محمود الشويخ يكتب: « لا مكان للإخوان » كيف أطلق السيسى "رصاصة الرحمة" على الجماعة الإرهابية؟
- أخطر تصريحات الرئيس عن الإخوان فى ذكرى عزل مرسى.. وماذا قال عن عودة التنظيم من جديد؟
- حين قال السيسى: مفيش إخوان طول ما أنا موجود.. الموضوع ده انتهى للأبد.. مصر مش هيبقى فيها مكتب إرشاد مرة تانية .
- هل تنهار الجماعة تماما بعد الضربات الكبرى؟.. ومن يحاول فتح الباب لها مع انطلاق الحوار الوطنى؟
كان الرئيس يتحدث فى جلسة خاصة مع الإعلاميين - على هامش افتتاح المرحلة الأولى من القطار الكهربائى الخفيف ومحطة عدلى منصور التبادلية - حين أطلق رصاصته المدوية "لا مكان للإخوان بيننا".. ليغلق أبوابا أمام باب فتنة أراد أن يفتحه البعض - عن سوء نية أو من دونها - مع انطلاق الحوار الوطنى.. الذى دعا إليه الرئيس خلال إفطار الأسرة المصرية رمضان الفائت.
السيسى، وبكل وضوح وشفافية كعادته، أعلن استثناء الإخوان من المشاركة فى جلسات الحوار الوطنى.. أما السبب فهو "غياب الأرضية المشتركة" مع الجماعة الإرهابية.. فهذا ليس خلافا سياسيا يمكن حله على مائدة المفاوضات أو جلسات الحوار.. بل خلاف بين الوطن والدين.. والدم.. خلاف بين جماعة أرادت اختطاف الوطن والشعب وتغيير مسار الدولة وهوية الناس.. وبين ١٠٠ مليون مصرى اختاروا المستقبل وطلبوا العيش فى دولة مدنية حديثة.
هذا هو الخلاف مع الإخوان.. لم يكن ولن يكون خلافا سياسيا كما يدعى البعض.. وكيف يكون خلافا سياسيا وقد عاثوا فى الأرض فسادا وقتلوا الآلاف من رجال الجيش والشرطة والمدنيين وفجروا المنشآت وخربوا الخدمات وجعلوا من سيناء بؤرة للإرهاب قبل أن يستعيدها أبطالنا بدمائهم من أنياب الشر والتطرف؟
كيف يكون خلافا سياسيا وهذه جماعة إرهابية بأحكام القضاء النهائية الباتة بجميع الدرجات؟
لقد أثبتت السنوات العشر الماضية كذب من يدعون كون الإخوان فصيلا وطنيا يمكن القبول بوجوده على الساحة السياسية.
فبعد ما حدث فى ٢٥ يناير ٢٠١٢.. وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه.. قرر الإخوان السيطرة على كل شيء.. رفعوا كذبا شعار "مشاركة لا مغالبة" ثم فعلوا العكس تماما.. أقصوا الجميع - حتى من أبناء التيارات الإسلامية الأخرى - وسيطروا على أول برلمان بعد الأحداث.
ادعوا أنهم لم ينافسوا على الأغلبية ثم كانوا أغلبية مطلقة داخل البرلمان.. لأنهم كانوا الفصيل الوحيد الجاهز للانتخابات بآلتهم الانتخابية الضخمة واستغلالهم الدين واللعب على احتياجات الناس.. بتوزيع الزيت والسكر كما هو معروف.
حدث ما حدث وشهدنا أسوأ برلمان عرفته مصر.
وبعد البرلمان تعهدوا أيضا بأنهم لن ينافسوا فى انتخابات الرئاسة وسيفسحوا الباب أما مرشح وطنى توافقى حتى لا تكون الدولة كلها تحت سيطرة اتجاه واحد.
لكن الكذب طريقهم دائما.. دفعوا فى انتخابات الرئاسة بمرشحين.. الأول أساسى وهو خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة الإرهابية.. والثانى احتياطى وهو محمد مرسى الذى كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة الإرهابية وقتها.
استبعد الشاطر لأسباب قانونية ودخل مرسى السباق.. وفى غفلة من الزمن دخل قصر الرئاسة.
وليته ما دخل!
من اليوم الأول لدخول مرسى قصر الرئاسة بدأ الإخوان تخريب ما تبقى من قدرات وموارد ومقدرات الدولة التى أنهكتها أحداث يناير وما بعدها من فوضى وتخريب واعتصامات ومظاهرات.
بتعبير الرئيس السيسى "هم لا يعرفون معنى الدولة أصلا".
شاع الخراب فى كل شيء.. وحاول الإخوان الإجهاز على ما تبقى من مؤسسات الدولة خصوصا المؤسسات الصلبة مثل القوات المسلحة وأجهزة المخابرات.
لم يكن هذا عن جهل كما يعتقد البعض.. بل كان الإخوان يدركون جيدا أنهم لن يقدروا على جعل مصر طيعة بين أيديهم إلا بعد الإجهاز على القوات المسلحة والمخابرات.
