لا تختبروا صبر مصر .. كيف يكتب الحبشي الملعون نهاية إثيوبيا؟
- لماذا أعلنت مصر انتهاء المفاوضات مع أديس أبابا حول السد غير المشروع؟.. وما هي الخطوة القادمة؟
- الجنون الإثيوبي يبلغ النهاية.. أديس بابا تعلن الحرب على السد العالي!
في لحظات معينة من التاريخ، تتكثف الأحداث وتتقاطع الخطوط لتصنع لحظة فارقة لا يمكن الرجوع بعدها إلى الوراء. وفي ملف سد النهضة، وصلت المنطقة إلى تلك اللحظة بالفعل.
فمنذ سنوات، تخوض مصر صراعاً محتدماً وصامتاً في آنٍ واحد؛ صراع وجود، لا نزاع حدود، صراع حياة لا ملف فني عابر.
لكن إثيوبيا اختارت الطريق الأصعب: طريق العناد، الاستفزاز، صناعة الوهم، وإرسال رسائل عدائية تتجاوز كل حدود السياسة والدبلوماسية والعقل ذاته.
وهنا، يصبح السؤال مشروعاً: إلى أين تمضي أديس أبابا؟ ولماذا يبدو أنها تكتب بيدها نهاية مشروعها؟ ولماذا قال المصريون أخيراً: انتهت المفاوضات؟
منذ البداية، كانت القاهرة تتحرك بثبات الدولة العريقة التي تعرف جيداً قيمة الصبر الإستراتيجي.
وفي المقابل، كانت أديس أبابا تتصرف بمنطق آخر؛ منطق "الفرصة الذهبية" التي تظن أنها قد تُغيّر الجغرافيا، وتُخرج مصر من معادلة القوة الإقليمية، وتمنح إثيوبيا بطلاً مزيفاً على حساب الآخرين.
لكن اللعبة التي حاول "الحبشي الملعون"- كما يصفه الشارع العربي الغاضب -أن يفرضها على الواقع ليست إلا لعبة انتحارية؛ فالنيل ليس ملفاً فنياً، ولا مشروعاً سيادياً بمعزل عن الجيران، بل هو شريان حياة لملايين البشر في مصر والسودان منذ آلاف السنين.
ومع كل جولة تفاوضية كانت مصر تثبت حسن النية، وتصر على الحل السلمي، وتلتزم بمبادئ القانون الدولي.
لكن إثيوبيا كانت تقابل ذلك بعكسه تماماً: تعنّت، تصريحات استفزازية، خطوات منفردة في الملء والتشغيل، ورفض لأي التزام قانوني ملزم.
ومع مرور الوقت، أدركت القاهرة أن ما يجري ليس تبايناً في الرؤى، بل تعمدا إثيوبيا لتعطيل أي تسوية.
لماذا أعلنت مصر انتهاء المفاوضات؟
لأن المشهد أصبح واضحاً وضوح الشمس: إثيوبيا لا تريد اتفاقاً، ولا تسوية، ولا حتى حواراً حقيقياً. هي تريد الوقت.. والوقت فقط.
تريد أن تمتلئ بحيرة السد كما تشاء، وتتحكم في النيل كما تريد، وتفرض على مصر واقعاً جديداً لا يعترف به عقل أو قانون.
وفي اللحظة التي أعلنت فيها القاهرة انتهاء مسار التفاوض، كان ذلك إعلاناً سيادياً صريحاً بأن مرحلة "الصبر الإستراتيجي غير المحدود" قد انتهت.
فالمفاوضات ليست هدفاً في ذاتها، ولكن وسيلة للوصول إلى اتفاق.
فإذا تحولت الوسيلة إلى عبث، تُغلق الصفحة وتفتح أخرى.
ولم يكن القرار عاطفياً، ولا انفعالياً، بل مبنياً على تقييم شامل:
- غياب إرادة إثيوبية حقيقية
- استمرار اتخاذ قرارات أحادية
- تجاهل كامل لقواعد ملء السد وتشغيله
- تهديد مباشر لأمن مصر المائي
وهكذا، أعلنت القاهرة نهاية مرحلة، وبداية مرحلة أخرى أكثر حسماً، مرحلة لا تعتمد على الطاولات المدورة، بل على أدوات الدولة الشاملة.
الجنون الإثيوبي يبلغ ذروته .. والتهديد بالسد العالي يظهر!
لم تكتفِ أديس أبابا بالمماطلة، بل تجاوزت كل خطوط المنطق حين صدرت عنها تصريحات عدائية تمس السد العالي نفسه.
وهذا تحول خطير لم يحدث في تاريخ العلاقات بين الدول الواقعة على نهر النيل.
فالتهديد بالسد العالي يعني شيئاً واحداً: إعلان حرب.
ليس بالمعنى العسكري المباشر، ولكن بالمعنى السياسي والإستراتيجي والأمني.
السد العالي ليس منشأة هندسية فقط.
هو روح مصر الحديثة، ورمز قوتها، وصمام أمانها في مواجهة الفيضانات والجفاف.
والمساس به ليس لعباً بالنار، بل لعباً بالكبريت في غرفة مليئة بالوقود.
