محمود الشويخ يكتب: « وتعيشى يا كلمة مصر» كيف أعاد الرئيس السيسى الهدوء إلى غزة من جديد؟
-"شفرة السيسى" التى أجبرت إسرائيل على وقف الحرب.. وماذا قال قادة تل أبيب؟
-"مصر الكبيرة".. الفصائل الفلسطينية تمنع التصعيد استجابة للقاهرة: "تمام يا فندم".
- خطة إحياء عملية السلام مرة أخرى.. واعترافات قادة العالم عن الدور المصرى الكبير؟
"كلمة السر.. مصر".. حقيقة لا تقبل الشك أو الجدال مهما حاول المتربصون رسم صورة معاكسة أو الإيحاء بأن خريفا مصريا قد بدأ.. لا والله.. بل هو "ربيع" يعيد لهذه الدولة مكانتها.. لكن فى قلوبهم مرض.
قالوا إن مصر فقدت قيمتها الإقليمية والدولية.. وكنا نقول بئس ما تدعون.. وجاءت الحوادث لتؤكد صدق ما ذهبنا إليه من البداية.. فبعد أن أعاد الرئيس السيسى بناء الدولة من جديد استعادت مصر ما فقدته إقليميا ودوليا.
صارت مصر- وبعض الفخر مسموح به- صاحبة صوت مسموع على امتداد الكرة الأرضية.. الكل ينتظر كلمتها.. والكل يسمع لرئيسها.
على امتداد الإقليم باتت واحة للأمن والاستقرار وحل الأزمات.. فى ليبيا الكلمة فى القاهرة.. ليس لأنها تدعم هذا أو ذاك بل لأن الجميع يدرك أن موقفها من أجل الليبيين ومصلحتهم فقط.. ليس هناك مطامع أو مصالح خاصة.. ومن هنا لعبت دورا تاريخيا فى وقف إطلاق النار فى هذا البلد الشقيق المنكوب.
وفى سوريا تحاول مصر أن تعيد الاستقرار لهذا البلد العزيز.. وفى لبنان لمصر أيادٍ بيضاء.. وهذا هو الوضع فى كل بلدان الأزمات.
لكن الدور الأهم والأكبر والتاريخى كان ولا يزال فى فلسطين.. قضية مصر والعرب الأولى.. فمنذ تولى الرئيس السيسى المسئولية وهو يحاول الدفاع عن الشعب الفلسطينى المظلوم ومساندته فى استرداد حقوقه بالتوازى مع حمايته من آلة القتل الإسرائيلية لا سيما فى قطاع غزة.
فعلى مدار السنوات الماضية تدخلت مصر لتحقيق التهدئة فى القطاع المحاصر ومساعدة أهله بكل ما تستطيع.
يشهد على ذلك جولات التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية طوال السنوات الماضية.. ويشهد عليها ما تقدمه مصر من دعم إنسانى وإغاثى لأهالى القطاع.
وكان آخر جولات مصر الاستثنائية قبل أيام، حين نجحت الجهود المصرية فى إنهاء التصعيد الإسرائيلى ضد قطاع غزة، وإعادة الهدوء إليه مرة أخرى، من خلال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وحركة «الجهاد الإسلامى» الفلسطينية.
فقد لعبت مصر دورًا مركزيًا من أجل التوصل لاتفاق هدنة بين إسرائيل و«الجهاد الإسلامى» فى قطاع غزة، بعد 3 أيام من التصعيد الإسرائيلى، وذلك فى إطار حرصها على إنهاء حالة التوتر بالقطاع المحاصر، إذ كثفت القاهرة اتصالاتها مع الأطراف كافة لاحتواء التصعيد الحالى، ودعت تلك الأطراف إلى وقف إطلاق النار بشكل كامل ومتبادل، ونجحت فى التوصل إلى اتفاق فعلى بشأن ذلك، ودخل حيز التنفيذ بالفعل، فى العاشرة والنصف مساء الأحد الماضى بتوقيت القاهرة.
ليس هذا فقط؛ فقد قال مصدر مسؤول إن مصر تبذل جهوداً للإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله إلى العلاج، بالإضافة إلى العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدى، فى أقرب وقت ممكن.
ثم إن شاحنات وقود دخلت قطاع غزة لحل أزمة المحروقات والكهرباء، مع إرسال إسرائيل ضمانات خطية بفتح المعابر، بشرط عدم انتهاك التهدئة.
وقد استأنفت محطة الكهرباء الرئيسية والوحيدة داخل قطاع غزة العمل، بعد 3 أيام من إعلانها عطل المولد الرئيسى لديها، وخفض إمدادات التيار من 12 إلى 4 ساعات يوميًا.
وحسبما علمت من بعض المصادر فإن "مصر ستشرف على تنفيذ بنود الهدوء ووقف إطلاق النار، ووفد مصرى كبير سيتفقد أوضاع أسرى (الجهاد الإسلامى) لدى إسرائيل، إلى جانب العمل على تخفيف الحصار على قطاع غزة".
وكذلك، أعلنت إسرائيل إعادة فتح المعابر مع قطاع غزة بشكل جزئى وبصيغة إنسانية، وقال غسان عليان، منسق العمليات فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى: "ستتم إعادة فتح المعابر والعودة إلى حالة الروتين الكاملة، بحسبما تسفر عنه تقييمات الأوضاع والهدوء الأمنى فى المنطقة".
