محمد وحيد: شركات التكنولوجيا ليست خصما ويمكن بالتعاون أن تكون أداة تحفيز مهمة للتنمية
قال محمد وحيد، المتخصص فى مجالات التقنية والاستثمار فى التكنولوجيا والرقمنة، إن شركات التكنولوجيا العالمية ومواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعى العملاقة ليست خصما أو عدوا، حتى مع بعض التجاوزات أو التحلل من أعباء الاستثمار والضرائب على أنشطتها الدعائية وأرباحها من السوق المحلية، فالأمر يرتبط بحداثة تلك الأنشطة وعدم توافر آليات قانونية وتنفيذية للضبط وتحصيل حقوق الدولة، لكن مع التطور والنضج واستمرار النمو يُمكن صياغة رؤية عصرية منضبطة لتلك الأنشطة، وضمان قدر من التوازن بين مكاسب الشركات والمنصات من جانب، وحقوق الدولة والمجتمع من جانب آخر، حتى تصبح تلك الأدوات التكنولوجية العالمية وسائل دعم وتحفيز للاستثمار والنمو وتطوير السوق وقدرات الأفراد.
وأضاف محمد وحيد، أن شركات التكنولوجيا توفر فرصا واسعة وسهلة للاتصال وربط مجتمع الأعمال والأفراد، وصقل مهارات الشباب ورفع كفاءتهم على صعيد المهارات الحياتية والعملية، ومن الواجب على الجميع استغلال تلك المزايا فى تحقيق منافع لأنفسهم وللاقتصاد الوطنى، من خلال الوصول إلى أفضل السبل لاستغلال قدرات الاتصال والمعرفة الضخمة عبر تلك المنصات، وتجنب تأثيرها السلبى على الهوية أو السوق وأنشطة التجارة الداخلية. متابعا: "بقليل من التعاون الجاد والفعال، يُمكن أن تكون شركات التكنولوجيا ومنصاتها الرقمية شريكا حقيقيا فى التنمية، وأداة تحفيز للشباب وأصحاب المهارات، بما يسمح بمزيد من التطور فى سوق العمل والتجارة والتسويق، وتحويل تلك المنصات إلى أداة فعالة لدفع التجارة والنمو إلى الأمام، وتوليد وظائف وأبواب دخل لآلاف المستخدمين".
وأكد خبير الاستثمار التكنولوجى، أن شركات التكنولوجيا حققت أرباحا ضخمة على مستوى العالم، وستواصل النمو والربح ومضاعفة قيمتها السوقية طوال الوقت، بغض النظر عن موقفنا منها أو قبولنا لهذا الأمر من عدمه، ولذا فإن التصرف الأسلم فى التعامل مع هذا الأمر أن نكون أكثر فاعلية فى التكامل مع تلك التقنيات، وأن نسعى لاستيعاب وهضم الأدوات المستحدثة وتوظيفها فى صالحنا، من أجل أن تكون القيمة النوعية والمعرفية المتاحة عبر تلك الأدوات دعما حقيقيا ومباشرا للتنمية البشرية والاقتصادية، بدلا من أن تكون أداة مُعطلة بالنسبة لنا بينما تُحقق أهدافها وتنجز مصالحها بالشكل الذى تريد.
وشدد "وحيد"، على أن من الواجب على مجتمع المستخدمين النشطين لوسائل الاتصال المستحدثة ومنصات التواصل الاجتماعى، الاكتفاء من إهدار الوقت والاستخدام الروتينى الترفيهى، والنظر إلى تلك الأدوات العصرية بنظرة استثمارية ناضجة، سواء عبر توظيفها كأدوات معرفة لتطوير الخبرات وصقل المهارات، أو منافذ للعمل وتوليد الدخل عبر التسويق والتجارة الإلكترونية وترويج المنتجات الحرفية وتقديم خدمات العمل المستقل، أو عبر تجزئة سوق الإعلان وفتح منافذ للشباب والمستخدمين لأن يكونوا منصات دعائية مباشرة من خلال صفحاتهم وحساباتهم، بدلا من أن تذهب كل تدفقات سوق التسويق الإلكترونى إلى الشركات العالمية مباشرة، داعيا الشباب ومجتمع الأعمال إلى النظر لتلك الفكرة المهمة والتركيز عليها، بما يضمن وصول المنتجات للمستهلكين بشكل أسرع وأكثر استهدافا، واستفادة حلقات الترويج الوسيطة من عوام المستخدمين بنسب دخل جيدة عن المبيعات، ودوران تلك الأموال فى السوق مجددا من خلال تنشيط الإنفاق والاستهلاك والطلب على السلع والخدمات بشكل يُحفز الاقتصاد ويرفع مستويات النمو.