المستشار السابق لرئاسة الجمهورية يكشف: لماذا لا يجوز تكفير الأخرين؟
قال الدكتور مجدي عاشور ، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الكفر هو إنكار ما علم ضرورة أنه من دين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كإنكار وجود الصانع ، ونبوته -عليه الصلاة والسلام- وحرمة الزنا ونحو ذلك.
تكفير الذنوب في دقيقتين.. 3 أمور احرص عليها في ذهابك لصلاة الفجر مستشار شيخ الأزهر: علينا أن نتحد جميعا ضد وباء التكفير والتشدد والتطرف
وذكر مجدي عاشور، أن الحكم بالكفر والمجازفة في تكفير الناس شأنه خطير ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه : " أَيُّما رَجُلٍ قالَ لأخِيهِ : يا كافِرُ ، فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما " .
وأوضح، أنه قد اتفق الفقهاء على أن إنزال حكم الكفر على أحدٍ خاصٌّ بالقضاء لما يحتاجه من تحقيق وتأنٍّ . ويتأكد ذلك في هذا الزمان الذي ظهر فيه المتشددون الذين يرمون غيرهم بالكفر لأدنى شبهةٍ .
ومِن المقرر أنه لا يجوز التسرع في تكفير المسلم متى أمكن حمل كلامه على محمل حسن ، وما يشك في أنه كفر لا يحكم به ، فإن المسلم لا يخرجه عن الإيمان إلا جحود ما أدخله فيه ؛ إذ الإسلام الثابت لا يزول بالشك ، وذلك عملًا بالقاعدة الفقهية:" اليقين لا يزول بالشك".
وأكد أن تكفير آحاد الناس بقولٍ أو فعلٍ لا يجوز شرعًا بل ذلك خطرٌ عظيم ، فإذا كان في المسألة وجوه تُوجِب التكفير ووجه واحد يمنع التكفير فعلى المختص بالحُكم أن يميل إلى الوجه الذي يمنع التكفير تحسينا للظن بالمسلم ، فضلا عن أن الحكم على أحدٍ بالكفر هو اختصاص القضاء وحده.
التيارات المتطرفة والتكفير
قال الدكتور أسامة الأزهري، إن التيارات المتطرفة انطلقت من نظرة التكفير لكل من على وجه الأرض، نتيجة فكرة الحاكمية، وإدخال الفروع في الأصول، والتكفير هو المنطلق الرئيسي الذي ولَّد كل مفاهيم ومنطلقات تيارات التطرف، والمحرك الأكبر لحمل السلاح
وأوضح الأزهري: إن مفهوم الفرقة الناجية عند التيارات التكفيرية، فكرته شديدة الالتباس، وظهرت بقوة على أيديهم، وكانت توليدا تلقائيا نتيجة تسلسل القناعات السابقة لهم.
أضاف أن تلك التيارات قامت بالتبرير الفكري من أي نص شرعي صريح أو مؤول، حتى وجدوا أحاديثا، اعتدوا عليها، واندفعوا إلى العدوان على كلمة شريفة من كلام النبوة، ذات محمل جليل، وأنزلوها على المعنى النفسي الظلماني الذي هو استئثار وأنانية.
ونوه الدكتور أسامة الأزهري، بأن مدخل التيارات الإرهابية والتكفيرية هو إطار مركزي يبدأ بفكرة تكفير المجتمع من مداخل وزوايا وأسس مختلفة، يعقبها إغراقهم تماما في نظرية التكفير، وتزداد عندهم سوادا وعمقا في نفوسهم حتى ينقطع الدين.
وأضاف الأزهري خلال برنامجه الحق المبين على فضائية «DMC»، أنه وبعدما تستوي فكرة التكفير وتتعمق في النفوس وتتشربها العقول يبدأ يطرأ سؤال بديهي في منظومته الفكرية ويقول إذا كان الكفر قد انتشر لهذه الدرجة وملأ الوجود والأرض فما أصدق وأدق توصيف لحالة البشرية.
وأكمل: “بدأت تولد من رحم التكفير فكرة الجاهلية، وتجعل الإنسان مستريح لتوصيفة الآخرين بالتكفير، ومن ثم تولد فكرة الفرقة الناجية”.