بدأت محاولات الاختراق والتفكيك بالتوازى مع الشائعات والتشويه.. ونجحت الجماعة جزئيا حين تمكنت من عزل المشير طنطاوى ورئيس الأركان مستغلة حادث رفح الإرهابى.. الذى أرجح وقوف الإخوان وراءه.
لكن الله كان رحيما بنا وبمصر بفضل رجل من رجاله المخلصين الأمناء الأوفياء هو المشير عبد الفتاح السيسى.
لقد منع السيسى - حين كان وزيرا للدفاع برتبة فريق أول - اختراق القوات المسلحة وأجهزة المخابرات ووقف سدا منيعا أمام محاولات الإخوان بيع سيناء وحلايب وشلاتين وإقليم القناة.
وكان الشعب يغلى فى كل يوم يمر ومرسى داخل القصر بسبب الفشل والتردى على جميع المستويات.. وبدا أن نهاية الجماعة تقترب أكثر مما توقع أكثر المتفائلين.
وكانت نسائم الحرية مع حلول شهر يونيو من عام ٢٠١٣.. حين خرج المصريون بالملايين فى ٣٠ يونيو يهتفون "يسقط يسقط حكم المرشد".
وكعادتها؛ كانت قواتنا المسلحة على قدر الثقة والمسئولية ولم تتأخر يوما عن نداء الشعب.. وخرج السيسى فى ٣ يوليو ٢٠١٣ ليعلن الانحياز للناس بعزل مرسى.
لم يقبل الإخوان بأى توافق أو حلول وسط واختاروا المواجهة والقتل والتخريب.
آلاف الشهداء سقطوا من ٣ يوليو ٢٠١٣ وحتى يومنا هذا فداء للوطن وأهله وناسه.. وبعد كل ذلك يقولون: ولماذا لا يشارك الإخوان فى الحوار الوطنى؟!
ولقد كان الرئيس واضحا فى الإجابة عن هذا السؤال.. فقال: "أطلقنا الحوار الوطنى لكل المفكرين والنقابات والمثقفين والقوى السياسية مع استثناء فصيل واحد فقط".
وأضاف: "الناس يمكن أن تسأل لماذا نعمل استثناءً واحدا ولماذا ليس كل الناس معنا"؟
وفى إشارة للإخوان أجاب السيسى قائلا: "لأننا فى 3 يوليو 2013 آخر حاجة عملتها طرحت عليهم تصور نتجاوز به أزمتنا عبر انتخابات رئاسية مبكرة ونعطى للشعب فرصة يقول رأيه".
وناقلا ما خاطب به الجماعة آنذاك، قال السيسى: "أنتم بتقولوا إنكم عندكم مؤيدين ودى مؤامرة. طيب خلونا نكتشف المؤامرة ونعمل انتخابات رئاسية مبكرة".
وأضاف: "لو الشعب اختاركم، يبقى خلاص. ولو لا، تبقون جزءا من العملية السياسية وده محصلش"، فى إشارة لعدم قبول الجماعة.
وأكد أنه "وفق هذا الرفض وما تبعه من قتل، فالأرضية المشتركة التى تجمعنا فى الحوار والنقاش ليست موجودة".
والمضحك كان موقف جماعة الإخوان وبعض من يسيرون فى فلكها الملعون.. فقد اعتبروا أنفسهم جزءا من الجماعة الوطنية المصرية وبدأوا الحديث عن شروطهم للحوار!
ولا أدرى هل هذا نوع من السماجة أم تخلف عقلى - ولتسامحونى فى التعبير - فلا أعرف كيف لا تدرك الجماعة الإرهابية حتى الآن أنها لم تعد جزءا من الوطن بأى شكل من الأشكال؟
فبعد نحو عقد من العمليات الإرهابية والتخريبية فى مصر، يحاول تنظيم الإخوان السطو على المكتسبات السياسية عبر استجداء المشاركة فى الحوار الوطنى؛ فهذا بيان أصدره التنظيم من خلال جبهة "محمود حسين"، التى تُعرف باسم "معسكر إسطنبول" والتى دخلت منذ شهور فى صراع عنيف على المال والسلطة مع جبهة القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير فى لندن - حول الحوار.
وقال التنظيم إن "الحوار أداة سياسية وأمر لازم وضرورى"، و"الإرادة الصادقة لإجرائه ينبغى أن تتوفر لها شروط النجاح والاستمرار، وفى مقدمتها توفر حسن النية وبناء الثقة"!
ولا أعرف عن أى حوار يتحدثون؟!
سبق ذلك بأيام قليلة تجديد القيادى بالتنظيم الإرهابى، يوسف ندا، دعوته للمصالحة، زاعما، فى رسالة نشرها موقع "إخوان سايت" التابع لجبهة إبراهيم منير، أن "باب جماعة الإخوان مفتوح للحوار والصفح مع النظام الحالى".
وأيضا؛ لا أعرف عن أى مصالحة يتكلمون؟!
إن مصر ماضية فى طريقها الذى اختارته.. طريق الخير والبناء والتعمير.. طريق لا يعرف القتل والإرهاب.
ودائما وأبدا تحيا مصر.