الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب : " قادرون ".. كيف قاد السيسى ملحمة تسليح الجيش المصرى ؟ 

محمود الشويح - صورة
محمود الشويح - صورة أرشفية

- لماذا وقعت مصر عقد توريد 30 طائرة طراز رافال مع فرنسا الآن؟

- وما مواصفات المقاتلة الفرنسية الأعظم؟.. وكيف تهاجم ٤٠ هدفا فى وقت واحد؟ وكبف تهاجم 40 هدفا فى وقت واحد ؟ 

- بالأرقام والتفاصيل.. الجيش المصرى الأقوى فى المنطقة وبين الكبار على مستوى العالم .

- رسالة بعلم الوصول:"الرافال" تتميز بقدرات المناورة وغزارة النيران والقدرة على الاشتباك والدقة فى إصابة أهدافها .

- أسرار صفقة "الرافال".. من باريس إلى القاهرة .

فى أذنى الآن كلمات الرئيس السادات.. صداها لا يفارقنى.. ووقعها لا يزال يحتفظ بنفس التأثير.. لا تغيره الأيام ولا تبدد حلاوته.. "إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف".. وكان هذا أمام مجلس الشعب فى خطابه الأول أثناء حرب أكتوبر المجيدة.

ولقد تذكرت هذا الكلمات وأنا أتابع أخبار توقيع مصر وفرنسا عقد توريد دفعة جديدة من طائرات الرافال.. هذه الأخبار التى بعثت فى نفسى الراحة والأمان.. واللبيب بالإشارة يفهم!

الراحة مبعثها أن هناك رجلا عظيما فى موقع المسئولية يدرك ماذا يفعل ومتى يتحرك وبأى شيء يدافع عن مقدرات الشعب المصرى.. أما الأمان لعائد لوجود جيش وطنى قوى هو الأقوى فى المنطقة وبين العشرة الأقوياء على مستوى العالم.. الجيش الذى يتمتع بإمكانيات هائلة وقوة ضخمة لكنه، أبدا، لا يعتدى.. ولم يضبط، طوال تاريخه، متلبسا بهذا الفعل.. بل كان دائما، وسيظل، فى موضع الدفاع.. وحتى فى هجومه، يكون هذا الهجوم من أجل الدفاع.

البيان الرسمى الصادر عن المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، يقول إنه فى إطار اهتمام القيادة السياسية بتطوير وتنمية قوى الدولة الشاملة، وقعت مصر وفرنسا عقد توريد عدد (30) طائرة طراز رافال وذلك من خلال القوات المسلحة المصرية وشركة "داسو أفياسيون" الفرنسية، على أن يتم تمويل العقد المبرم من خلال قرض تمويلى تصل مدته كحد أدنى (10) سنوات.

وليست هذه هى المرة الأولى التى تدخل هذه الطائرات ضمن منظومة القوات المسلحة، فقد أبرمت مصر وفرنسا خلال عام 2015 عقدا لتوريد (24) طائرة طراز رافال لصالح القوات الجوية المصرية التى تمثل الذراع الطولى لتأمين المصالح القومية المصرية، وكانت هذه أول مرة تبيع فيها الحكومة الفرنسية هذه الطائرة لدولة أخرى.

هذه هى المعلومات الرسمية.. لكننى، وكما اعتدت معكم دائما، سأتوقف قليلا أمام هذه الصفقة بالغة الأهمية خصوصا فى توقيتها شارحا ما لن تتضمنه البيانات الرسمية بطبيعة الحال.

أما النقطة الأولى فتتعلق بمميزات الطائرات طراز رافال فهى تتمتع بقدرات قتالية عالية تشمل القدرة على تنفيذ المهام بعيدة المدى، فضلاً عن امتلاكها منظومة تسليح متطورة، وقدرة عالية على المناورة، وتعدد أنظمة التسليح بها، بالإضافة إلى تميزها بمنظومة حرب إلكترونية متطورة تمكنها من القدرة على تنفيذ كافة المهام التى توكل إليها بكفاءة واقتدار.