والسؤال هنا:
هل فقدت القيادة الإثيوبية عقلها؟
أم أن الضغوط الداخلية جعلتها تبحث عن "عدو خارجي" لتوحيد الصفوف المهترئة؟
الواقع يقول إن إثيوبيا تعيش أسوأ عصورها:
- حرب أهلية لا تنتهي
- اقتصاد ينهار
- عملة تتهاوى
- اضطرابات في التيغراي والأورومو والعديد من المناطق
- فقدان شبه كامل للثقة الدولية
وفي مثل هذه الأجواء، تلجأ الأنظمة الضعيفة إلى خلق أزمة خارجية.
لكنها هذه المرة اختارت العدو الخطأ .. اختارت مصر.
لا تُغضبوا السيسي
هذه ليست عبارة إعلامية، بل حقيقة سياسية أدركها العالم خلال عقد كامل.
الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس رجلاً يسعى للحرب، لكنه أيضاً ليس رجلاً يُهدَّد.
ولذلك، فإن التحذير الذي يتردد في الوعي الشعبي العربي ليس مبالغة:
لا تُغضبوا السيسي.. ولا تختبروا صبر مصر.
فحين يتعلق الأمر بالمياه، لا توجد دولة في العالم تقبل التهديد.
وحين يتعلق الأمر بالنيل، لا يوجد مصري واحد يقبل التنازل.
ما بعد المفاوضات .. ما الخطوة القادمة؟
الخطوة القادمة ليست واحدة، بل منظومة كاملة تُدار على ثلاثة مسارات متوازية:
1. المسار السياسي والدبلوماسي
ستسعى مصر إلى تحريك الملف دولياً وإقليمياً.
الاتحاد الإفريقي، الجامعة العربية، الأمم المتحدة، مجلس الأمن .. كلها ساحات ستشهد نشاطاً مكثفاً لإعادة صياغة القضية وفق إطارها الحقيقي: تهديد مباشر للأمن والسلم الدوليين.
2. المسار القانوني
قد تُقّدم مصر دعاوى دولية للمطالبة باتفاق ملزم، وإثبات الضرر، والحصول على حقوقها وحقوق الأجيال القادمة.
أروقة المحاكم الدولية ليست سريعة، لكنها ساحة تُسجل فيها مصر مواقف قانونية تؤسس لأي تحرك مستقبلي.
3. المسار الإستراتيجي… "عملية يوم القيامة"
وهو المسار الذي لا يُكتب في البيانات الرسمية.
مسار يجمع بين الرصد، التخطيط، الاستعداد، الاستشعار المبكر، وإدارة سيناريوهات الطوارئ.
هذا المسار هو ما يسميه بعض المحللين "عملية يوم القيامة"- ليس لأنها تعني حرباً، بل لأنها خطة شاملة لكل احتمال.
غرفة العمليات المصرية تتابع كل شيء:
- منسوب المياه
- معدلات الملء
- تأثير التشغيل
- حالة السد العالي
- مؤشرات انهيار محتمل
- التحركات العسكرية في إثيوبيا
- العلاقات الإقليمية المحيطة
مصر لا تخشى المواجهة، لكنها لا تتسرع .. وهذه هي قوة الدولة الحقيقية.
كيف تكتب إثيوبيا نهايتها؟
إثيوبيا اليوم ليست الدولة التي كانت تتصورها لنفسها منذ عشر سنوات.
إنها دولة تتهاوى من الداخل، وتفقد قدرتها على إدارة أقاليمها، وتستعد لموجة جديدة من الصراعات.
والخطأ الأكبر الذي ارتكبته أنها اعتقدت أن مصر منشغلة، أو ضعيفة، أو يمكن تجاوزها.
الواقع أن مصر أقوى مما تتخيل أديس أبابا.
أقوى بدولتها ومؤسساتها وجيشها وشعبها.
وأقوى لأنها تملك الحق .. والحق دائماً أقوى من الباطل مهما طال الزمن.
ومهما حاول النظام الإثيوبي الهروب من أزماته، فإن نهاية هذه السياسات واضحة:
- عزلة دولية
- انهيار اقتصادي
- تهديد وجودي للسد نفسه
- واحتمال فقدان السيطرة على المشروع حين تتفاقم الفوضى الداخلية
فلا توجد دولة تبني سداً بهذا الحجم بينما تشتعل في الداخل حرب أهلية.
ولا توجد دولة تهدد جيرانها وتظن أن المستقبل سيحمل لها الاستقرار.
المشهد الختامي .. بين العناد الإثيوبي والقرار المصري
المنطقة اليوم تقف عند مفترق طرق.
إثيوبيا اختارت التصعيد، ومصر اختارت الحسم.
لكن الفارق الجوهري أن مصر تتحرك وفق رؤية، بينما تتحرك إثيوبيا وفق ارتباك.
ومهما طال الصراع، هناك حقيقة واحدة لا تتغير:
النيل لا يمر إلا من حيث يريد التاريخ… والتاريخ يريد أن يبقى في مصر.

- عون
- النار
- الوقود
- العلاقات
- الدول
- أخبار محمود الشويخ
- سد النهضة
- العالم
- أحداث
- يوم
- إثيوبيا
- محمود الشويخ
- طرة
- الذهب
- استقرار
- مؤشرات
- ملك
- نشاط
- اول
- التزام
- المصري
- قرار
- الجامعة
- حكم
- محمود الشويخ يكتب
- مشروع
- تعلن
- جامعة
- لا ت غضبوا السيسي
- كيف يكتب الحبشي الملعون نهاية إثيوبيا
- غلق
- تعرف
- اقتصاد
- فقدان
- الحب
- راب
- طالبة
- مطالب
- قانون
- السيسي
- لا تختبروا صبر مصر



