الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

◄منع رحلات "الحج على نفقة الأوقاف" وإعطاء الأولوية لمن لم يسبق لهم الزيارة

◄وزير الأوقاف يؤكد أن القواعد الجديدة التى وضعتها الدولة تتفق مع "فقه الأولويات"

◄رئيس الوزراء فى رسالة للمواطنين: نحرص على تحقيق الضوابط اللازمة لضمان الحفاظ على صحة وسلامة الحجاج

◄ العلماء يؤكدون أن من يتصدق بأموال الحج كمن أدى الفريضة وجزاءه أكبر عند الله

 

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى نهاية الأسبوع الماضى اجتماعًا مهمًا حضره د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وشارك فيه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والمستشار عمر مروان، وزير العدل. الاجتماع وكما صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية تناول "استعراض جهود وزارة الأوقاف فى تعظيم متحصلات هيئة الأوقاف فضلاً عن تدريب وتأهيل الأئمة". وقد عرض مختار جمعة، متحصلات هيئة الأوقاف خلال الفترة المنقضية من العام المالى الحالى، حيث حققت الهيئة صافى إيرادات وأرباحا بإجمالى حوالى مليار و429 مليون جنيه.

وقد وجه السيد الرئيس بمواصلة هيئة الأوقاف جهودها فى تعظيم عوائد الوقف وحسن استثماره، فضلًا عن سرعة إنهاء الإجراءات التنفيذية لصندوق الوقف الخيرى وتعظيم عوائده. وفيما يخص الأحكام القضائية الصادرة لصالح هيئة الأوقاف وجه السيد الرئيس باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لسرعة تنفيذها من أجل صون ممتلكات الهيئة. وبالنسبة لجهود إعداد جيل من الأئمة المفكرين، وجه السيد الرئيس بالإسراع فى بلورة البرامج التدريبية المتقدمة وانتقاء الأئمة الأكثر نبوغًا لإعدادهم على أعلى مستوى علمى وفكرى ومهنى وذلك لتكوين جيل من المفكرين الدينيين وصانعى الرأى الدينى الوسطى الرشيد والمستنير مع إعداد برامج فى اللغات الأجنبية لصقل الأئمة الوافدين للخارج. وأضاف المتحدث الرسمى أن وزير الأوقاف عرض تجربة الوزارة فيما يخص صكوك الأضاحى وصكوك الإطعام، حيث وجه السيد الرئيس بدعم هذه المشروعات لتعظيم عوائدها الاجتماعية فى خدمة المجتمع، وتحقيق مقاصدها.

بعد هذا الاجتماع المهم والذى دارت فيه مناقشات حول تنظيم عملية الحج، خرج وزير الأوقاف بتصريح مهم وطبقًا لما نشرته صفحة الوزارة ففى إطار تطبيقها لمبدأ فقه الأولويات قرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه لا حج على نفقة الأوقاف. وأكد وزير الأوقاف على أمرين مهمين فى هذا الإطار: الأول: أن من رحمة الله عز وجل بعباده أن جعل الحج مبنيًّا على الاستطاعة البدنية والمالية، فمن لم يستطع الحج من حُرِّ ماله فوق قوته وقوت من يعول فلا حرج عليه على الإطلاق لأن الله عز وجل يقول: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا".

الأمر الآخر: أن سد احتياجات المحتاجين أولى ألف مرة وأعظم أجرًا وأعلى ثوابًا من تكرار الحج والعمرة، فالأول واجب عينى أو كفائى والآخر نافلة ولا شك أن الواجب عينيًّا كان أو كفائيًّا مقدم شرعًا وفقهًا وإنسانية على سائر النوافل وقربات التطوع. ويضيف وزير الأوقاف فى تصريحه: وإذا كان الإنسان يبحث عن مغفرة ما تقدم من ذنبه فإن الأمر شديد الاتساع فمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، فباب المغفرة جد فسيح، وقد دخل رجل الجنة فى أنه وجد كلبًا يلهث من شدة العطش فسقاه فغفر الله له فدخل الجنة ودخل آخر الجنة فى غصن شجرة كان يؤذى الناس فى طريقهم فجنبه عن الطريق فدخل بذلك الجنة.