وتصل سرعة الطائرة الفرنسية إلى 1.8 ماخ (1.8 سرعة الصوت) أو ما يعادل 1912 كم / الساعة، ومداها يصل إلى 3700 كم، ويمكن للمقاتلة التحليق على ارتفاعات تتجاوز 15 ألف متر، ويمكنها تغيير ارتفاع التحليق (التحليق الرأسى) بسرعة 300 متر فى الثانية.

ويوجد 3 طرازات من مقاتلات رافال تشمل النسخة البحرية ونسختين تعملان فى المطارات البرية، بحسب موقع "داسولت أفييشن" الفرنسى، الطراز الأول: "رافال سى" وهى نسخة بمقعد واحد مخصصة للهبوط والإقلاع من المطارات البرية، و"رافال بى" وهى نسخة بمقعدين مخصصة أيضا للمطارات البرية، و"رافال إم" وهى النسخة البحرية من مقاتلات "رافال" وهى بمقعد واحد، ويمكنها الهبوط والإقلاع عن متن حاملات الطائرات، والنسخ الثلاث لا تختلف فى شكلها الخارجى، باستثناء تصميم الجزء السفلى منها.

ومن قراءاتى فى العديد من المواقع المهتمة بالشأن العسكرى، أستطيع أن أقول إن "رافال" تعتبر مقاتلة شاملة متعددة الأدوار من الجيل الرابع، تتمتع بمزايا تكنولوجية سرية تسمح بالتخفى عن الرادار، وهى مزودة برادار يوفر مسحاً إلكترونياً لا مثيل له بين منافساتها، كما تنفرد بقدرة على استحداث خرائط مفصلة ثلاثية الأبعاد للأرض تحتها.

ليس هذا فقط.. بل ولدى الطائرة رادار يستطيع تعقب 40 هدفا فى وقت واحد، والاشتباك مع ثمانية من تلك الأهداف، وتصل سرعة الطائرة القصوى إلى 2450 كيلومترا فى الساعة، أما أقصى ارتفاع فهو 50 ألف قدم.

والمقاتلة، التى تصنعها شركة "داسو أفياسيون" الفرنسية، مزودة بمدفع رشاش من عيار 30 ملم، وفيها نموذجان لتعليق الذخائر، أحدهما جوى والآخر بحرى، يمكن تزويدهما بحمولة تصل حتى 9.5 طن، وهى تحمل صواريخ "ماجى 2" و"ميكا2" و"أى أى أم -9 " و"سايد وايندر" وجميعها صواريخ جو ـ جو، كما تستطيع الطائرة التزود بصواريخ جو ـ أرض من نوع، "إكزوست AASM " و"أباتشى MBDA Apache " و"سكالب إى جى SCALP EG" و"جى بى يو-12 GBU-12 Paveway II".

وقصة هذه المقاتلة تستحق أن تروى؛ فقد بدأت رحلة تصنيع "رافال" إثر خلاف نشأ بين كلٍ من المملكة المتحدة وفرنسا وما كان يسمى سابقا بـ "جمهورية ألمانيا الاتحادية" أو "ألمانيا الغربية" حول برنامج مشترك يهدف إلى إنتاج طائرة مقاتلة أوروبية أطلق فى عام 1983، فانسحبت ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا من المشروع لإطلاق مشروعها الخاص فى عام 1985، فيما مضت فرنسا لإنجاز برنامجها الخاص بها أيضا، والذى أثمر عن الطائرة المقاتلة "رافال"..

نفذت طائرة "رافال" أولى طلعاتها الجوية فى 4 يونيو عام 1986 لتدخل بعد ذلك الخدمة العسكرية فى عام 2000، وهى طائرة مقاتلة متعددة المهام من الجيل 4.5.

وطول "رافال" 15.27 متر، ويبلغ باع الجناحين أى المسافة بينهما 10.80 متر، ومساحتهما 45.7 متر مربع، ويبلغ ارتفاعها 5.34 متر، ويبلغ وزنها بدون حمولة 10 أطنان، أما وزن الإقلاع الأقصى فيصل إلى 24 طناً، وتبلغ حمولتها القصوى الخارجية تسعة أطنان ونصف، وسرعتها القصوى فى الارتفاعات العالية تتجاوز ألفى كيلومتر بالساعة بقليل (1.8) ماك. 

