«تنسيقية الشباب» تبدأ تحدى السنة الرابعة بعد 3 أعوام من الإنجازات.. 25 حزبًا سياسيًا من مختلف الأطياف تعمل بشعار «سياسة بمفهوم جديد»
بخطوات واثقة تمضى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين نحو صناعة مستقبل جديد للشباب، فقد أثبتت بعد 3 سنوات من تأسيسها، فى 12 يونيو 2018، بتوصية صادرة عن المؤتمر الوطنى للشباب تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى – أنها تحقق بالفعل شعار «سياسة بمفهوم جديد»، إذ يعمل شبابها على تطوير الحياة السياسية، مع الاصطفاف خلف الوطن، رغم ضمها عددا من الأحزاب السياسية المختلفة فى الرؤى والأفكار. وأحدثت «التنسيقية» حراكاً قوياً داخل الحياة السياسية، وأدت إلى إقبال الشباب على المشاركة السياسية وفهم ما يجرى حولهم من أمور، عقب سنوات من العزوف، وهو ما تزامن مع الاهتمام الكبير الذى أولاه الرئيس للشباب، وتجسد فى حرصه على الاستماع لهم من خلال المؤتمرات الشبابية. وتنوعت أنشطة وجهود «التنسيقية»، بداية من إعداد أوراق عمل حول العديد من القضايا المختلفة ورفعها للهيئات المختصة، والمشاركة فى النسخ المختلفة لمؤتمرات الشباب، والتقدم بأوراق عمل لمناقشتها خلال فعاليات هذه المؤتمرات، استمع الرئيس من خلالها للشباب ورؤيتهم للحياة الحزبية والسياسية، وحازت إعجابا وتأييدا من الحضور، وصولاً إلى تنظيم حوار مجتمعى حول قانون الانتخابات، والتقدم بمسودة حوله إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب آنذاك. وتضمنت أنشطة «التنسيقية» أيضاً المساهمة فى تنمية كوادر سياسية شبابية، وإكسابها الخبرات العملية فى جوانب عديدة، واستغلالها لقنوات الاتصال المفتوحة بين الشباب مع الدولة فى مختلف المستويات، وتمثيلهم فى الحوارات المجتمعية والأوساط السياسية، مع تنظيم عدد من الندوات واللقاءات على المنصات المختلفة، مثل «كلوب هاوس» و«فيسبوك»، والتى أتاحت الفرصة للأعضاء فى الالتقاء بذوى الخبرة والاختصاص فى مختلف المجالات، وبناءً على ذلك، أُعلن تشكيل اللجان النوعية فى «التنسيقية». ووسعت «التنسيقية» هيكلها الداخلى، لتضم 25 حزباً سياسياً من مختلف الأطياف، وأحدثت نهضة حقيقية على مستوى هيكلها وكوادرها وطموحاتها، وعلى الرغم من اختلاف أيديولوجيات أعضائها، شكلت منصة حوارية تجمع معظم الأطياف السياسية، ورفع أعضاؤها شعار: «التوافق» أثناء مناقشاتهم المستمرة. وفى ظل هذا التنظيم والعمل الابتكارى، تمكنت تنسيقية الشباب من حصد عدد كبير من مقاعد مجلسى النواب والشيوخ، بواقع 12 فى مجلس الشيوخ، و31 فى مجلس النواب، إلى جانب تولى 6 من أعضائها منصب نائب محافظ، فضلاً عن تعيين أعضاء آخرين فى المجالس الوطنية المختلفة، وكمعاونين فى عدد من الوزارات والهيئات الحكومية. واستطاع نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تحت قبة البرلمان بغرفتيه، تقديم نموذج فريد من العمل السياسى، وهو ما ظهر فى مناقشة برنامج الحكومة، فوقتها نقل هؤلاء النواب أسئلة واستفسارات المواطنين إلى المسؤولين والوزراء، خلال مناقشة برنامج كل وزارة فى البرلمان. كما اختير أعضاء «التنسيقية» فى العديد من اللجان العامة فى البرلمان، بالإضافة إلى عضويات مميزة فى برلمانات إفريقيا والأورومتوسطى، وهو ما يخلق قاعدة شعبية هائلة لشباب