات إلى مراكز احتياطية، وهو ما جعل الخدمة تنقطع جزئيًا فقط، لا كليًا، وبشكل مؤقت في بعض المناطق.
هذا التحرك السريع لم يكن عشوائيًا، بل نتاج خطة مسبقة للدولة المصرية، بدأت منذ سنوات، لتأسيس مراكز بيانات عملاقة ومنصات رقمية احتياطية، تضمن استمرار الخدمات حتى في حالات الطوارئ.
فرنسا وألمانيا وروسيا مرّت بنفس التجربة
واحدة من الحقائق التي يتجاهلها المشككون، أن الدولة لا تكتفي بالترقيع أو الحلول المؤقتة، بل تسعى لإعادة تأسيس بنيتها الرقمية من الجذور.
ضمن رؤية مصر 2030، وبتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أُطلقت عدة مشروعات رقمية ضخمة، منها:
• مركز بيانات رئيسي يخدم أكثر من 140 جهة حكومية من خلال منصة "مصر الرقمية".
• مركز احتياطي تبادلي قادر على استيعاب المهام فورًا حال تعطل المركز الرئيسي.
• مركز متقدم للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في العين السخنة، يعمل كبنية متقدمة للتعامل مع البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء.
إلى جانب ذلك، اعتمدت الدولة سياسة “Cloud First”، التي تلزم كل جهة حكومية بإدارة بياناتها داخل هذه المنظومة الوطنية بدلًا من الاعتماد على خوادم قديمة أو شركات أجنبية.
ولعل الإنجاز الأهم هو ما يسمى بـ"العقل الرقمي للدولة"، وهو مشروع طموح لتجميع وربط كل بيانات الدولة والمواطنين، داخل مركز آمن وسري، تحت الأرض، بعمق 14 مترًا في العاصمة الإدارية الجديدة، مع مركز رديف قريب لضمان أعلى درجات الأمان والاستمرارية.
الدولة التي تبني وتتعلم لا تسقط
الحريق الذي وقع في سنترال رمسيس هو ناقوس خطر، لكنه ليس انهيارًا.
الدولة التي تتعلم من حوادثها، وتؤسس لمستقبل جديد أكثر أمانًا واستقلالية، لا يمكن أن تُهزم بسهولة.
أما من ينتظرون السقوط، ويقيمون الأفراح فوق الرماد، فهم لا يفهمون معنى الوطن، ولا يعرفون وزن ما تُنجزه مصر يومًا بعد يوم.
رسالة إلى الشامتين: الوطن لا يُبنى بالسخرية
إلى الذين يسخرون من كل إنجاز، ويُهلّلون لكل أزمة، نقول لهم:
الوطن لا يُبنى بكلمات سوداوية، ولا تنهض الشعوب بالشماتة، ولا بالهاشتاجات الغاضبة، بل بالإيمان والثقة والعمل.
نعم، ما زال أمامنا الكثير من العمل، وما زالت هناك عقبات وأخطاء، لكن الطريق واضح، والدولة تتحرك، وتبني، وتصلح، ولا تتهرب من مسؤولياتها.
وهنا يظهر الفارق بين من يحب وطنه بحق، فيُبادر بالنقد البنّاء والمشاركة الفاعلة، وبين من لا يرى في الخراب إلا فرصة للصعود.
نعم، لن تسقط مصر.
لأنها لا تعيش على "الترقيع"، بل تبني من جديد.
ولا تحكمها ردود الأفعال، بل رؤية شاملة تبدأ من الجذور.

- المشروعات القومية
- ضبط
- العالم
- طرة
- محمود الشويخ
- قانون
- فرنسا
- حريق
- هجوم
- مقالات محمود الشويخ
- عام 2021
- 2021
- حوادث
- مصر
- روسيا
- شبكة
- عامل
- الكهرباء
- كهربا
- الاتصال
- المواطنين
- الاتصالات
- الشامتون
- أبد ا لن تسقط مصر
- الدولة تعبر الازمات
- الدول
- المصري
- امن
- الازمات
- محمود الشويخ يكتب
- الطب
- المانيا
- اول
- المشروعات
- حكم
- سقوط
- حادث
- مشروع
- انقطاع
- داخل
- مركز
- راب
- معرض
- الدولة المصرية
- عطل
- عون