◄المعرض تحول إلى تظاهرة ثقافية عالمية تعكس الريادة الحضارية لمصر
◄"سيدة الإبداع" إيناس عبد الدايم تولى المعرض اهتمامًا كبيرًا وتتابع بنفسها كل كبيرة وصغيرة
◄الإقبال الكبير على أنشطة المعرض وسط الإجراءات الاحترازية المشددة يعكس رغبة المجتمع فى المعرفة
◄نجاح دورة العام الحالى أكد أن وزيرة الثقافة تمتلك القدرة على تغيير وجه الحياة الثقافية فى مصر بالكامل
تابعت عن كثب افتتاح الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، التى صاحبتها كل تلك الأفكار الجديدة والمستحدثة، ليصبح المعرض بالفعل تظاهرة ثقافية عالمية تعكس الريادة الحضارية لمصر، ويحقق كل هذا النجاح بفعالياته المتعددة والمتنوعة والتى نجحت -بما لا يدع مجالا للشك- فى استقطاب الجمهور بشكل كبير للغاية، وبالطبع فإن هذا النجاح منقطع النظير الذى يشهده المعرض فى دورة العام الحالى، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة منطقية لكل هذا الدعم الذى قدمته الوزيرة النشطة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، فمنذ افتتاح المعرض تحولت سيدة الإبداع إيناس عبد الدايم إلى شعلة نشاط حيث التواجد فى المعرض بشكل لافت للنظر لمتابعة كل كبيرة وصغيرة ما انعكس بشكل إيجابى على المعرض.
واللافت للنظر أن الدورة الحالية، التى تحل اليونان ضيف شرف بها، عبر برنامج ثقافى زاخر يشمل مناقشة عدد من الإصدارات والأعمال المترجمة عن الحضارتين اليونانية والمصرية القديمة - تشهد تواجدا كثيفا من الجمهور وسط إجراءات احترازية مشددة، لتعكس مدى شغف المجتمع بالمعرفة ورغبته فى الاطلاع على كل الأنشطة الثقافية، وهو ما أكده عدد الزيارات التى تزيد كل يوم عن الآخر بالآلاف، ما يعبر عن الرغبة الجادة فى تلقى المعرفة، كما أن المنصة الإلكترونية الخاصة بالمعرض تلقى تفاعلا ضخما، ومنذ تدشينها فى الدورة السابقة تحقق نجاحا كبيرا باعتبارها إحدى خطوات التحول الرقمى للتظاهرة الدولية، حيث يعد المعرض إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم ويشارك فيه 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة، وتقام الدورة الحالية على مساحة 80 ألف متر مربع، تضم (5) قاعات للعرض، ويبلغ عدد الأجنحة 879 جناحا، ويصل عدد الناشرين، والجهات الرسمية المصرية والأجنبية 1067 دار نشر وتوكيلًا، ويبلغ عدد الناشرين المصريين (نشر عام) 292 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أجنبى) 43 ناشرا، وعدد الناشرين المصريين (كتاب الأطفال، ووسائل تعليمية، وكتاب تعليمى مدرسى) 89 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب إسلامى وتراث) 97 دار نشر، عدد مكتبات سور الأزبكية 49 مكتبـة، وعـدد الناشرين المصريين (كتـاب أكاديمى) 49 ناشرا، وعـدد الناشرين العرب 298 ناشرا عربيا، وعدد الناشرين (كتاب صوتى) 1، وعدد المشاركين من ذوى القدرات الخاصـة 2، وعدد المؤسسات الصحفية 7 مؤسسات، وعدد التوكيلات 95 توكيلا مصريا، و45 توكيلًا عربيا، ولعل أهم ما يميز هذه الدورة هو العمل على أن يكون هذا النشاط بفعالياته المختلفة مرآة كاشفة لشعار المعرض وهو: "هـُوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، بحيث يأتى النشاط جامعًا لجوانب الهوية المصرية كافة، ليس فقط فى حضور هذه الهوية وترسيخها فكريا وفنيا وأدبيا، وإنما على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية كافة وكذلك الرياضية والشعبية.
