السبت 23 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

◄"أم الدنيا" قدمت نموذجا يحتذى به فى التنظيم الجيد والتحضير بشكل احترافى

◄الحضور القوى لقادة وملوك الدول شاهد على النجاح الكبير فى تنظيم المؤتمر

◄النجاح الكبير للمؤتمر انعكس على مكاسب سياسية واقتصادية غير مسبوقة

◄10 مليارات دولار استثمارات فى مجال الطاقة والتحول للاقتصاد الأخضر

◄الإعلان عن اتفاقيات الشراكة وخطابات النوايا الموقعة مع شركاء التنمية ضمن برنامج نُوَفِّى

◄دور مصر محورى فى التعاطى مع القضايا الدولية الهامة مثل قضية المناخ

 

لا يمكن لأحد بأى حال من الأحوال أن ينكر حقيقة مؤكدة هى أن مصر قدمت نموذجا يحتذى به بهذا التنظيم الأكثر من رائع لمؤتمر المناخ.. فالحضور القوى والمؤثر من كافة قادة العالم كان لافتا للأنظار مما انعكس وبشكل كبير فى هذه المكاسب العديدة التى حققتها مصر من وراء تنظيمها هذا الحدث الدولى المهم.

ومما لا شك فيه أن مؤتمر المناخ بشرم الشيخ نجح بشكل مبهر، وبلور قيمة ومكانة مصر أمام العالم كله، فإلى جانب التنظيم الجيد والمشرف والتحضير له بشكل جيد من مختلف مؤسسات الدولة، لمسنا جميعا الحضور القوى والمؤثر لقادة وملوك العالم على رأسهم زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ولقائه الرئيس السيسى موجها الشكر للقائمين على المؤتمر على هذا التنظيم المبهر والرائع الذى يليق بحجم ومكانة مصر.

 فضلاً عن ذلك فهناك استثمارات عديدة أعلن عنها قادة العالم والرؤساء الحاضرون وصلت لأكثر من 10 مليارات دولار فى مجال الطاقة والتحول للاقتصاد الأخضر من مختلف دول العالم كنتيجة أولية لهذا المؤتمر.. كما أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أعلن عن تقديم 500 مليون دولار مساعدات دولية لمصر للتحول للطاقة الخضراء.

ومن ناحية أخرى فإن النجاحات التى حققها المؤتمر على المستوى السياسى والاجتماعى والاقتصادى والدولى جيدة للغاية فدعوة الرئيس لوقف الحرب الروسية- الأوكرانية لاقت ترحيبا كبيرا من المجتمع الدولى كذلك على المستوى السياسى شهد المؤتمر حضورا متميزا من مختلف التيارات السياسية إلى جانب أعضاء من مجلس النواب والشيوخ.

وفيما يتعلق بتأثير المؤتمر على القارة السمراء فإن إفريقيا هى الأكثر تضررا من التغيرات المناخية ومن ثم يتوجه العالم لمساعدتها فى مواجهة هذا الأمر بما يضمن صالح مواطنيها وبالتالى فإنه يمكننا القول إن المؤتمر أتى ثماره فى مختلف القطاعات.

والحق يقال فإن القيادة السياسية عبرت عن رؤية مصر لكثير من الملفات بشكل أكثر من رائع ونال استحسان كثير من قادة العالم فرئيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسه أشاد بدور مصر فى القضية الفلسطينية وكثير من الملفات الدولية المتشابكة.

وبعيداً عن أن مصر أبهرت العالم فى قمة المناخ فإن المؤتمر ألقى بظلاله على دور مصر المحورى فى التعاطى مع القضايا الدولية الهامة مثل قضية المناخ.

