عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ".. صدقت يا سيدى يا رسول الله، واليتامى هم صنف من ضعفاء المجتمع، بحاجة إلى رعاية، والشريعة تحفظ للناس حقوقهم وأموالهم، ولا يضيع الضعيف فى المجتمع الإسلامى، بل يبقى حقه محفوظاً، ولهذا جاء الترغيب بحفظ هؤلاء الأيتام، والقيام على شئونهم، "أنا وكافل اليتيم"، والكافل هو الذى يقوم على رعايته، سواء كان ذلك بالمال أو كان بتربيته والقيام على شئونه ولو كان هذا اليتيم له مال، بمعنى أنه لو كان وصيًّا على اليتيم، أو له ولاية شرعية على هذا اليتيم، فقام عليه خير قيام ورباه، وأحسن تربيته، ولو من ماله -من مال اليتيم- فأن يكون كافلاً له.
وقد تذكرت حديث نبينا الكريم بعدما طالعت البيان الصادر عن وزارة التضامن الاجتماعى بشأن تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتسهيل إجراءات كفالة الأطفال "كريمى النسب" فى أسر "شبه طبيعية" لتوفر لهم بيئة أسرية توليها الاهتمام والرعاية. فقد دعت وزارة التضامن الاجتماعى الأسر البديلة الكافلة إلى التوجه إلى الإدارة الاجتماعية التابع لها محل إقامتها لاستخراج بطاقة الأسر البديلة التى تكفل أطفالا، وتشمل الإجراءات ملء نموذج استخراج بطاقة الأسر البديلة الجديد المُسجل عليه بياناتها الأساسية تأميناً لهم ولأطفالهم، والذى يتم بموجبه تقديم تسهيلات عديدة للتعامل مع كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية بدلا من التعامل بعقد رعاية طفل بنظام الأسر البديلة الكافلة. وتقوم الأسرة البديلة الكافلة بسداد مبلغ 200 جنيه على رقم الحساب التالى 21812 التابع لبنك ناصر الاجتماعى فرع القاهرة باسم الأسر البديلة الكافلة أو من خلال الدفع الفورى لذات الحساب. وبلغ عدد الأطفال فى الأسر البديلة الكافلة 12,400 طفل وطفلة، بينما بلغ عدد الأطفال المستفيدين من الاستضافة فى مؤسسات الرعاية الاجتماعية 10,800 طفل وطفلة قاطنين فى 516 مؤسسة رعاية. ومن متابعتى لهذا الملف فإن وزارة التضامن الاجتماعى تنفذ عددًا من الإجراءات لإصلاح منظومة الرعاية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية من خلال دعم منظومة الأسر البديلة الكافلة التى يتم تطويرها فى الوقت الحالى، فقد أصدرت السيدة نيفين القباج توجيهات لمديريات التضامن الاجتماعى وكافة دور الأيتام بضرورة دعم منظومة الأسر البديلة التى يتم تطويرها فى الوقت الحالى، وأن يتم تسهيل تسليم الأطفال إلى الأسر التى تقدمت بطلب الكفالة والتى قامت بإنهاء الإجراءات الخاصة بالكفالة باعتبارها أحد البدائل الرئيسية لرعاية وحماية الأطفال. كما أن الوزارة تسعى إلى دمج تلك المنظومة تحت مظلة الشمول المالى لتحقيق المصلحة الفضلى للطفل وللأسرة الكافلة، ولتحقيق أهداف الدولة المرجوة فى إدخال كافة الفئات المستهدفة من قِبل الوزارة على المنظومة المالية وتسهيل الخدمات المختلفة من كافة القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة عن طريق إصدار بطاقات "ميزة" للأسر البديلة الكافلة، وذلك تنفيذًا لنص المادة "90" مكرر من اللائحة التنفيذية لقانون الطفل الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2075 لسنة 2010 والتى أناطت بالوزارة إصدار بطاقة للأسر البديلة الكافلة يتم التعامل بموجبه مع كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية. ثم إن الوزارة انتهت من تطوير بنية معرفية معلوماتية لنظام الرعاية البديلة للأطفال، وذلك انطلاقاً من حقهم فى الأمن والأمان، وفى السكن الآمن، وفى الرعاية المتكاملة لنمائهم وسلامتهم الصحية والنفسية.
هذا إلى جانب توجيه وزيرة التضامن الاجتماعى بضرورة إجراء بحث حالة دقيق للأسر لتقصى أحوالها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، للتحقق من أهلية وجاهزية الأسر التى طلبت كفالة الأطفال، وملاءمة البيئة الأسرية الآمنة والمستقرة لنماء الأطفال المكفولين فى جو أسرى يوفر لهم الرعاية الفضلى صحياً ونفسياً وتربوياً. ولا يفوتنى أن أشير إلى أن اللجنة المعنية بتطوير الرعاية البديلة تقوم بمراجعة ملفات الأسر، وذلك لضمان الشفافية والحيادية فى اتخاذ قرار الكفالة، بالإضافة إلى معاونة أعضاء اللجنة فى تقديم كافة أشكال الدعم للأسر البديلة. إننا أمام تحرك محمود من الدولة المصرية لتنفيذ حديث النبى صلوات الله عليه وتسليمه وتشجيع "الكفالة" فى المجتمع.. وهذا التحرك يستحق منا كل إشادة ودعم ومساندة.