الكيان السياسى الفريد. ولم يتوقف دور نواب «التنسيقية» على تقديم الخدمات ومناقشة قضايا المواطنين والعمل على حلها، بل حرصوا على إطلاق بروتوكولات تعاون مع العديد من الوزارات، من بينها: بروتوكول «كلنا نساعد» مع وزارة التضامن الاجتماعى، الذى يستهدف تعزيز التعاون بين الجانبين فى التعريف بمختلف خدمات وبرامج الوزارة، فى إطار إستراتيجيتها التى تهدف لتنمية الأسرة المصرية وتمكين الفئات الأولى بالرعاية. وتزامنت هذه النجاحات مع إطلاق حملة بعنوان: «كلمتين سياسة»، للتعريف بأهم المصطلحات السياسية بطريقة سهلة ومبسطة، وعلى رأسها: «النظام السياسى»، و«أهمية المشاركة السياسية». وبالتالى تمكنت «التنسيقية» من إضافة «نخبة شبابية» إلى المجتمع السياسى، من أصحاب الكفاءة السياسية والوعى الوطنى، بالتزامن مع مساعى رفع الوعى لدى الشباب وتشجيعهم على المشاركة السياسية. ولم تقتصر أنشطة «التنسيقية» على العمل السياسى فحسب، بل تمكنت من كسب ثقة الشارع، بإطلاقها العديد من المبادرات الاجتماعية، خلال مواجهة فيروس «كورونا»، من بينها توزيع كميات من المستلزمات الطبية على مديريات الصحة فى المحافظات، لإمداد المستشفيات بها، ومبادرة أخرى لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية للعمال غير المنتظمين وأسرهم. وأطلقت «التنسيقية» أيضاً مبادرتى: «أبطالنا رموز العملة الوطنية»، لتخليد جهود الفرق الطبية من أطباء وأطقم تمريض وإسعاف وصيادلة فى مواجهة «كورونا»، على العملات النقدية، و «البالطو الأبيض»، التى طرحت من خلالها فتح باب التطوع من قبل طلاب السنة النهائية فى كليات الطب، والاستعانة بهم فى مساعدة مرضى «كورونا» المعزولين فى المنزل. وفى الإطار ذاته، أطلقت «التنسيقية» حملة: «الوعى أمان»، لدعم المراكز الطبية الحكومية بالمستلزمات الطبية التى تحتاج إليها، ودعم المواطنين فى العزل المنزلى بالمستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة «كورونا»، من خلال تشكيل أكبر شبكة من المتطوعين لتوصيل بروتوكول العلاج من الوزارة للمرضى المعزولين منزلياً والمخالطين. وإلى جانب الأدوية والمستلزمات الطبية، أطلقت أيضاً مبادرة: «تحدى الخير»، من أجل دعم العمالة غير المنتظمة التى لديها أزمة فى الحصول على المستلزمات الحياتية الأساسية، عبر توفير بعض السلع الغذائية لهم. وفى بداية الجائحة، حرصت تنسيقية الشباب على تنظيم حملات توعية، للحديث من خلالها مع المواطنين على أهمية التباعد الاجتماعى، والالتزام بارتداء الكمامة، وغيرها من السبل والطرق الصحيحة للتعامل مع الوباء. وكان الهدف الأساسى من كل هذه المبادرات هو الاصطفاف خلف الوطن، وألا يقتصر دور الكيان الشبابى على العمل السياسى فقط، بل يمتد إلى العمل الاجتماعى، وأن يكون هناك دور أساسى فى الوقوف مع الدولة، وخدمة المواطنين والعمل على حل مشاكلهم. وقال عمرو يونس، أمين سر التنسيقية عضو الأمانة العامة بمجلس النواب، إنه تم التوافق بعد المؤتمر الخامس للشباب على تأسيس التنسيقية، وتجنب الخلاف بين شباب الأحزاب المختلفة. وأضاف: "رغم حدوث بعض الخلافات فى البداية إلا أن الجميع تقبل الخلافات فى الفكر والأيديولوجيات ووجهات النظر، ومن هنا انطلق نشاط التنسيقية على رؤية واحدة صلبة لخدمة الوطن"، مشيرا إلى أن "العلاقة بين