محمود الشويخ يكتب:« سند الأشقاء » ماذا جرى فى "لقاء الأخوة" بالعلمين الجديدة؟
- لماذا استضاف الرئيس السيسى قادة الإمارات والبحرين والأردن والعراق؟.. وتفاصيل خاصة من داخل "الغرف المغلقة".
- ما الذى قاله الشيخ محمد بن زايد للرئيس؟.. وسر حضوره إلى مصر فى أول زيارة خارجية بعد توليه رئاسة الإمارات .
- العالم يبدأ من هنا.. مصر "كلمة السر" فى المنطقة.. و"مفتاح" حل الأزمات فى القاهرة فقط .
كان المشهد لافتا فى العلمين الجديدة بلا شك.. الرئيس عبدالفتاح السيسى يقف، ومعه "الصديق الوفى" الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، فى مطار العلمين - يستقبلان ملك الأردن عبد الله الثانى بن الحسين، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى.
المشهد يقول الكثير بالطبع!
يقول الكثير عن "مصر العظمى" بيت العرب الأول والأخير.. التى تجمع ولا تفرق.. يأتيها الجميع، من كل حدب وصوب، بحثا عن حلول لأزمات استعصت على الحل طوال العقد الماضى.
تعيش المنطقة الآن على برميل بارود بفعل أزمات مستوردة كان آخرها الحرب الروسية- الأوكرانية التى أتت على ما تبقى من بعد سنوات كورونا المدمرة!
وكأن منطقتنا تنقصها الأزمات.. فالقضية الفلسطينية لا تزال تراوح مكانها بعد كل هذه العقود.. وسوريا خارج "الحضن العربى" وتلملم جراحها حتى هذه اللحظة بعد ما يزيد على عقد من الحرب المدمرة.
اليمن الذى كان سعيدا بات لا يعرف شيئا اسمه سعادة.. والعراق منهك بخلافات أبنائه والإرهاب الذى ذهب يطل برأسه.
ليبيا كما تعلمون.. الحال كما هو عليه.. بلد مفكك.. به حكومتان تتنازعان الاختصاصات.. بينما السلطة للميليشيات.
يحدث هذا كله بينما الإرهاب لا يزال خطرا داهما على الجميع ولم يرفع راية الاستسلام.
لأجل هذا تحتاج المنطقة إلى عقلاء وحكماء للحفاظ على ما تبقى من السقوط فى مستنقع الفوضى والخراب والتدمير.
بهذه الأرضية قرأت لقاء العلمين.. الذى جاء بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الدول، بما يخدم العمل العربى المشترك، ويدفع العلاقات العربية- العربية إلى مستوى متقدم فى مواجهة مختلف التحديات الدولية والإقليمية الراهنة.
فالدول الخمس تنخرط فى أطر تعاونية ثلاثية وثنائية مشتركة، تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادى والتنموى.
من أجل هذا شهدت الشهور القليلة الماضية، انعقاد اجتماعات لعدد من قادتها فى مواقع مختلفة؛ فقد استقبلت مدينة شرم الشيخ، فى يونيو الماضى، قمة لقادة مصر والأردن والبحرين، تناولت "العلاقات الإستراتيجية، ومسارات التعاون الثنائى بين الدول الثلاث، والتنسيق المتبادل فى مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، فضلاً عن آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والتحديات التى تواجه المنطقة".
وكانت «قمة شرم الشيخ» قبل شهر تقريباً من إقامة «قمة جدة» بالمملكة العربية السعودية التى شهدت حضور الرئيس الأمريكى جو بايدن.
لقاء قمة آخر بين عدد من قادة الدول الخمس شهدته مصر فى أبريل الماضى؛ حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، وولى عهد أبوظبى (آنذاك)، الشيخ محمد بن زايد.. حيث أكد القادة الثلاثة التطلع إلى "الانطلاق سوياً نحو آفاق واسعة من الشراكة الإستراتيجية التى تؤسس لعلاقات ممتدة، وتحقق المصالح المشتركة، وتصب فى خانة تعزيز العمل العربى المشترك؛ خصوصاً فى ظل التحديات الكبيرة التى تموج بها المنطقة، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة".
ثم إن مدينة العقبة الأردنية كانت موقعا لقمة أخرى، فى مارس الماضى؛ حيث استضاف العاهل الأردنى، الرئيس السيسى وولى عهد أبوظبى (آنذاك)، ورئيس مجلس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى، كما شارك القادة الثلاثة حينها فى لقاء آخر، بحضور الأمير الحسين بن عبد الله الثانى، ولى العهد الأردنى، والأمير تركى بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء فى السعودية، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة فى وزارة شؤون الرئاسة فى الإمارات.
