بـ"الدرونز".. تكتيك الميليشيات الإيرانية يشعل أجواء العراق
باتت أنباء الهجمات بالطائرات المسيرة، حدثا شبه يومي في العراق، والتي تشنها ميليشيات مسلحة عراقية مرتبطة بإيران، ضد مصالح وأهداف عسكرية ومدنية، عراقية وأميركية في البلاد.
وآخر حلقة في سلسلة الهجمات بالمسيرات، التي تشير تقارير أميركية وغربية إلى أنها إيرانية الصنع، كشفت خلية الإعلام الأمني العراقي في ساعة متأخرة من بعد منتصف الليل، في بيان مقتضب عن هجوم بثلاث طائرات مسيرة على مطار بغداد الدولي.
ورغم مرور عدة ساعات من بعد صدور البيان، لكن لم توضح السلطات العراقية بعد أية تفاصيل جديدة عن الهجوم، الذي يعد سابقة كونه تم تنفيذه عبر 3 طائرات مسيرة.
وتعليقا على هذه التطورات يقول الكاتب والمحلل السياسي علي البيدرهذا الأسلوب في الهجمات هو تكتيك جديد، تتبعه الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، من أجل إجبار الأميركان على ترك العراق ومغادرته، والمقلق والخطير في الأمر أن هذه الهجمات لا يمكن رصدها وكشفها بالرادارات التقليدية".
ويتابع :"تكرار هذه العمليات يثبت ضعف الجهد الاستخباراتي للقوات الأمنية العراقية، وضعف عمليات الرصد والمراقبة لديها، حيث ثمة سهولة في ادخال وتهريب هذه الطائرات للعراق، وحتى ثمة احتمالات لتصنيعها محليا داخل العراق، الأمر الذي تقف القوات العراقية حياله بلا حراك، حيث تخشى من ردة فعل تلك الفصائل، في حال كشفها لأماكن تصنيع تلك المسيرات، أو منع تهريبها للعراق، ما يؤكد أن ثمة حاجة لتدخل جراحي أميركي ضد هذه الفصائل، حتى ولو تطلب الأمر عمليات استهداف مماثلة لزعماء هذه الجماعات المنفلتة، كما حصل مع قاسم سليماني وأبو المهدي المهندس، فالحكومة العراقية عاجزة عن ردع هذه الفصائل، ووضع حد لتجاوزاتها واستفزازاتها".
ويستطرد البيدر: "ثمة نقطة جوهرية تقف خلف هذا التصاعد، في العمليات ضد الوجود الأميركي في العراق، حيث تتنظر هذه الجماعات على أحر من الجمر، مغادرة آخر جندي أميركي العراق، كي تقوم بابتلاع الدولة العراقية، كما حصل سابقا إبان احتلال تنظيم داعش الإرهابي لأجزاء واسعة من العراق، بعد مغادرة الجنود الأميركان في نهاية العام 2011، فأي انسحاب أو حتى تخفيض للقوات الأميركية في البلاد، سوف يزيد من نفوذ وسطوة تلك الجماعات المحسوبة على إيران حتى تبتلع الدولة، وتتحكم بالقرار العراقي بشكل مطلق".