قام وفد أندونيسي رفيع المستوي مدعومًا بتوصيات ومتابعة وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي، بزيارة بعض المحافظات وذلك سعيًا لنشر لعبة «البنجاك سيلات» وهي اللعبة الأندونيسية المغمورة التي ستساهم مصر في نشرها داخليًا ومن ثم الإشتراك في بطولات عالمية لإن جاز تسميتها عالمية وذلك بسبب قلة الدول المشاركة، وهو جهد مشكور من دولة أندونيسيا الشقيقة أن تسعي بكل الطرق لنشر لعبة أخترعتها وتحاول أن تُوصلها للعالمية بخطة مثل تلك التي تستخدمها في مصر، ومشاركة مشكورة من وزير الشباب المصري الساعي لمساعدة دولة شقيقة في نشر لعبة محلية خاصة بدولة بعينها وهي لعبة قتالية خليط بين الكونغو فو والتايكوندو والكاراتيه، ورغ أننا لسنا في حاجة لألعاب قتالية جديدة فأطفالنا أصبح العنف سمتهم الأساسية، إلا أنها طالما تحت مظلة الرياضة فلا حديث لنا سوي أن ممارسة الرياضة أيًا كان نوعها حماية للشباب رغم تحفظي شخصيًا علي مثل هذة الألعاب التي تشبه خناقات الشوارع.
ومن خلال هذة النافذة "قلم حر" وعبر جريدتكم "الشوري"، أهمس في أذن أخي وصديقي الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أليست الرياضة المصرية أولي بهذة الخطط يا معالي الوزير؟، أليست لعبة كـ كرة السرعة المصرية الأصل والمنشأ والريادة أول بمثل هذة الخطط لنشرها محليًا، ألن نكف أن نكون مثل المثل الشعبي "زي القرع نمد لبره"، من قبل ناشدت الوزير عدة مرات بمراعاة الألعاب الشهيدة وأبطالها وعلي رأسهم الرباع المصري الأوليمبي الصديق الغالي محمد إيهاب صاحب برونزية ريو -الذي حُرم بفعل فاعل من المشاركة الأوليمبية-، يا معالي الوزير هناك ألعاب وأندية ولاعبين مصريين أولي بهذا الإهتمام، وعلي رأسهم تلك اللعبة التي تُسمي "كرة السرعة"، فهل يُعقل بعد 31 بطولة عالم للعبة حصلت مصر عل ي 30 بطولة منهم مقابل بطولة لفرنسا، أن يكون المصريين أنفسهم لا يعرفونها، هل من المقبول أن تكون بطولة العالم ليس بها إلا 6 أو 7 دول وأغلبهم غير رسميين، وبصفتي أحد المحسوبين علي هذة اللعبة المصرية كنا ننتظر عندما يتولي وزير بحجم أستاذ التسويق الرياضي أن نري للعبة خطوات تضعها علي الطريق للعالمية وللإدراج في البطولة الكونية الأهم وهي الاوليمبياد، ولكن لم نري إلا تراجع في إنتشار اللعبة داخليًا قبل خارجيًا بل يؤسفني أن اسمع سؤالًا من طلاب إحدي كليات التربية الرياضية بالمحافظات "هي إيه كرة السرعة؟، وبتتلعب إزاي"، ارجو منك ومن الوزارة بالتعاون مع الإتحاديين المصري والدولي للعبة -وكلاهما في أرض مصر-، العمل علي نشر اللعبة وتوحيد وتكثيف الجهود لنضمن لمصر ريادة دائمة في لعبة نسبق كل من يمارسها بسنيين ضوئية، وأعتقد أن وزير الشباب والرياضة المصري بخبراته وعلمه يستطيع المساعدة في ذلك بكل سهولة خدمة لمصر قبل الجميع، وضمانًا لميدالية اوليمبية مدي الحياة حال إدارج اللعبة.
وهم كليات القمة في كل عام وفي هذا التوقيت ومع إعلان أو قرب إعلان نتيجة الثانويةالعامة أتذكر كم سرنا ونسير طويلًا في طريق الضياع والتباهي والتعالي والنهب لمقدراتنا لهثًا خلف أكذوبة كليات القمة وكليات القاع، رغم أن الجميع يعلم ويعي أنه ليس هناك علم قمة وعلم قاع، فالانسانية في حاجة لكل العلوم، تمييز وعنصرية لامكان له إلا في مجتمعات الجهل والتغييب حتى يظل المواطن يلهث خلف المجهول ويدور في طاحونة فلا فيفكر ولا يسأل، ولا يدع نفسه لفكره هو حتي بل يفكر بفكر هؤلاء الذين صدروا إلينا هذا الفكر ليتحول التعليم لسبوبة ويلهث الجميع خلف تجار الدروس الخصوصية بحثًا عن مكان لإبنه في كليات القمة المزعومة، رغم أن كليات القمة كلمة من صنعنا نحن من صنعناها وروجنا لها وصدقناها وبعدها طبقناها علي أنفسنا وأولا دنا لنصيبهم بالإحباط في الوقت الذي ينتظرون منا كل دعم. الحقيقة التي يعلمها أغلب من درس في الجامعات أن لكل كلية من خلال مجلس كليتها أن تحدد احتياجاتها كل سنة من خريجي الثانوية العامة، وحسب العدد المحدد من مجلس الكلية يكون عدد المقبولين بها فمثلًا لو أن مجلس كلية التجارة قرر أن الكلية في العام القادم لن تقبل إلا 100 طالب فقط، هذا يعني أنه لو تقدم 5000 الاف طالب، لن يتم قبول إلا 100 طالب فقط من الـ5000، وبالتالي صار تنسيقها 99%!، وعلي العكس لو قررت كلية الطب أو الصيدلة قبول 5000 آلف طالب فسينخفض تنسيقها إلي 70% أو أقل، فالعبرة في الأعداد المتاحة للقبول، والجميع يعلم أن المجتمع يحتاج إلي هذا وذاك ولا يمكن أن تستمر الحياة إلا بوجود كل التخصصات حتي المهنيين، ويبقي التفوق والقمة في كل كلية وحتي في كل مجال علي حسب رغبة الفرد نفسه في التعلم وصنع قمة لنفسه والحصول علي علم ينفع به نفسه ومجتمعه ووطنه ليصنع هو قمته بيده، أبنائي الطلاب أنت من يصنع القمة بالجهد والعرق والتعب والمثابرة والإبداع، تذكر قول النبي "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، كن قمة فيما يسمونه أقل مكان ولا تكن قاعًا فيما يقال عنه أعلى مكان، اصنع قمتك بنفسك وتطهر من جهل وأوزار الماضي، وهمسة في آذان أولياء الأمور إدعم إبنك في كل الأحوال فليس كل الأطباء ناجحين وليس كل المحاسبين فشلة، أتركوهم يختارون مايريدون وإدعموهم ليصلوا لقمة أحلامهم ليُحققوا آمالكم في الله فيهم، دعونا نتخلص من مجتمع المتعالين الذي جعلنا فريسة لكل صاحب سبوبة في مجال التعليم.
أسأل الله أن يُحقق آمال أبنائنا وأن ييسر طريقكم وان يجعلكم عونًا لأوطانكم وقرة عين لذويكم وأن يجعلكم دائمًا علي القمة الحقيقية.