◄الاستثمار فى القطاع السياحى "كلمة السر" فى مواجهة الأزمة الاقتصادية
◄نملك الآثار النادرة والطبيعة الخلابة ولا ينقصنا سوى استثمار هذه الكنوز
◄رفع كفاءة المواقع الأثرية والسياحية يجذب الفعاليات العالمية ويضعنا فى صدارة الخريطة السياحية العالمية
◄عرض أزياء "كريستيان ديور" تحت سفح الأهرامات يؤكد أننا قادرون على إبهار العالم
يتعجب كثيرون حول العالم من قدرات مصر السياحية، فلدينا ما لا يملكه غيرنا طول الوقت، فقد كان التاريخ كريما معنا عندما وهبنا كل هذه الآثار من عصور مختلفة تهفو لها نفوس المواطنين حول العالم، وكانت الطبيعة كريمة معنا كذلك عندما وهبتنا طبيعة ساحرة عز أن تكون لدى أحد غيرنا. ويتعجب المصريون أيضا من أننا ونحن نمتلك كل هذه المقومات والقدرات والإمكانيات، لا تكون لدينا الآليات التى يمكن أن نستخدمها للترويج لبلدنا لجذب أعداد من السياح تفوق الأعداد التى تقصد بلدانا أقل منا بكثير. لكن عندما نرصد ما تقوم به الحكومة المصرية سنتأكد أننا أمام رغبة حقيقية فى النهوض بالسياحة وجعلها على قائمة الأولويات حتى نجعل منها وسيلة تزيد الدخل القومى وهو ما سيجعلنا قادرين على مواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعتصر العالم كله.
حدث خلال الأيام الماضية ما يجعلنا نتأكد من ذلك، فقد عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء اجتماعا؛ لمتابعة مستجدات الموقف التنفيذى لعدد من المشروعات التى تقوم بتنفيذها وزارة السياحة والآثار خلال الفترة الحالية، وذلك بحضور السيد أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسيدة يُمنى البحار، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الفنية، والسيد محمد فهمى، مساعد الوزير للشئون الاقتصادية. وفى مستهل الاجتماع، أكد رئيس مجلس الوزراء أهمية الإسراع بمعدلات تنفيذ المشروعات الحيوية التى تتولاها وزارة السياحة والآثار حاليا؛ لتنضم إلى قائمة المشروعات الضخمة على خريطة السياحة فى مصر كمقصد مهم للزوار والسائحين الوافدين من مختلف أنحاء العالم، وخاصة أن الدولة شهدت تنفيذ العديد من مشروعات ترميم وإحياء الآثار بما يليق بعظمة التاريخ المصرى بكافة مراحله، ويؤصل عراقة الحضارة المصرية القديمة ، وخلال الاجتماع استعرض وزير السياحة والآثار عدداً من المشروعات الجارى تنفيذها ومنها مشروع ترميم المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية وكذا قصر محمد على بشبرا، إضافة إلى مشروع ترميم معبد بن عزرا.
وفيما يتعلق بمشروع ترميم المتحف اليونانى الرومانى أوضح وزير السياحة أن المتحف يُعد من أهم المتاحف بمدينة الإسكندرية، وسيسهم بعد الانتهاء من ترميمه فى توفير عنصر جذب جديد للسياحة سواء على المستوى العالمى أو المحلى، لافتا إلى أن المشروع يتكون من مخازن إدارية وقاعة أثرية، و27 قاعة عرض مُتحفى بالدور الأرضى، ومن المقرر أن يتم عرض نحو 20 ألف قطعة أثرية، كما يضم المشروع معامل للترميم، وبازارات، إضافة إلى قاعات مكتبية تاريخية، وقاعة تربية متحفية، إضافة إلى قاعة أرشيف وميكروفيلم، وصالة عرض مفتوحة بمساحة 1000 م2، وعرض متحفى، ومناطق استثمارية (كافيتريا – مطاعم – قاعة محاضرات)، وعدد من القاعات الخدمية والمرافق، مؤكدا أن معدلات التنفيذ تسير بصورة متقدمة للغاية. وفى هذا الإطار، أشار الوزير إلى أنه تم إنهاء جميع الأعمال الهندسية واختبار الشبكات، وجارٍ إعداد التصور النهائى لجميع عناصر سيناريو العرض المتحفى. وكلف رئيس مجلس الوزراء محافظ الإسكندرية بسرعة عرض مخطط تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الرومانى اليونانى من ميادين وشوارع ومبانٍ. وخلال الاجتماع، استعرض الدكتور مصطفى وزيرى موقف أعمال تطوير ورفع كفاءة قصر محمد على بشبرا، الذى يقع على مساحة تبلغ 26 فدانا، مشيرا إلى أن القصر يحتوى حالياً على سراى الفسقية، وسراى الجبلاية، والساقية، بالإضافة إلى الموقع العام وما يحتويه من مساحات خضراء ومبانٍ خدمية مساحتها تصل إلى نحو 8 أفدنة. وقال وزيرى: تم البدء فى مشروع ترميم وتطوير القصر من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ حيث تم الانتهاء من ترميم الجبلاية، والفسقية، وأعمال الموقع العام ، كما أكد رئيس الوزراء ضرورة أن تنتهى محافظة القليوبية من أعمال تطوير المنطقة المحيطة بالقصر، لتكون على أعلى مستوى؛ تمهيدا للافتتاح.