هيئة الكتاب تصدر «المهمشون في مصر» لـ هالة السيد عبد العال
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن سلسلة تاريخ المصريين، كتاب «المهمشون في مصر في عصر سلاطين المماليك» في الفترة (648هـ - 923هـ/ 1250م- 1517م)، للكاتبة هالة السيد عبد العال.
يعد الكتاب من الدراسات المهمة لتعلقه بموضوع حضاري خلال فترة مهمة من تاريخ مصر استمرت ما يقرب من ثلاثة قرون من تاريخ مصر تحت حكم المماليك.
يتناول هذا الكتاب موضوع المهمشين في مصر في عصر سلاطين المماليك، والمهمشون هم الأوباش والحرافيش والزهار وأسافل المجتمع، وعصر سلاطين المماليك هي فترة مهمة في تاريخ مصر، وامتد هذا العصر ما يزيد على قرنين ونصف من الزمان (٦٤٨ - ٩٢٣هـ / ١٢٥٠ - ١٥١٧م) أي ٢٦٧ عاما، شهد ذلك العصر كثيراً من الاستقرار والتقدم ومع ذلك تخللته الكثير من الاضطرابات، بسبب تصارع المماليك على كرسي السلطنة من أجل التحكم في أكبر دولة في الشرق - في ذلك الوقت.
ومع التمييز الحاد بين طبقة المماليك وطبقة الرعايا المصريين سمح بوجود أرض خصبة لظهور الطبقة المهمشة والتي لعبت دورًا مهما في تشكيل الأزمات، سواء أكانت سياسية أم اقتصادية خصوصا وقت المجاعات والأوبئة التي نتجت بسبب نقص مياه النيل في بعض الأوقات والذي تسبب في نقص الغلال وجشع التجار، فهلك كثير من الشعب المصري نتيجة ذلك فقد تصارعوا من أجل البقاء على الحياة في مشاهد تدمى لها القلوب - كما سنسرد لاحقا في فصل الأوبئة والكوارث.
ومع تدهور أحوال المماليك في النصف الثاني من الحكم المملوكي والذي سمى تاريخيا باسم «السلاطين الجراكسة»، فقد عدمت التربية العسكرية لدى المماليك الصغار وكان عدم اهتمام السلاطين بتنشئتهم دينيا وأخلاقيا مثلما كان في الدولة البحرية، كذلك فقد سمح المماليك بنزولهم من الطباق وخروجهم إلى شوارع المدينة، فأحدثوا شغبًا، ونهبا وسلبًا للعوام بطريقة أغضبت المصريين، فعمقت دور المهمشين وظهورهم بكثرة وبشكل قوي على مسرح الأحداث العامة بصورة ملموسة بعد أن كانت حالات قليلة وفردية موجودة في أي مجتمع من المجتمعات.