الأحد 24 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب: تجربة مصر الاقتصادية.. قصة نجاح أشاد بها العالم 

خالد الطوخى
خالد الطوخى

◄"النقد الدولى" يحتفى بطريقة القاهرة فى استخدام قرض الصندوق بشكل فعال رغم "كورونا"

◄الصندوق يتطلع للتشاور مع القاهرة بشأن خطط التمويل التنموى فى القارة الإفريقية

◄كريستالينا جورجييفا تتوقع: الاقتصاد المصرى سينمو بنسبة 2% 

 

لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ننكر حقيقة مؤكدة هى أن مصر ترتبط بصندوق النقد الدولى بقصة نجاح كبيرة، أشاد وما زال يشيد بها العالم سواء فيما يتعلق بالحصول على التمويلات المطلوبة، أو سبل إنفاق تلك التمويلات فى مساراتها الاقتصادية المناسبة، وهو ما جعل من مصر نموذجا يحترمه الجميع ويحتذى به عالميا.

واللافت للنظر أنه خلال الزيارة الأخيرة التى قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى باريس، أكد الرئيس أن الشعب المصرى كان له الدور الرئيسى فى نجاح جهود الدولة فى تنفيذ عملية الإصلاح وذلك بوعيه وإدراكه لحتمية الإجراءات الإصلاحية التى تم اتخاذها فى ظروف صعبة واستثنائية ، بما ساهم فى إحراز تقدم أكدته المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصرى بشهادة البيانات الرسمية لصندوق النقد الدولى من ناحية وتحسن التصنيف الائتمانى لمصر من قبل المؤسسات الدولية المتخصصة من ناحية أخرى خاصةً خلال جائحة كورونا التى تسببت فى حدوث ركود اقتصادى على المستوى العالمى بينما سجل الاقتصاد المصرى نمواً إيجابياً لافتاً خلال تلك الفترة.

فقد استوقفنى خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعاصمة الفرنسية باريس مع "كريستالينا جورجييفا" مدير عام صندوق النقد الدولى، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية ومحمد معيط وزير المالية، وهو اللقاء الثالث الذى يجمعهما منذ تولى جورجييفا منصبها - عدة ملاحظات تصب جميعها فى أن صندوق النقد الدولى يولى مصر والتجربة المصرية اهتماماً خاصاً فقد أوضح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن "جيورجييفا" أكدت من جانبها تطلع صندوق النقد الدولى إلى مواصلة علاقات التعاون المتميزة مع مصر والتى تعد قصة نجاح ونموذجاً يحتذى، مشيدةً بالأداء الاقتصادى المصرى رغم جائحة كورونا، فضلاً عما حققه من مستهدفات اقتصادية وهيكلية فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادى، إلى جانب ما أظهره من قدرة على الصمود واستيعاب التداعيات السلبية الناجمة عن جائحة كورونا، وكونه من أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم مؤخراً، أخذاً فى الاعتبار التحسن الجارى فى المؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى، وكذا تنفيذ المشروعات الاستثمارية القومية العملاقة، فضلاً عن عودة تنامى قطاع السياحة تدريجياً. 

ومن ناحية أخرى فقد أكدت "جيورجييفا" وبما لا يقبل الشك حرص صندوق النقد الدولى على الاستمرار فى إبراز قصص النجاح التى تحققها مصر ومختلف إصلاحاتها وإنجازاتها الاقتصادية والتنموية، وكذا شراكتها الناجحة مع الصندوق كنموذج يحتذى من جانب دول أخرى، وذلك على غرار الشراكات والعلاقات الممتازة القائمة بين مصر والمؤسسات المالية الدولية الكبرى الأخرى، أخذاً فى الاعتبار تأثير ذلك على تعزيز النظرة الإقليمية والدولية للصندوق والدعاية الإيجابية لأنشطته وبالتالى تعاونه مع الدول الأخرى فى المنطقة وخارجها.

وإحقاقاً للحق فإن العلاقة القوية بين مصر كدولة رائدة فى منطقتها وصندوق النقد ترجع إلى الثقة التامة فى جهود مصر الاقتصادية بدليل التحسن الكبير فى مؤشرات الاقتصاد المصرى، بل يكاد يكون الاقتصاد المصرى الوحيد الذى يحقق نموا إيجابيا خلال جائحة كورونا وكان أعلى ثالث اقتصاد نموا فى العالم بعد الصين والهند.

