الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

من جديد طلت علينا أمًا مصرية مثالية نموذجية، مع المميز والمتألق أحمد رأفت، مذيع الشارع والذي يختار ضيوفه بدقة عالية حتى يبث الفرحة على وجوههم، والذي أعود وأقولها كما قلتها من قبل أنني من كل قلبي أتمني من الله أن يرزقني قبل موتي تقديم أو المشاركة مع فريق عمل برنامج رائع هادف ناجح كمذيع الشارع أو قلب إطمئن أو أي برنامج يحمل نفس هذه الفكرة، أيًا من هذه البرامج التي تبنغي وجه الله ومكاسب الآخرة قبل الدنيا، طلت علينا أمًا مثالية بمعني الكلمة أسمها “نعيمة مسداري”، سرقت بإبتسامتها وكلامها وتعففها وقناعتها قلوب الملايين ممن تابعوها على مدارالأيام القليلة الماضية، وجدتني أبكي خلال مشاهدة الحلقة ذكرتني بتلك القيم الغائبة وجدت فيها أمي وجدتي وكل ست مصرية أصيلة بن بيوت الأصول الذين ربوا أبنائهم وبناتهم علي العفاف والتعفف والقناعة وعزة النفس والتواضع اللا منتهي والأدب الجم، وجدت تلك الأم الجميلة الصابرة وهي ترفض جائزة الزميل أحمد رأفت، قائلة مقولة "أنا أدي ما أخدش"، أسأل الله أن يجعلنا جميعًا من هؤلاء الذين يمنحون ويتصدقون ولا يُمنحون أو يُتصدق عليهم، كلمة جمعت كل المعاني الإنسانية الجميلة، ترفض 3 آلف جنيه، لأن معاشها كبير أتعلمون كم معاشها؟ إنه 3 آلف جنيه ترفضهم لأنها مستورة قنوعة راضية وقبل كل هذا متعففة ليتحقق قول الله فيها "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا".

الأم نعيمة بثت الفرحة والسعادة بل والدموع على وجوه كل من شاهدها، غير مصدقين ما يسمعونه في حديث سيدة بسيطة يندُر وجودها في زمان المصلحة والبحث عن المكسب السريع علي حساب كل وأي شيء، سيدة بسيطة أرسلت لنا جميعًا رسائل ومواعظ، أنطقها الله بها، لتكون لنا جميعًا دروسًا لا ننساها وكلمات من ذهب نضعها في إعتبارنا، فكل كلمة خرجت منها كانت حكمة يجب أن تُدرس وتعرض في جميع وسائل الإعلام، السيدة العجوز صاحبة الـ ٨٧ عامًا، قدمت دروسًا عملية ببساطتها وعفتها وعفافها تجمع جميع التعاليم الدينية التي نادت بها الأديان والقوانين الإنسانية والإجتماعية التي وضعتها الطبيعة الإنسانية، وماهي إلا نموذج لسيدات الزمن الجميل الذي ما نزال نبحث عنهم في كل الوجه فلا نجدهم إلا قليل بل وقليل جدًا إن لم يكن نادرًا، عزيزتي الأم الفاضلة صاحبة الابتسامة الرقيقة “نعيمة مسداري”، تقبلي خالص تحياتي وحبي وإحترامي ودعواتي لك بطول العمر والصحة والرزق الوفير، وأطالب مؤسسات الدولة بضرورة تكريم الأم نعيمة، كسيدة من كبار سيدات العطاء وترشيحها ضمن الأمهات للحصول على لقب الأم المصرية المثالية لهذا العام لما قامت به بتربية وإعالة أحد أبنائها الذي فقد أحدهم نعمة السمع والكلام، وكشكر بسيط علي ما قدمته من دروس، ويصعب على أيًا منا مهما إجتهد كتب وتحدث أن يوفيها ما تستحقه فكلماتها كانت تلقائية غير منظمة خرجت من القلب الدافئ المشع بالحنان المحب للعطاء لتدخل كل القلوب دون أي إذن أو إستئذان.