كما قررت السلطات الإسرائيلية إعادة فتح معبر «بيت حانون – إيرز»، منذ التاسعة صباحاً، لعبور المرضى والأجانب والفلسطينيين من عرب 48، وتمكينهم من المغادرة حتى الثالثة عصراً، بينما يكون مفتوحًا للعودة داخل غزة حتى السابعة مساءً.
وقد ثمّن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسى المتواصلة لنصرة الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، معتبرا أن هذه الجهود تساهم فى تهدئة الأمور ورفع المعاناة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى نتيجة هذا العدوان، سواء فى القدس أو غزة أو فى باقى الأراضى الفلسطينية.
وأعرب الرئيس الفلسطينى عن ترحيبه الشديد بالجهود الحثيثة التى بذلتها مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، ونتج عنها وقف العدوان ضد أهالى القطاع المحاصر.
أما محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطينى، فقد عبر عن شكره العميق لمصر، على ما بذلته من جهد من أجل حقن الدم الفلسـطينى فى غزة، ووقف العدوان ضد الشعب الفلسطينى.
وقدمت حركة «حماس» الشكر لمصر، على دورها فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. وقال فوزى برهوم، المتحدث باسم حركة «حماس»: "نتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية لدورها فى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة".
وكذلك، أعربت إسرائيل عن شكرها مصر، على جهودها فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة «الجهاد الإسلامى» فى قطاع غزة.
وقال مكتب يائير لابيد، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى بيان، فور سريان اتفاق التهدئة: "إسرائيل تشكر مصر على جهودها".
وأضاف مسؤول إسرائيلى كبير: «نشكر مصر على دورها الرئيسى فى ذلك الاتفاق. نحن ممتنون جدًا للرئيس السيسى على جهوده للتوصل إلى وقف إطلاق النار»، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
من جانبه، وجه الرئيس الأمريكى جو بايدن الشكر إلى الرئيس السيسى، على الدور الرئيسى والقوى الذى لعبته مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل كامل ومتبادل داخل قطاع غزة.
وقال الرئيس الأمريكى فى بيان: "أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى وكبار المسؤولين المصريين الذين لعبوا دورًا مركزيًا فى هذه الدبلوماسية، لإنهاء التوترات التى حدثت فى غزة".
كما ثمّنت الأمم المتحدة دور القاهرة فى إنهاء التصعيد بقطاع غزة. ورحب أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، بإعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مشيدا بجهود مصر للمساعدة فى استعادة الهدوء.
وقالت دانا بن شمعون، مراسلة الشؤون الفلسطينية لصحيفة «يسرائيل هيوم»، إن مصر حققت إنجازاً فى اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفة عبر حسابها الشخصى فى «تويتر»: "إسرائيل تشكر مصر، والجهاد يشكرهم، وحماس أيضًا، الجميع يعترف بذلك، ربما يكون الإنجاز العظيم هو لمصر".
وعلى صعيد الإعلام الدولى؛ فقد سلط موقع «دويتش فيله» الألمانى الضوء على الجهود المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، مشيرا إلى أنه بعد 3 أيام من التصعيد العسكرى تمكنت القاهرة من إحلال التهدئة بين الجانبين.
وقال: " لعبت مصر دورًا رئيسيًا فى جهود الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية»، كاشفة عن أنه خلال العام الماضى توسطت مصر أيضا فى هدنة أنهت حربا استمرت 11 يوما بين إسرائيل وحركة «حماس» فى قطاع غزة.
وتحدث وكالة «BBC» البريطانية عن الاتفاق الذى لعبت فيه مصر دورًا مركزيًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قائلة: "وقف إطلاق النار توسطت فيه مصر، التى عملت كوسيط بين إسرائيل وغزة فى الماضى أيضًا".
ولأن مصر تتحرك لإنهاء الأزمة من جذورها فقد تلقى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلى يائير لابيد، الذى عبر، خلال الاتصال، عن بالغ التقدير لدور الوساطة الناجحة التى قامت بها مصر خلال الأيام الماضية بقيادة الرئيس السيسى للتوصل لوقف سريع لإطلاق النار، وتثبيت وإعادة الهدوء فى قطاع غزة وهو ما يرسخ دور مصر كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.
الرئيس السيسى أشار من جانبه إلى أن مصر قامت بجهود ومساعٍ حثيثة ومركزة لاحتواء الموقف الميدانى وللحيلولة دون امتداد نطاق المواجهة وزيادة الأعمال العسكرية، ومن ثم هناك أهمية بالغة للبناء على التهدئة الحالية وقطع الطريق على أى محاولة لتوتر الأوضاع سواء بالضفة الغربية أو بقطاع غزة، واتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع المعيشى فى القطاع للتخفيف من الظروف المتدهورة به والإسراع فى تحسين العلاقات الاقتصادية مع السلطة الفلسطينية، ودعم الرئيس الفلسطينى محمود عباس.
كما أكد الرئيس أن مصر تتطلع لتجديد الأمل لدى الشعب الفلسطينى فى تحقيق السلام المنشود والحصول على حقوقه المشروعة وفق المرجعيات الدولية، وهو ما يفرض حتمية إنهاء دائرة العنف والتصعيد المتكرر سعياً لفتح الباب أمام فرص وجهود التسوية وتحقيق الاستقرار والهدوء تمهيداً لإطلاق عملية السلام بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، التى من شأنها تغيير واقع المنطقة بأسرها.
إننا أمام قيادة تاريخية ودولة استعادت قوتها ومكانتها وذراعها الطولى.. وهو ما يحق لنا أن نفخر به.
ودائما وأبدا؛ تحيا مصر.