طالما تحدثنا عن وجود كلاب شرسة بحوزة أطفال أو ربما كبار عديمي الفهم وبمعني أدق عديمي الرباية مُطالبن أن يربون كلبًا ويحمون المارة والجيران منهم فكيف يربون كلبًا وكما ذكرت هم عديمي الرباية منهم من يصل لعديمي الأخلاق، نادينا مرارًا وتكرارًا ومازلنا ننادي بأعلي الصوت أن تلك المخلوقات البريئة -رغمم شراستها- تحتاج إلي رقابة صارمة وإجراءات رادعة للمخالفين منعًا لإزهاق أرواح جديدة أو إصابة أبرياء كل ذنبهم أنهم جاوروا أحد أصحاب الكلاب أو ربما مروا صدفة من شارع فيه كلب صاحبه هو من يحتاج التربية أكثر منه ويحتاج أن أن يتعلم أن الكلاب ليست للمنظرة والوجاهة الإجتماعية إنما هي مسؤولية امام الله فهي روح تحتاج من يرعاها وأمام مجتمع يريد أن يعيش أفراده بلا رعب أو بلا إصابة قد تتحول لعاهة مستديمة وربما لفقدان الحياة.
حوادث كثيرة ومتعددة وفي أماكن متفرقة من شتي أنحاء الوطن الغالي أبطالها هم الضحايا الحيوان نفسه -وأعتبره ضحية لأنه لم يتدرب جيدًا ولم يتغذي كما ينبغي ولم ينشأ في بيئة مناسبة له- والضحية الرئيسية الذي هو الشخص تعرض للرعب والعقر وربما يصل به الأمر للإفتراس والعياذ بالله آخرها وخلال الأسابيع الماضية مشادة بين مجموعة شباب في مدينة زفتي بمحافظة الغربية يتدخل والد ووالدة أحدهم لحل الأزمة فيقوم أحد أطراف المشكلة بإطلاق كلبه علي الرجل وزوجته فيصيبهم بإصابات بالغة مازالوا تحت العلاج ولا يعرف أحد حتي الأطباء أنفسهم أين سيصل الضحايا وكذلك الضحية الأشهر في الاسبوع الماضي عندما إفترس كلب إحدي المذيعات والذي إعتاد مهاجمة السكان من جيرانها في منطقة الشيخ زايد بـ 6 أكتوبر-وهو كلب شرس من نوع غير متداول بمصر- حيث تم وضع الكلب داخل حديقة بها سور قصير يسهل عليه تخطيه ومهاجمة أي شخص مما أثار ضيق ومخاوف عدد من الجيران وعندما قرر أحد الجيران التوجه إلى جارته المذيعة لينصحها بضرورة السيطرة على الكلب الخاص بها بعد تكرار مهاجمته للسكان فتعرض لهجوم خطير من الكلب الشرس ومزق جسده بلا رحمة أمام نجله الصغير وتحول فناء العمارة إلى بركة من الدماء نتيجة هذا الهجوم الشرس وتبين إصابته بإصابات بالغة في الذراع والفخذ وأماكن متفرقة من الجسم نتج عنها قطع نافذ في الأوتار والأعصاب والعلم عند الله هل سينجو من الموت أم لا بعد فقدانه الوعي ووضعه علي جهاز التنفس الصناعي.