 

ولأن حكومتنا تسعى إلى تحويل الأفكار والتصريحات إلى إجراءات على الأرض، فقد عقد اجتماع فى غاية الأهمية مطلع هذا الأسبوع، فقد عقدت اللجنة الوزارية العليا للحج اجتماعها برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وحضور الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، القائم بأعمال وزير الصحة، والطيار محمد منار، وزير الطيران المدنى، والسيدة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، والمستشار علاء فؤاد، وزير شئون المجالس النيابية، واللواء علاء الأحمدى، مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية، والسفير صلاح عبدالصادق، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين فى الخارج، والدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، والسيد أيمن عبدالموجود، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى لشئون مؤسسات المجتمع المدنى، ومسئولى الجهات المعنية.

وأكد رئيس الوزراء أن هذا الاجتماع يأتى فى إطار بحث الاستعدادات الخاصة بموسم الحج هذا العام والحرص على تحقيق الضوابط اللازمة لضمان الحفاظ على صحة وسلامة الحجاج وأدائهم المناسك بسهولة ويسر. وكلف رئيس الوزراء بسرعة الانتهاء من الضوابط الخاصة بأداء فريضة الحج هذا العام وإعلانها، حتى يتسنى بدء الإجراءات للراغبين فى أداء الفريضة.

من جانبه أشار الدكتور محمد مختار جمعة، إلى أنه تم عقد اجتماع تنسيقى مع مسئولى الوزارات والجهات المعنية، وتم التوافق على عدم السماح بالحج على نفقة الدولة أو أى من الجهات التابعة لها هذا العام، وبالتالى فلا حج على نفقة وزارة الأوقاف هذا العام، فى إطار تطبيق مبدأ فقه الأولويات، بالنظر إلى كون أن سد احتياجات المحتاجين أولى ألف مرة ومرة وأعظم أجرًا وأعلى ثوابًا من تكرار الحج والعمرة.

وعرض وزير الأوقاف التوصيات الصادرة عن الاجتماع التشاورى الذى تم عقده مع ممثلى الوزارات المعنية لوضع ترتيبات الحج هذا العام، موضحًا أنه تم الاتفاق على الأعداد التى سيتم السماح لها بأداء الفريضة هذا العام باعتبار أن تداعيات جائحة كورونا لازالت قائمة، خاصة فى ضوء ما أعلنته المملكة العربية السعودية من ضرورة تلقى جرعات اللقاح الأساسية وتقديم مسحة سلبية، والالتزام بالإجراءات الصحية. وأشار وزير الأوقاف إلى أن الاجتماع شهد الاتفاق على توزيع أى عدد سيتم السماح به على الجهات المنظمة مع اقتصار الحج هذا العام على حج الفريضة لمن لم يسبق له الحج أصلًا وأن تقوم وزارة الصحة بوضع ضوابط صحية بمن هم أكثر عرضة لمخاطر العدوى لتجنب سفرهم هذا العام. هناك من سيخرج علينا ويقول إن ما تقوم به الحكومة يخالف الشرع وهو ما جعلنى أبحث فى الأمر، وقد وجدت أن العلماء المسلمين يؤكدون أن تكرار فريضة الحج يعتبر من النوافل وأشاروا  إلى أن المسلم مطالب بأدائها لمرة واحدة ويمكن أن يوجه الأموال بعد ذلك إلى الأمور الإنسانية والخيرية ومن جهة أخرى، وبسبب عوامل عديدة أصبح العالم الإسلامى واقعًا بين مطرقة الظروف الاقتصادية الطاحنة وسندان المشكلات الاجتماعية مثل تأخر سن الزواج للشباب وارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات واحتياجات الفقراء. ويذهب عدد من العلماء إلى أن هناك أمورا مقدمة على أداء الحج، منها التصدق بأموال الحج فهو أفضل من تكرار هذه الفريضة، ولاسيما فى ظل وجود كثيرين فى أشد الحاجة لهذه الأموال التى بلا شك ستعود عليهم بفوائد جمة وتحل لهم مشكلات كثيرة وذلك على العكس من تكرار الحج الذى لن يعود بالفائدة إلا على صاحبه فقط.

تم نسخ الرابط