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن هناك تكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بالاهتمام بتطوير المناطق المحيطة بالمشروعات الأثرية التى يتم ترميمها وإعادة إحيائها، بما يُسهم فى إظهار المنطقة بوجه عام فى أبهى صورة. كما سرد الدكتور مصطفى وزيرى، خلال الاجتماع، مستجدات موقف تنفيذ مشروع ترميم معبد بن عزرا اليهودى بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة، مشيرا إلى انتهاء أعمال الترميم، التى تم تنفيذها من خلال قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، والذى يعد أحد المشروعات المهمة التى توليها الوزارة اهتماما كبيرا، الأمر الذى يؤكد حرصها على ترميم كافة المبانى الأثرية بمختلف عصورها التاريخية سواء؛ الإسلامية، أو القبطية، أو اليهودية، باعتبارها تمثل جزءاً من التراث المصرى العريق. وفى الوقت نفسه، عرض وزير السياحة جهود الوزارة للنهوض بقطاع السياحة خلال المرحلة المقبلة، خاصة ما يتعلق بالإجراءات التى من شأنها أن تسهم فى زيادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر من مختلف الأسواق المستهدفة، إلى جانب جذب المزيد من الاستثمارات لهذا القطاع الحيوى، وذلك بالتعاون والتنسيق مع عدد من الوزارات والجهات المعنية. كما عرض الوزير عددا من الموضوعات المقترحة للاجتماع الثانى للجنة الوزارية للسياحة، مشيراً، فى هذا الصدد، إلى أنه سيتم استعراض أبرز ملامح مسودة الإستراتيجية الوطنية للسياحة، سعيا لتحقيق المستهدف والوصول بعدد السائحين إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030. رفع كفاءة المناطق الأثرية أمر بالغ الأهمية والخطورة أيضا، وهو ما كان سببا فى أن تشهد مصر فعاليات عالمية مهمة، فقد شهدت منطقة أهرامات الجيزة فى مطلع ديسمبر الحالى حفل الأزياء لمجموعة الرجال الخاص بدار الأزياء الفرنسية العالمية ديور لخريف وشتاء 2023، حيث تعتبر هذه هى المرة الأولى التى تنظم فيها دار الأزياء الفرنسية ديور عرضاً لها فى مصر، وكذلك المرة الأولى التى يُقام فيها عرض أزياء عالمى كبير أمام أهرامات الجيزة.
وقد شارك فى حضور الحفل الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس للأعلى للآثار، والذى حرص على تقديم التهنئة للسيد Pietro Beccari الرئيس والرئيس التنفيذى لدار الأزياء ديور، ولنائبه، على إقامة هذا الحفل الرائع وعلى اختيارهم مصر ومنطقة أهرامات الجيزة لإقامة العرض الخاص بدار أزياء ديور، كما قام بتقديم هدية تذكارية لهم باسم المجلس الأعلى للآثار تقديراً لذلك، كما شارك فى الحضور الأستاذ أشرف محيى مدير منطقة آثار الهرم. من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذى عن سعادته بإقامة هذا العرض الرائع فى مصر، مقدماً الدعوة لجميع أصدقائه ولكل المتعاملين مع ديور لزيارة مصر وقضاء وقت أطول بها للاستمتاع بجميع المناطق الأثرية والسياحية على مستوى الجمهورية وما تتمتع به من مقومات سياحية وأثرية متميزة وفريدة. وقامت دار الأزياء العالمية «ديور» ببث هذا الحفل على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». وكان عدد من مسئولى دار الأزياء الفرنسية ديور وعدد من المؤثرين والمدونين العالميين قد قاموا اليوم بزيارة منطقة آثار سقارة على هامش تواجدهم فى مصر استعداداً لإقامة هذا الحفل، وكان فى استقبالهم الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس للأعلى للآثار، والذى اصطحبهم فى جولة تعريفية بالمنطقة الأثرية وبالحفائر التى تقوم بها حالياً البعثة الأثرية المصرية لكشف المزيد من أسرار المنطقة. وقد أبدى هؤلاء الضيوف إعجابهم واندهاشهم بما شاهدوه من عظمة التاريخ والحضارة المصرية القديمة، معربين عن سعادتهم بهذه الزيارة. هذه مجرد خطوة أعتقد أنها تحتاج إلى خطوات كثيرة على نفس الطريق، حتى نستطيع أن نستفيد بالإمكانيات الهائلة التى نملكها فى مجال السياحة.