وفى اليوم السابق للقاء العلمين الأخوى استقبل الرئيس السيسى الشيخ محمد بن زايد، حيث تناول لقاء الزعيمين تبادل الرؤى ووجهات النظر تجاه القضايا الدولية والأمن الإقليمى والأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية.
وخلال اللقاء؛ تم التأكيد على أهمية تعزيز العمل العربى المشترك ووحدة الصف العربى فى مواجهة التحديات التى تشهدها المنطقة العربية ومن أجل توحيد جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى حلول دائمة للأزمات فى دول المنطقة تسهم فى إرساء دعائم الأمن والاستقرار فيها وتحقيق الاستقرار والسلام لشعوبها.
كما بحث الجانبان خلال اللقاء مسارات التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين والفرص العديدة الواعدة لتوسيع آفاقه إلى مستويات أرحب تعزز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين خاصة فى المجالات الاقتصادية والتنموية التى تدعم تطلعاتهما نحو تحقيق التنمية المستدامة والتقدم والازدهار لشعبيهما الشقيقين.
وفى اليوم الثانى وصل بقية القادة، حيث أعرب الرئيس السيسى عن التقدير والمودة التى تكنها مصر قيادةً وشعباً للأواصر التاريخية الوثيقة التى تجمعها بأشقائها من الدول العربية.
وقد شهد اللقاء تبادل وجهات النظر بين الزعماء بشأن تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية والاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التعاون بينهم.
ويرتبط الحديث عن تعزيز التعاون بزيادة الاستثمارات الإماراتية فى مصر بنسبة 169% خلال النصف الأول من العام المالى (2021 - 2022)، وبلغت قيمتها 1.9 مليار دولار مقابل 712.6 مليون دولار خلال الفترة نفسها من (2020 - 2021).
وقد ارتفع التبادل التجارى بين مصر والإمارات مسجلا 1.2 مليار دولار خلال الربع الأول من 2022، كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية للإمارات بنسبة 69.5% خلال الربع الأول من 2022، مسجلة 576.7 مليون دولار، فيما انخفضت قيمة الواردات المصرية من الإمارات خلال الربع الأول من 2022 بنسبة 19%، مسجلة 642.9 مليون دولار.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية المصرية - البحرينية؛ فقد ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى البحرين لتسجل 450.7 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 139.3 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 223.5%، وبلغت قيمة الواردات المصرية من البحرين 466.5 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 261.7 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 78.2%. وارتفعت قيمة التبادل التجارى بين مصر والبحرين لتصل إلى 917.2 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 401 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 128.7%.
أما قيمة الاستثمارات البحرينية فى مصر فتبلغ 160.4 مليون دولار خلال العام المالى 2020 /2021 مقابل 174.6 مليون دولار خلال العام المالى 2019/2020 بنسبة انخفاض قدرها 8.2%.
وارتفعت قيمة الصادرات المصرية للأردن لتصل إلى 198.9 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2022 مقابل 180 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 10.5%. وبلغت قيمة الواردات المصرية من الأردن 62.5 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2022 مقابل 41.3 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 51.2%.
وسجلت قيمة التبادل التجارى بين مصر والأردن 261.4 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2022 مقابل 221.3 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 18.1%.
وبلغت قيمة الاستثمارات الأردنية فى مصر 56.7 مليون دولار خلال العام المالى 2020/2021 مقابل 58.4 مليون دولار خلال العام المالى 2019 /2020 بنسبة انخفاض قدرها 2.9%.
وبالنسبة للعراق الشقيق فقد ارتفعت قيمة الصادرات المصرية للعراق لتصل إلى 141.8 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2022 مقابل 124.1 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14.2%، وبلغت قيمة الواردات المصرية من العراق 5.5 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2022 مقابل 5 ملايين دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 11.3%.
هذا إلى جانب ارتفاع قيمة التبادل التجارى بين مصر والعراق لتسجل 147.3 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2022 مقابل 129.1 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 14.1%.
إننا أمام مرحلة تاريخية تستدعى تطوير العلاقات مع الأشقاء على جميع المستويات لاسيما اقتصاديا من أجل عبور هذه المرحلة الصعبة معا.
ودائما وأبدا؛ تحيا مصر.