◄وزيرة الثقافة تتحدى العقبات وتكتب تاريخًا جديدًا للثقافة المصرية
◄أطلقت "مسرح التجوال والمواجهة" فى الريف والمناطق الحدودية لمواجهة العنف والأفكار المتطرفة
◄أضاءت ليالى مهرجان الموسيقى العربية بنجوم الغناء تحت شعار "30 سنة طرب"
◄تولى اهتمامًا خاصًا بصناعة السينما.. وتعمل من أجل عودة ريادة مصر فى "الفن السابع"
◄تستعد لافتتاح "متحف الجزيرة للفنون".. المتحف الأضخم فى العالم العربى بعد غلقه 32 عامًا
منذ توليها منصب وزيرة الثقافة لم تهدأ الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم "عازفة الفلوت" الشهيرة, حيث اتجهت وبمحض إرادتها نحو العمل فى كافة الاتجاهات وفى مختلف المجالات وهى تضع أمامها هدفاً أساسياً تسعى من أجل تحقيقه وهو الهدف الذى يتمثل فى إعادة الاعتبار للمجالات الإبداعية التى كانت إلى وقت قريب تمثل أحد أهم وأبرز الدعائم الأساسية التى ترتكز عليها ريادة مصر فى المنطقة بالكامل، ولأنها منذ البداية اعتمدت على التحرك وفق خطط مدروسة ومحددة فقد أثبتت للجميع أنها تمتلك بالفعل أدواتها التى تؤهلها لأن تصنع الكثير والكثير من أجل تحقيق طفرة هائلة بما ينعكس على تغيير وجه الحياة الثقافية فى مصر بالكامل فضلاً عن ذلك فهى تمتلك رؤى وأفكارا فى منتهى الأهمية تستهدف فى المقام الأول النهوض بالحياة الثقافية على الرغم من وجود الكثير والكثير من الصعوبات والعراقيل التى تراكمت خلال السنوات الماضية قبل توليها مسئولية الوزارة.
ولكن الوزيرة "المقاتلة" - كما أحب أن أصفها دائماً بهذا اللقب - لم ترضخ لمعطيات الأمر الواقع ولم تستسلم للظروف القهرية بل إن هذه الظروف الصعبة والقاسية التى عملت فى ظلها جعلتها أكثر إصراراً على المضى قدماً نحو تحقيق الهدف المنشود وهو صناعة إبداع مصرى راقٍ فى مختلف المجالات الإبداعية، إبداع قادر على الصمود والتحدى وضخ دماء جديدة فى كافة أنواع الفنون المختلفة مثل الموسيقى والغناء والسينما والمسرح والباليه والفنون الرفيعة وغيرها من الفنون التى كانت ولا تزال تسهم بشكل لافت للنظر فى خلق مناخ صحى يستوعب هذا التطور الكبير الذى يشهده المجتمع فى جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة.
من يتابع تلك الإنجازات المهمة التى حققتها الدكتورة إيناس عبد الدايم منذ توليها مسئولية وزارة الثقافة يتأكد وبما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تكف عن العمل بشكل متواصل فى أكثر من اتجاه ولعل الدورة الأخيرة من مهرجان الموسيقى العربية شاهد على إنجازاتها، وأيضا مشاركتها الفعالة فى الشارع المصرى والعربى, حيث دشنت أول منفذ لمشروع "كشك كتابك" كنموذج للمشاركة بالمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" والذى يهدف إلى توطين الثقافة فى القرى التى يستهدفها مشروع "حياة كريمة" وتوفير محتوى ثقافى يخاطب مختلف شرائح المجتمع لنشر الأفكار البناءة وتصويب المفاهيم.
وفى هذا الصدد تم تدشين أول نموذج من كشك كتابك بساحة دار الأوبرا والذى يتم تنفيذ 333 وحدة منه ضمن مشاركات وزارة الثقافة فى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرى ونجوع مصر وذلك بالتعاون مع مجلس الوزراء ومؤسسة حياة كريمة والهيئة المصرية العامة للكتاب، وحسب تصريحات الدكتورة إيناس عبد الدايم فإن هذا المشروع الثقافى يستهدف توطين الثقافة فى القرى التى يتم تأهيلها إيماناً بنشر التنوير وتعزيز قيم الثقافة المصرية الأصلية حيث يسهم فى بناء الشخصية القادرة على الحفاظ على ما تم تطويره وبناؤه من قرى مبادرة حياة كريمة كما أنه يهدف لتوفير محتوى ثقافى يخاطب مختلف شرائح المجتمع لنشر الأفكار البناءة ومحاربة التطرف وتصويب المفاهيم خاصة لدى الشباب والمساعدة فى تكوين وعى الأجيال الجديدة ، مؤكدة أنه يمثل أحد مسارات تحقيق العدالة الثقافية فى مختلف ربوع مصر ، وأضافت أن كشك كتابك يضم مبادرة "ثقافتك كتابك" التى تتيح المطبوعات بأسعار تبدأ من جنيه حتى 20 جنيها وذلك لنشر المعرفة وغرس قيم التعلم وتشجيع مختلف شرائح المجتمع على القراءة والاطلاع، لبناء عقول ،متابعة إنه يساهم فى خلق فرص عمل من خلال إدارة وتشغيل أبناء القرى لهذه المنافذ.