الأحزاب والتنسيقية هى علاقة تكاملية وليست تنافسية، وسعينا لتعظيم هذا التكامل عبر 3 نقاط، أولها كان التوسع أفقيًا لزيادة تمثيل الأحزاب داخل التنسيقية، وإتاحة فرصة للأحزاب للمشاركة وزيادة خبراتها، ووضعنا شرطًا بأن تكون نسبة 25% من تمثيل أى حزب هى للمرأة، من أجل إتاحة فرصة المشاركة والتعرف على أساليب العمل داخل التنسيقية". وذكر أن "النقطة الثانية تمثلت فى بدء مؤتمرات ومنتديات الشباب بدعوة الأعضاء من الأحزاب خارج التنسيقية للمعايشة ونقل الخبرات، فيما ارتكزت النقطة الثالثة على أن تكون كل المبادرات التى تتم على أرض الواقع بمشاركة الأحزاب ومخاطبة رؤسائها لدعم أنشطتنا بعدد من شباب الأحزاب، للتعرف على نظام العمل داخل التنسيقية". من جانبها، قالت سها سعيد، عضو مجلس الشيوخ أمين سر التنسيقية، إن التفكير فى إنشاء لجان نوعية بتنسيقية الشباب جاء بسبب الإيمان بمبدأ التخصص، لافتة إلى التنسيقية لديها لجان تعمل على مناقشة القوانين وإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة لدعم عمل النواب فى مجلسى النواب والشيوخ. وأضافت: "رغم الاختلافات الأيدولوجية بين أعضاء التنسيقية، استطعنا أن نتفق على العمل وفقا للمصلحة الوطنية ومن أجل بناء الوطن، وبدأنا عمل اللجان النوعية بـ 7 لجان، ثم زادت هذه اللجان بزيادة التخصصات، وتوسع الملفات". وتابعت: "تجنب الخلافات والتشاور والتحاور حول الموضوعات المختلفة كانت من أهم القواعد التى تم إرساؤها منذ اليوم الأول للعمل داخل التنسيقية، ما كسر حاجز التصلب والاختلاف الحاد فى الآراء، وترك مساحة للحرية فى مناقشة الموضوعات والقضايا، وخلق الود بين الأعضاء". أما إبراهيم الشهابى، عضو التنسيقية نائب محافظ الجيزة، فذكر أن التنسيقية، عندما تم تدشينها فى يونيو من عام 2018، كانت نتاج مراحل سبقتها من التواصل بين جيل من السياسيين رأى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وشاهد الإرهاب والفوضى والتهديدات التى تستهدف البنية التحتية والسلم الاجتماعى، مضيفا:"التنسيقية هى حركة جيل كامل، وهو جيل ناضج جدا". فيما أكد النائب محمد عزمى، عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، أن تنسيقية الشباب لديها تنوع يعبر عن كافة فئات المجتمع المصرى، خاصة بعدما وصل عدد أعضائها إلى أكثر من 250 عضوًا. وقال: "للتنسيقية ميثاق يحكم علاقة الأعضاء ببعضهم، وإيمان الشباب بأهمية بناء الوطن والانتماء إلى هذا الكيان والتعاون المثمر بينهم أدى لتنمية قدرتهم على الإبداع، والعمل على توليد أفكار لبناء هذا الوطن والانتقال إلى الجمهورية الجديدة". وأضاف: "الاستثمار فى البشر كان أولوية لدى القيادة السياسية، وأعضاء تنسيقية الشباب ينتمون لعدد كبير من التيارات، ويعملون على التنسيق فيما بينهم للانتقال إلى الجمهورية الجديدة بما يتوافق مع رؤاهم وأحلامهم". وتابع: "التدريب والتأهيل داخل التنسيقية هو أهم ما يميزها، وذلك من خلال إعداد المواد التدريبية والتأهيلية للشباب، كما أن مؤتمرات الشباب عملت بشكل كبير على تأهيل للشباب من خلال ورش العمل ونماذج المحاكاة التى عقدت على هامشها، لذا تستكمل التنسيقية المسيرة، وتعمل وفق أسس علمية، وتتعامل مع شركة متخصصة لتقييم قدرات أعضائها، للمساعدة فى تدريبهم وزيادة مهاراتهم".