وعلى مدار الأيام الأولى للمعرض شهدت فعاليات جميع البرامج حشودا جماهيرية من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية تجاوبت مع المبدعين الذين قدموا العديد من الفقرات سواء الأدبية أو الشعرية أو الفنية حيث تضمن النشاط مجموعة من العروض الموسيقية لآلات متنوعة منها الكمان، الربابة، العود، كما شهد جناح الطفل إقبالا متعاظماً حيث جذبت التكنولوجيا الحديثة الرواد ونجحت فى إبهارهم بعد أن أتاحت لهم مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف "شخصية معرض الطفل بالدورة الحالية" مجسمة افتراضيًا باستخدام النظارات ثلاثية الأبعاد، وارتسمت البهجة على وجوههم وهم يمارسون العديد من الأنشطة تنوعت بين الرسم والتلوين والكروشيه إلى جانب حضور عروض الأراجوز وورش الحكى التفاعلية والغناء.
وإحقاقا للحق فإن الدكتورة النشطة إيناس عبد الدايم حرصت كل الحرص على تنوع الأنشطة الثقافية والفنية فى دورة المعرض هذا العام بل كان لافتاً للنظر تلك الأفكار التى كانت بالفعل خارج الصندوق ومنها إطلاق مشروع الكتاب الرقمى فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذى يبدأ بـ "موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتى "ما" و "رؤية"، ولأول مرة فى تاريخ المعرض تم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجى والذكاء الاصطناعى، حيث ظهرت شخصية الأديب يحيى حقى "شخصية الدورة الحالية" بتقنية الهولوجرام فى عرض تفاعلى مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما أتيح للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف " مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D، كما شهدت الدورة الحالية استحداث جائزة لأفضل ناشر عربى وزيادة قيمة جوائز المعرض فى كل مجال ثقافى بالتعاون مع البنك الأهلى، المؤسسة المالية المصرية الرائدة فى دعم ورعاية المواهب المصرية فى المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر، كما شملت الفعاليات برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقى بالمنتج الثقافى العربى، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة فى البريد المصرى لأى مكان داخل مصر، وأيضا استمرار مبادرة "ثقافتك كتابك" للعام الثانى استثمارًا لنجاح المبادرة التى تم إطلاقها الدورة الماضية، حيث وجهت وزيرة الثقافة باستمرار المبادرة فى الدورة 53 والتى تضم مئات العناوين من دور النشر وقطاعات الوزارة، على ألا يتجاوز سعر الكتاب فيها (20) عشرين جنيهًا، وذلك لحث المواطنين ورواد المعرض على اقتناء الكتب وتشجيعًا للقراءة والمعرفة التى هى أساس بناء الإنسان وتوسيع مداركه، وللحق فإنه يحسب للوزيرة إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى موعده الأصلى خلال شهر يناير من كل عام، بعد عامين من جائحة كورونا، حيث تقام الدورة الحالية فى ظروف استثنائية يشهدها العالم بأسره تتمثل فى أزمة انتشار فيروس كورونا، التى فرضت علينا جميعا ضرورة التعامل معها، والتغلب على تداعياتها السلبية، وهو ما قامت به الدولة فى مختلف القطاعات، ومن بينها الثقافة التى نجحت بشكل ملحوظ فى رقمنة العديد من أنشطتها، كما استطاعت نقل مختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية افتراضياً للجمهور المتلقى، ولاسيما النشء والشباب.
وكان المشهد الأهم منذ بدء فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب هو التزام الجمهور من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية بإجراءات الدخول التى تم اعتمادها وتطبيق الوسائل الاحترازية المتبعة للوقاية من فيروس كورونا بدقة فى صورة حضارية تؤكد ارتفاع الوعى العام، وللحق فإن الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة أثبتت أنها تمتلك بالفعل أدواتها التى تؤهلها لصنع الكثير والكثير من أجل تحقيق طفرة هائلة وتغيير وجه الحياة الثقافية فى مصر بالكامل فضلاً عن ذلك فهى تمتلك أيضاً رؤى وأفكارا فى منتهى الأهمية تستهدف النهوض بالحياة الثقافية وهو ما يظهر دائما فى كل نشاطات الوزارة وآخرها ما نراه ورأيناه فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 53.