إننى أشعر بالمزيد من الفخر والاعتزاز لأن مصر نجحت فى تنظيم عدد كبير من المؤتمرات الدولية خاصة أن القيادة السياسية أولت اهتماما بشكل كبير بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر وبذلت جهوداً مضنية لإنجاح هذا المؤتمر وخروجه بالشكل الذى يليق بحجم دولة مثل مصر وهو ما لمسه العالم أجمع فى هذا الحضور الكبير من مختلف جنسيات العالم، فالمشاركون عبروا عن سعادتهم بخروج هذا المؤتمر على هذا النحو، كما أن تحول قادة العالم وإعلانهم دعم الدولة المصرية للتحول للاقتصاد الأخضر دليل على نجاح المؤتمر، فالمؤتمر وجه كثيرا من دول العالم للتعاطى باهتمام كبير مع التغيرات المناخية والتحول نحو دعم الطاقة الخضراء حتى تخفف من حدة آثار التغيرات المناخية على العالم كله، وهو ما يؤكد مسألة فى منتهى الأهمية هى أن مصر كانت وستظل دولة رائدة ولها ثقل كبير على مستوى العالم يدركه الجميع.

وإحقاقا للحق فإن الفيصل فى نجاح هذا المؤتمر يتمثل فى تنفيذ التوصيات والتعهدات التمويلية التى تخرجت منها حيث وصفت قمة المناخ فى شرم الشيخ بأنها قمة التنفيذ ومن ثم ننتظر من جميع الدول المشاركة فى المؤتمر تنفيذ تعهداتها المالية فيما يتعلق بمواجهة التغيرات المناخية وفى الحقيقة فإن عددا كبيرا من المشاركين أبدوا استعدادهم لتنفيذ التوصيات. وفى هذا السياق يجب أن ندرك جميعاً أن مصر تسارعت فى تنفيذ مشروعات خضراء فى الفترة الأخيرة قد تفوق إمكانياتها وقدراتها ولكن علينا أن نساعد فى هذا الاتجاه حتى لو كان هناك عبء فى التكلفة ومن ثم نساند الدولة المصرية فى هذا الاتجاه خاصة أن مصر من أكثر الدول تضررا بسبب التغيرات المناخية.

وقد شهد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، فعاليات واجتماعات ثنائية مكثفة لوزارة التعاون الدولى، فى إطار تعزيز التعاون مع المجتمع الدولى وشركاء التنمية لحشد التمويل المناخى لبرنامج "نُوَفِّى"،كما شهد الأسبوع الأول الإعلان عن عدد من المبادرات والتمويلات.

وبحضور السيد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، تم الإعلان عن اتفاقيات الشراكة وخطابات النوايا، الموقعة مع شركاء التنمية ضمن برنامج نُوَفِّى، والتى تجاوزت قيمتها 10 مليارات دولار، من أجل تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، حيث شهد الحدث اصطفاف المجتمع الدولى لدعم البرنامج باعتباره نموذجًا وطنيًا ومنهجًا متكاملًا يمكن تكراره فى الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.

إلى جانب ذلك أصدرت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، الذى يضع توصيات لتحفيز التمويل المناخى العادل، كما تم إصدار تقرير المناخ والتنمية القطرى بالتعاون مع مجموعة البنك الدولى، فضلا عن إعلان عن الشركات الناشئة الفائزة ضمن المسابقة الدولية Climatech Run.

وهناك مسألة فى منتهى الأهمية توقفت أمامها طويلاً هى أن زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، ولقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسى، عكس التقدير الأمريكى لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، والعمل على فتح آفاق جديدة  للعلاقات الثنائية المشتركة فى مختلف المجالات على نحو بناء وإيجابى ودعم حقوق مصر المائية، خاصة مع تأكيد "بايدن" أن الولايات المتحدة تعتبر مصر صديقاً وحليفاً قوياً تعول عليه فى المنطقة.

خلاصة القول فإن القمة المصرية- الأمريكية فى شرم الشيخ، عكست قوة مصر وريادتها، باعتبارها دولة ذات ثقل وتأثير على مستوى الإقليم والعالم، كما عكست أهمية الدور المتزن الذى تلعبه مصر فى محيطها الإقليمى والدولى، وإسهاماتها فى تحقيق الاستقرار لكافة شعوب المنطقة والتعبير عن متطلباتهم وتلبيتها، والعمل على تسوية النزاعات دائما ووقف نزيف الخسائر من التداعيات العالمية.

تم نسخ الرابط