وبالعودة إلى الوراء قليلا وقبيل انتخاب كريستالينا لمنصبها الرفيع بدأت جولتها الخارجية بزيارة مصر ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وقالت: "اخترت مصر كمحطة أولى مهمة فى جولتى الخارجية لحشد الدعم"، مشيرة إلى أن القاهرة تعد بالنسبة لها نموذجاً يحتذى فى تنفيذ مراحل خطوات الإصلاح الاقتصادى.

وكان اللقاء عندما استقبل الرئيس كريستالينا جورجييفا الرئيس التنفيذى للبنك الدولى والمرشحة لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولى وقتها.

فى هذا السياق قال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن رئيسة البنك الدولى أكدت خلال لقائها مع الرئيس حرصها على أن تكون مصر أولى محطاتها الخارجية فى حملة ترشحها لمدير صندوق النقد الدولى على خلفية نجاح التجربة المصرية بقيادة الرئيس فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل خلال السنوات الثلاث الماضية على نحو جعل من مصر نموذجًا يحتذى فى هذا المجال وأوضح المتحدث الرسمى أن "جورجييفا" أكدت من جانبها حرصها على اختيار مصر كمحطة أولى هامة فى جولتها الخارجية لحشد الدعم لترشحها لمنصب المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، وذلك على خلفية قصة نجاح التجربة المصرية فى التعاون مع الصندوق فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل خلال السنوات الثلاث الماضية، والذى نفذته مصر بشكل ممتاز وبالتزام كامل، مشيدةً بما تحقق فى هذا الإطار من نتائج إيجابية واقعية انعكست فى رفع معدلات النمو وتحقيق الاستقرار الاقتصادى وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وإقامة المشروعات التنموية على نحو جعل من مصر نموذجاً يحتذى فى تنفيذ مراحل خطوات الإصلاح الاقتصادى.

كما أكدت  "جورجييفا" سعيها لأن يتضمن عمل صندوق النقد الدولى فى الفترة المقبلة تشجيع الدول المتقدمة على انتهاج سياسات اقتصادية منفتحة ومتجاوبة مع الخطط التنموية للدول النامية، بما فى ذلك تسهيل التجارة وحركة الاستثمارات.

ولفت السفير بسام راضى الانتباه إلى أن الرئيس رحب بلقاء "جورجييفا"، مؤكداً اهتمامه بالتشاور المستمر مع قيادات مؤسسات التمويل الدولية انطلاقاً من حرص مصر على دفع التعاون معها كشريك إستراتيجى، وذلك فى إطار العمل على دعم الخطط الطموحة للتنمية الاقتصادية فى مصر، والتى تمثل نهجاً إستراتيجياً لتحقيق تنمية حقيقية مستدامة بكافة محاورها الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد التباحث حول فرص التعاون التنموى فى إفريقيا اتصالاً بالرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقى، حيث أوضحت  "جورجييفا" تطلعها للتشاور مع مصر بشأن خطط صندوق النقد الدولى للتمويل التنموى فى إفريقيا، لا سيما فى قطاعات البنية الأساسية والتعليم وسيادة القانون، وذلك للاستفادة من تجربة مصر الناجحة والملهمة مع الصندوق، والتى تتم بإدارة ناجزة ورؤية سياسية شاملة، الأمر الذى يوفر ذات عناصر النجاح لخطط الصندوق المستقبلية فى إفريقيا، خاصةً فى ظل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية.

فى هذا الإطار، أكد الرئيس الجهود المصرية لدعم سياسات التمويل التنموى بالمشاركة مع مؤسسات التمويل الدولية لتحقيق النمو الشامل فى القارة، وذلك من خلال إقامة المشروعات التنموية التى تساهم فى تطوير البنية الأساسية وتعزيز التكامل والاندماج بين الدول الإفريقية، خاصةً فى مجالات الطاقة والربط الكهربائى وربط الطرق والسكك الحديدية، الأمر الذى من شأنه أن يسهم فى تحصين المجتمعات الإفريقية ضد الفكر المتطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكذلك يوفر واقعا جديدا أفضل ويمنح الأمل للأجيال الإفريقية القادمة.

