النيابة العامة تهيب بالمواطنين الامتناع عن تداول فيديو انتحار«فتاة المول»
أهابت النيابة العامة، بالكافة، الامتناع عن تداول تصوير واقعة انتحار فتاة مول سيتي ستارز؛ وذلك مُراعاةً لحقوق ذوي المتوفاة المكلومين ومشاعرهم، وكذلك تهيب بهم لبحث أسباب انتحار الشباب، والسعي حثيثًا لتبديدها، وتنشئة جيل واعٍ متنبه، مُصان من أن يُجنَى عليه؛ فيقع في ذلك الفخ.
وتباشر النيابة العامة التحقيقات في واقعة انتحار فتاة مول سيتي ستارز.
وكانت النيابة العامة تلقت إخطارا بسقوط فتاة من الطابق السادس بالمجمع التجاري "سيتي ستارز" بمدينة نصر، ووفاتها إثر نقلها إلى المستشفى، وتزامن ذلك مع ما رصدته وحدة الرصد بإدارة البيان بمكتب النائب العام، من تداولٍ واسعٍ على مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع مصور، تضمن قفز الفتاة من الطابق المذكور، ومحاولة أحد الأشخاص إثنائها عن ذلك.
وبادرت النيابة المختصة بالتحقيق في الواقعة، وناظرت جثمان المتوفاة، وتبيَّنت ما بها من إصابات، وانتقلت لمعاينة مسرح الواقعة؛ فاطلعت على ما صورته آلات المراقبة، وسألت عددا من شهود الواقعة، وذوي المتوفاة؛ فتوصلت إلى سابق مُعاناتها من ضغوط نفسية، لخلافات عائلية، وإفصاحها لصديقتها يوم الواقعة، عن رغبتها في الانتحار، إذ انتهزت فرصة، خلت فيها إلى نفسها؛ فقفزت من علوٍ.
وعلى هذا؛ أمرت النيابة العامة بانتداب الطبيب الشرعي، لتوقيع الصفة التشريحية لجثمان المتوفاة، بيانًا لما بها من إصابات، وتحديد سبب وفاتها، ومدى تصور حدوث الواقعة على النحو الذي انتهت إليه التحقيقات، وعن ما إذا كان بها أي شُبهة جنائية، وجارٍ استكمال إجراءات التحقيق.
وبمناسبة تلك الواقعة، وما رصدته النيابة العامة من تداول مقطع تصويرها، وتباين الآراء حول سبب إقدام المتوفاة على الانتحار، وتشكيك البعض في ذلك؛ فإنها تؤكد أن الخوض في تلك الأمور، من شأنه المساس بحرمات الحياة الخاصة التي لا صلة لها بالواقعة الجنائية، ومن ثم فإنه من غير الجائز تناول مادة الحديث عنها بين عموم الناس، مما قد يشكل جريمة يُعاقَب عليها قانونًا.