الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

سمير درويش يناقش "زواج الديكتاتورية والأصولية الدينية"

الشورى

"أفول العقل العربي- عن زواج الديكتاتورية والأصولية الدينية".. الكتاب الأحدث للشاعر سمير درويش، صدر مؤخرًا عن دار الأدهم بالقاهرة في 284 صفحة، تتصدر غلافه لوحة للشاعر والكاتب والفنان التشكيلي العراقي الكبير يحيى الشيخ، المقيم في النرويج.

الكتاب الذي يضم (48) مقالًا كتبها سمير درويش في الفترة من أول يناير 2019 إلى آخر هذا العام 2022، كافتتاحيات لأعداد مجلة ميريت الثقافية منذ عددها الأول؛ ينقسم إلى أربعة أبواب حسب موضوعات المقالات.

الباب الأول والأكبر (يضم 19 مقالًا) بعنوان "في تجديد الخطاب الديني"، وفيه مناقشات (ثقافية) لشروحات وتفاسير وفتاوى دينية، أنتجها الشيوخ على مر العصور، منذ القرن الثاني الهجري وحتى اليوم، من شأنها أن تؤثر على سير الحياة، انطلاقًا من التفريق بين (الدين) كنصوص قارَّة وثابتة، و(التدين)، أي فهم الأولين والمعاصرين –على السواء- لهذه النصوص، وهو جهد بشري قد يصيب قائله وقد يخطئ، كما أنه قد يناسب بيئة وعصر معينين، ولا يناسب غيرهما، بحكم اختلاف الظروف، والمستجدات التي تطرأ: العلمية والتكنولوجية والإنسانية وعلى صعيد مكانة المرأة في المجتمعات الحديثة، وتجريم الرق وتجارة البشر.. إلخ.

الباب الثاني (يضم 14 مقالًا) بعنوان "عن الخطاب الثقافي ومشكلاته"، وينقش موضوعات ثقافية وفلسفية عامة، مثل موضوع الهوية الذي يطرحه المثقفون المصريون باستمرار، منذ الحملة الفرنسية وثورتي القاهرة الأولى والثانية في بداية القرن التاسع عشر وحتى الآن، وما إذا كانت مصر عربية أم أفريقية، أم تنتمي لثقافة حوض البحر المتوسط.. إلخ، وحديث عن العلم وأهميته ودوره في صناعة المجتمعات الحديثة، وعن (التنوير) المصري الذي (يفترض) أنه بدأ مع محمد علي، وسؤال حول تعثر نهضتنا إذا قارناها بتجارب شعوب أخرى حول العالم، ودور المثقفين المصريين في بداية النهضة وانكسار مشروعاتهم، مثلما حدث مع الشيخ علي عبد الرازق حين أصدر كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، ومع طه حسين حين أصدر كتابه "في الشعر الجاهلي"، وعلاقة كل ذلك بثورة المصريين في 1919 وما بعدها.

الباب الثالث (يضم ثمانية مقالات) بعنوان "نظرات في الأدب والفن"، ويتناول –من منظور ثقافي أيضًا- موضوعات أدبية لها علاقة بكتابة الشعر والقصة والنقد الأدبي، حيث تم تناول بعض التجارب الأدبية والنقدية، كما لها علاقة بالفنون، خاصة السينما والرقص الشرقي والغناء الشعبي والدراما التاريخية.

الباب الرابع والأخير (يضم سبعة مقالات) بعنوان "عن الثقافة السياسية وتجلياتها"، ويتناول موضوعات ذات طابع سياسي، لكن من جانبها الثقافي، مثل علاقة مصر بأفريقيا، وموضوع سد النهضة الأثيوبي، والتطبيع مع (إسرائيل)، والصراع الداخلي في العراق في ضوء المظاهرات التي حدثت هناك من عامين تقريبًا، وعن (حركة) 23 يولية 1952 التي قام بها تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري، وعن (ثورة) 25 يناير عام 2011، وتقييم دورها في السنوات العشر الأولى، والآفاق التي قد تصل إليها في المستقبل.

في المقدمة يقول سمير درويش إنه لا يحب كتب (تجميع) المقالات، مع ذلك فقد أقدم على هذا لأن المقالات التي يضمها الكتاب –وإن كتبت متفرقة- فإنها تنشغل بموضوع مركزي ينتظمها جميعًا، وهو موضوع تحرير الفكر، الذي هو الضمانة الأولى –وربما الوحيدة- للتطور والتحديث، والخروج من أسر الأفكار المغلقة المعلبة التي صنعت في زمن آخر لبيئة مغايرة، لكي نكون مفيدين في العالم ونشارك في صنع حضارته، وهذا لا يتأتى إلا بفتح المجال أمام الخيال، والسماح على نطاق واسع بمناقشة التراث والاتفاق والاختلاف معه وحوله، وطرح أسئلة الحاضر عليه، على أن تُلغى كل القوانين المقيدة لحرية الفكر والتعبير، واحترام الاختلاف، وحق المواطنة، وأن تقف الدول على مسافة واحدة من جميع مواطنيها.

تم نسخ الرابط