وأكد الرئيس فى هذا الصدد أهمية أن تكون إفريقيا فى قلب اهتمامات القيادة الجديدة للصندوق، وأن يكون للقارة صوت مسموع فيما يتعلق بتوجهات وأولويات مؤسسات التمويل الدولية بشكلٍ عام، خاصةً أن القارة أثبتت على مدار السنوات الماضية جديتها فى تحقيق تقدم اقتصادى ملموس ينقلها إلى مصاف الشريك الاقتصادى الحقيقى فى قطاعات البنية الصناعية والخدمية الدولية.

من جانبها، أعربت المدير العام لصندوق النقد الدولى عن امتنانها للدعم الذى تلقته من مصر لاختيارها فى منصبها الجديد، وطلبت نقل تحياتها وتهانيها للرئيس عبد الفتاح السيسى على النجاح المذهل الذى حققه برنامج الإصلاح الاقتصادى، وفى ظروف لم تكن سهلة، مشيرة إلى حديثها فى خطبة هامة لها منذ يومين وأنها استخدمت مصر كنموذج لامع للدول التى طبقت برنامج إصلاح قويا وناجحا.

 وأضافت أن ما حققته مصر فى تطبيقها المتميز للإصلاحات الاقتصادية لم يكن مفيدًا لمصر فقط، وإنما أيضًا فيما يخص مستقبل عمل الصندوق مع دول أخرى، بعدما باتت مصر نموذجًا يسعى الصندوق لاحتذائه مع دول العالم التى ترغب فى تبنى برامج إصلاح اقتصادى. وأشادت بالفريق الحكومى المصرى المسئول عن تطبيق وتنفيذ برنامج الإصلاح وما قام به من جهود متميزة.

وأكدت جورجييفا تطلع صندوق النقد الدولى لتدشين برنامج تعاون قوى مع مصر خلال الفترة القادمة، من أجل الحفاظ على النجاحات التى حققها برنامج الإصلاح، والمساهمة فى العمل على تعزيز الإصلاح الهيكلى ، وأضافت أن ما أبهرها خلال زيارتها الأخيرة لمصر هو حجم الالتزام الكبير من جانب رئيس الجمهورية والحكومة للقيام بكل ما من شأنه تحقيق التطوير المنشود فى مصر، فى إطار رؤية متكاملة لمستقبل مصر، لكن مع ذلك فإن هناك حاجة لأن تتواكب المستويات الحكومية الأقل مع هذا القدر من الالتزام، وتعمل بنفس مستوى الحماس، حتى يتسنى تحقيق النتائج المرجوة.

 وفى هذا الصدد، أشارت إلى أهمية أن يتضمن البرنامج الجديد تعاونًا فى مجال بناء القدرات وتحسين الأداء للكوادر المصرية.

وتطورت العلاقة بين مصر وصندوق النقد ولا سيما فى ظل التزام مصر بكافة تعهداتها وإحداث تحسن كبير فى الاقتصاد، وهو ما قوبل بإشادة من كافة المؤسسات الدولية ومن جورجييفا نفسها التى قالت إن مصر استخدمت قيمة القرض المقدم من صندوق النقد الدولى بقيمة 12 مليار دولار بشكل فعال، وهو ما انعكس على مؤشرات الاقتصاد بشكل إيجابى، وسط دعم كبير لبرامج الحماية الاجتماعية، لافتة إلى أن مصر عازمة على استمرار العمل فى الإصلاحات مؤكدة أن ترشيد دعم الطاقة مكن الحكومة من توفير المزيد من الأموال للتعليم والصحة والاستثمار فى التنمية البشرية.

وأكدت مدير عام صندوق النقد الدولى أن هناك مؤشرات اقتصادية هامة حققتها مصر خلال برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تم على مدار السنوات الثلاث الماضية أبرزها تراجع نسبة الدين العام إلى 8% من الناتج المحلى الإجمالى بالإضافة إلى تراجع البطالة والتضخم، مؤكدة أن صندوق النقد الدولى يبحث ويدرس حاليا أوجه التعاون مع مصر خلال الفترة القادمة.

كما قالت مديرة صندوق النقد الدولى أيضاً إن مصر ستكون الاقتصاد الوحيد بين الدول العربية الذى سيحقق نموا هذا العام، حيث أشارت إلى أن الاقتصاد المصرى سينمو بنسبة 2%.

تم نسخ الرابط