وما بين النموذج الإيجابي والسلبي يظهر الفارق في الأخلاق والتربية والأصل والقناعة والرضا،فمنوذج تلك الأم الراقية التي نطالب بتكريمها يقابله نماذج نطالب وفورًا بتطهير المجتمع منهم، فقد شهد السوق المصري خلال الإسبوع الأخير ارتفاعات غير مبررة في العديد من السلع الغذائية، دون أي سبب حقيقي أو واضح، إلا أن البعض قرر استغلال الحرب الروسية الأوكرانية في تحقيق مكاسب كبيرة، جراء تعطيش الأسواق، والاحتكار وتخزين البضائع، في ظل تحفيز دائم على الطلب، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وسعى التجار لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، من خلال تقليل حجم المعروض، والحرب الروسية الأوكرانية بدأت قبل أسبوعين تقريبًا، وما يحدث في الأسواق كرد فعل لهذه الحرب لا يمكن تفسيره إلا أنه ممارسات إحتكارية ومحاولة تعطيش الأسواق، ورفع أسعار السلع والخدمات دون مبرر، لذلك يجب علي الأجهزة الرقابية ان تضرب بكل قوة وتواجه عمليات الاحتكار المنظمة التي يمارسها تجار الجملة، لينال هؤلاء عقوبات رادعة، فمن يعبث في الأسواق يستحق عقوبات رادعة، واتعجب من هؤلاء النماذج القميئة التي لم تردعهم ويلات الحروب والصراعات الإقليمية والدولية، وإحتمالية دمار هذا العالم ولم تدعهم للاتعاظ والعبرة والتعلم الجيد، واستخلاص الدروس المستفادة لحماية الوطن والمحافظة عليه، ودعم استقرار ومؤسساته، والسير خلف قيادته في طريق التنمية والعمران، دون أن ننجرف إلى ممارسات احتكارية، تؤثر بصورة مباشرة على الاقتصاد، وتضر بالأسواق، ويتحكمون في أقوات المواطنين ومحدودي الدخل راغبين في مضاعفة مكاسبهم حتي حساب الفقراء، وشتان الفرق بين هذه النماذج التي نطالب بترها من المجتمع، ونموذج السيدة الفاضلة التي ترمز لمصرنا العريقة، فالسيدة نفخر بها ونرفعها علي الأعناق ونطالب بتكريمها أم هؤلاء التجار فأسأل الله أن يخزيهم في الدنيا والآخرة، وأدعوهم لمراجعة أنفسهم ومشاهدة تلك السيدة ليتعلمون كيف تكون القناعة والرضا، ليتهم يتعلمون معني "أنا أدي ما أخدش".

عزيزي القارئ الدور الأكبر في قضية الأسعار يعتمد عليك أنت، فالوعى هو الملاذ الأول لمواجهة الاحتكار والجشع الغير مبرر، يجب أن نمتنع فورًا عن شراء السلع التي إرتفع سعرها دون أي مبرر ونبحث عن البديل الأوفر والأرخص والسلع التي تندر وتتناقص علينا التخلي عنها نهائيًا والإحجام عن شرائها، وهناك زملاء أفاضل من الصحفيين سبقونا وتبنوا هذه المبادرات كالزملاء والإخوة الأفاضل "شريف عبد الغني وإسلام الخياط" -كل الدعم لهم-، ولو نجحنا فسيضطر المحتكر لطرح كل ما لديه والبيع ربما بسعر التكلفة، مع الإبلاغ عن أي ممارسات احتكارية بالإبلاغ عنها لدي الجهات المعنية بهذا نستطيع أن نقضى على تلك الظاهرة ونتجاوز أسبابها وتأثيراتها السلبية على المجتمع وستنخفض الأسعار في أسرع وقت ممكن، ويزيد حجم المعروض بصورة رادعة لمثل هذه الممارسات الإحتكارية ونضمن انتظام حركة الأسواق، وكلنا نعلم أن لدينا‏ ‏قدرات‏ ‏كامنة‏ ‏يمكن‏ ‏من‏ ‏خلالها‏ ‏إحداث‏ ‏التغيير‏ ‏في‏ ‏أنفسنا‏ ‏وفي من‏ ‏حولنا‏ وإقناعهم بضرورة محاربة هذه السياسات التي نرفضها جميعًا والتغيير‏ يحتاج ‏إلي‏ ‏محاولات‏ ‏مستمرة‏ لا تتوقف‏ ‏لابد‏ ‏من‏ ‏الاستمرار‏ في محاربة هذه الظاهرة السلبية حتي  ال‏نجاح‏، ‏إبدأ بنفسك وقاطع ما يؤذيك وما يؤذي إقتصاد بلدك ومن جعلك مطمع دائم لتحقيق ثروات عل حسابك مهما كانت النتائج علي حساب ‏الفرد‏ ‏والوطن‏ ‏والعالم‏، علي كل‏ ‏شخص‏ ‏منا أن ‏يتخذ‏ ‏قراره‏ ‏التغيير‏ ‏علي أن ‏يكون‏ ‏نابعا‏ ‏من‏ ‏ذاته، حتي نستطيع أن‏ن ‏تحول‏ ‏من‏ ‏واقع‏ ‏نعيشه‏ ‏إلي‏ ‏حالة‏ ‏نرغب‏ ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏فيها‏ ‏أو‏ ‏نتمناها‏، ‏وهنا يبقي الصراع بين "أنا أدي ما أخدش" و"جشع المحتكرين".

تم نسخ الرابط