وتتميز المنافذ بشكل جمالى يتسق مع مفردات التطوير التى تشهدها قرى حياة كريمة، كما يسهم أيضاً فى توطين الثقافة بأفرعها المختلفة بوصفها صناعة قادرة على توفير فرصة عمل لأبناء هذه القرى ويفتح آفاق الاستثمار فى الثقافة والصناعات الثقافية ومن بينها نشر الكتب وتوزيعها.. وقادرة على منافسة غيرها من الصناعات.
وفى نفس السياق افتتحت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم فعاليات الدورة 14 من "مهرجان الحرف التقليدية والتراثية" تحت عنوان "تنمية الإنسان المصرى" وهو المهرجان الذى ينظمه قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور بالتعاون مع عدد من الهيئات ومؤسسات المجتمع المدنى وذلك بمركز سينما الحضارة، حيث يمثل علامة مضيئة فى مضمار مساعى الدولة لصون الهوية، كما تستعد الوزيرة أيضاً لافتتاح متحف الجزيرة للفنون والذى يعتبر افتتاحه الأضخم فى العالم العربى حيث يضم هذا المتحف مجموعة كبيرة ونادرة من التحف واللوحات الفنية والتماثيل التى يبلغ عددها 4 آلاف قطعة فنية ويعود الكثير من مقتنيات متحف الجزيرة إلى قصور أفراد الأسرة المالكة المصادرة بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 و تقدر قيمة مقتنيات المتحف بـ 170 مليار دولار ويضم المتحف أكثر من 1300 لوحة فنية لكبار فنانى العالم يرجع بعضها للقرن الخامس عشر الميلادى.
ولم تتوقف المشروعات والمبادرات القومية التى تحرص الدكتورة إيناس عبد الدايم على المشاركة فيها ولعل فى مقدمتها تأتى فكرة "مسرح التجوال والمواجهة" الذى أطلقته الوزارة فى محاولة جادة وحقيقية على أرض الواقع للتصدى للإرهاب والأفكار المتطرفة وخاصة فى القرى والنجوع والمناطق الحدودية والنائية ، فكلنا نعلم أن ذهاب الفنون إلى هذه المناطق يسهم بشكل كبير فى انتصار الدولة فى تلك الحرب التى تخوضها بشراسة ضد قوى الظلام التى تستثمر غياب الإبداع الحقيقى لتضخ بدلاً منه سموم العنف والتطرف ، لذا فإننى أرى أن تلك الخطوة التى نفذتها وزارة الثقافة تعد من أهم الأسلحة التى تستخدمها الدولة فى حربها التى تخوضها ضد قوى الشر فى جميع ربوع مصر ، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يظهر لنا وبشكل لافت للنظر مدى ما تتمتع به الدكتورة إيناس عبد الدايم "سيدة الفلوت" من قدرة على الخلق والابتكار والصمود فى مواجهة التحديات مهما كان حجمها ومهما كانت ضراوتها.
وبمناسبة الحديث عن الإبداع والخلق والابتكار فإنه ما يجب بأى حال من الأحوال أن نغفل حرصها الشديد على إعادة الاعتبار للريادة المصرية فى شتى مجالات الإبداع وفى مقدمتها صناعة السينما الرائدة والتى كانت فى الثلاثينيات تمثل ثانى مصدر للدخل القومى المصرى بعد تجارة القطن.. فها هى تدعم وبشكل قوى جميع المهرجانات التى تقام على أرض مصر فى كافة المحافطات وذلك إيماناً منها بأن هذه المهرجانات تعكس وبشكل كبير حجم مصر الحقيقى فى دعم صناعة السينما.
خلاصة القول: نحن أمام نموذج للوزيرة النشطة التى تحقق المعادلة الصعبة وهى التأقلم مع الظروف والإمكانات لتقديم إبداع حقيقى راقٍ وقوى يتناسب مع هذه النقلة النوعية التى يشهدها المجتمع المصرى فى مختلف المجالات ونحن على مشارف الجمهورية الجديدة التى ستغير وجه الحياة بالكامل على أرض مصر إن شاء الله.