وهى مزودة بمحركين من نوع سنيكما ام 88-2 (Snecma M88-2)، يعملان بالدفع الجاف بطاقة 50.04 كيلو نيوتن لكل محرك، وهى قادرة على قطع أكثر من 3,700 كيلومتر، وتبلغ قدرتها القصوى على الارتفاع 16,800 متر بمعدل صعود قدره 350 متر/ثانية، وتتحمل أجنحتها وزن 326 كيلوجراما لكل متر مربع.

وتمتلك الطائرة أيضا نظاماً كهروبصرياً من نوع "SAGEM / OSF"، للبحث الحرارى وتتبع الأهداف، ما يجعلها تنافس أكثر المقاتلات الحربية المعروفة بقدرات المناورة وغزارة النيران والقدرة على الاشتباك والدقة فى إصابة أهدافها.

كانت هذه قراءة فى مواصفات المقاتلة الفرنسية.. لكن النقطة الأهم التى أريد أن أتحدث عنها هى الإطار العام الذى تأتى هذه الصفقة فى سياقه، فلقد بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى مبكرا تنفيذ خطة محكمة لتحديث تسليح القوات المسلحة وفق إستراتيجية محكمة تستهدف بشكل أساسى تنويع مصادر السلاح مع الاعتماد على أسلحة تتماشى مع التحديات التى فرضتها الظروف فى ظل التطورات الإقليمية، وتطلعات مصر لتنمية وحماية مواردها الاقتصادية، وبالطبع التعامل مع المستجدات فيما يخص العمليات الإرهابية.

 فعلى مستوى القوات البحرية، تسلمت مصر حاملتى المروحيات من نوع الميسترال، جمال عبد الناصر، وأنور السادات، حيث تم تسليحهما بعدة قطع حديثة للطائرات التى تتناسب مع طبيعة المهام الموكلة لطاقم عمل الميسترال، وتعاقدت على تصنيع 4 غواصات ألمانية من طراز تايب 209، وهى من نوعيات الغواصات الهجومية، واستلمتها مصر فى وقت قياسى، بالإضافة للفرقاطة "تحيا مصر"، وكذلك التعاقد مع الجانب الفرنسى على تصنيع 4 معدات بحرية من طراز  جويند، وتم استلام واحدة وتصنيع الثلاث الأخرى فى ترسانة الإسكندرية البحرية.   وفى مجال دعم القوات الجوية، استطاعت مصر التعاقد على طائرات الرافال مع الجانب الفرنسى، بالإضافة للتعاقد على مروحيات روسية، وذلك فى إطار خطة دعم وتطوير القوات الجوية، بالإضافة لانضمام بعض الطرز الحديثة من طائرات الدرون.   وفى عهد الرئيس السيسى، أنشئ الأسطولان الشمالى والجنوبى لحماية سواحل مصر فى البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة لإنشاء مفهوم القواعد العسكرية المتكاملة، مثل قاعدة محمد نجيب، وقاعدة برنيس وسيدى برانى، وكلها قواعد عسكرية تدار بمفاهيم عسكرية جديدة، لحماية مصر ومصالحها على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية.  هل هذا كل ما حدث؟ 

لا، فقد تم تطوير خطط التأهيل والتدريب لمقاتلى القوات المسلحة، لاستيعاب كافة التكنولوجيات الحديثة، وكذلك التعامل مع المعدات الحديثة، والتى تمثل قفزة فى خطط تسليح القوات المسلحة، بالإضافة لتطوير وتأهيل معامل التدريب ومحاكيات العمل فى كافة الوحدات، لتمثل طرقا إضافية لتطوير عمليات التدريب.

وليس هناك أفضل من كلمات الرئيس السيسى لأختم بها كلماتى لكم هذا الأسبوع: "الجيش المصرى أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد.. يحمى ولا يهدد.. وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومى داخل وخارج حدود الوطن".. وهى رسالة بعلم الوصول لمن يريد أن يسمع.

حمى الله مصر وجيشها من كل شر.. وإلى لقاء.

 

 

 

تم نسخ الرابط