من منا لم يشاهد ردات فعل مكونة من خوف وصراخ من المارة الآمنين بالشوارع عدما يفاجئهم كلب يتجول إلى جانبهم وأحيانا نباحه يضطرهم إلى تغيير طريقهم مشهد أشبه بأفلام رعب للمواطنين يتعامل معها أصحاب هذه الكلاب كمسرحيات كوميدية أبطالها كلاب يرهبون خلق الله لا لشيء إلا لشباب كل همه هو التباهي بكلبه في الشارع غير مكترث بهلع الناس ومتلذذًا برؤية أنظارهم مركزة عليه وعلى كلبه المُخيف خاصة عندما يتعلق الأمر بكلاب متوحشة دخيلة على المجتمع المصري تستورد من أوروبا وأمريكا بدون أي إجراءات تقننها تدخل وتخرج في الشوارع العامة بكل حرية ودون رقابة صارمة كلاب
في غياب إحصائيات وتقارير رسمية هناك مؤسسات حقوقية مدنية تؤكد أن هناك ما يقرب من 50 ألف مواطن مصري يتعرضون لعقر الكلاب سنويًا، مابين الكلاب الضالة والكلاب التي يقتنيها أشخاص، لكن أغلب المتضررين لا يلجأون إلى القانون متنازلين عن حقهم أمام تعويضات بسيطة أو ربما إعتذار من مالكي هذه الكلاب بتبرير أن لهم أوراق رسمية وهو أمر يعكس عدم شعور المواطنين الضحية بخطورة الكلاب وحقوقهم المترتبة عن أضرارها يجعلهم غافلين عن كون حيازة المالك لأوراق رسمية لا تبرر إهمال أصحاب الكلاب وتهجمها على المواطنين في الشارع العام، أو هجومها علي الجيران وإجداث حالات من الرعب والهلع وكأنن في غابة البقاء فيها للأشرس وعلي الجاني قبل الضحبة معرفة ان هناك قانون يدير الحياة بين البشر في الدنيا وأنه هناك حساب من الله في الآخرة عقب حساب الدنيا جراء ترويع وإدخال الرعب علي نفوس الآمنيين في أوطانهم وشوارعهم ومنازلهم.
وقديمًا كانت الكلاب أما كلب للصيد وكسب لقمة عيش لصاحبه وكلب للحراسة والاستئناس قبل أن تتراجع وظيفته لصالح كلاب شرسة تفوق مصاريف أكلها وتدريبها ما يُصرف عليها بكثير فيصبح السيطرة عليها صعبًا بل ومن الحراسة والصيد توسعت مجالات توظيفها وصلت إلى حد استعمالها خارج القانون كسلاح للسرقة والاعتداء على المارة والسطو على ممتلكات الغير والاتجار في المخدرات والمقامرة بها عبر معارك دامية في الأحياء الشعبية بعد حقنها لتصبح أكثر افتراسًا وضراوة إلى غير ذلك من الممارسات غير المشروعة فضلا على أن أغلب المراهقين يتباهون بها أمام بوابات المدارس الإعدادية والثانوية لاستعراض مهارتهم في تدريبها وأحيانا توظيفها في التحرش الجنسي بالتلميذات. وكما إعتدنا عزيزي القارئ نُرجع كل الأمو ر للشرع وحكم الدين ففي الدين لا يجوز اقتناء وتربية الكلاب إلا لحاجة أولًا: الصيد ثانيًا: الحراسة ثالثًا: للماشية رابعًا: للزرع خامسًا: مساعدة الضرير، وغير ذلك من وجوه الانتفاع التي لم ينه الشرع أو الشارع سبحانه جل شأنه عنها، ويجوز تربية الكلب الصغير الذي يتوقع تعليمه الصيد؛ أو لاتخاذه لهذه المنافع المذكورة، ولا ينبغي اتخاذه لغير ما ذكر من منافع، فقال النبي الكريم: «مَنِ اتَّخَذَ كَلبًا إلَّا كَلبَ ماشِيةٍ أو صَيدٍ أو زَرعٍ انتَقَصَ مِن أَجرِه كُلَّ يَومٍ قِيراطٌ»، والكلب أحد أوفي المخلوقات ولكن إن لم يكن لضرورة فلا داعي له والأهم أن تتحكم به وتُحسن تدريبه وتراعي الله فيه فكلاب ليست واجاهة إجتماعية ولم تُلخق لتُرهب خلق الله.
لذلك فإن كان هناك جاجة لتربيةالكلاب وإقتنائها فلا مانع ولكن بشروط شرعية وقانونية وإجتماعية يجب تنفيذها بكل صرامة علي الجميع مع وضع قائمة الكلاب الخطيرة وأنواعها وأسماؤها و تحديد الهدف من وجدها ومع من تتواجد، مع تأهيل المصالح المعنية بالرقابة علي تكون تابعة لوزارتي الداخلية والزراعة وبإشراف الطب البيطري وتكوين مختصين في هذا المجال، وإعطائهم صلاحيات واسعة في التعامل مع كافة انواع الحيوانات خاصة التي يتم تربيتها أو المنتشرة في الشوارع والتي تسمي الضالة كقطط وكلاب الشوارع فالإستفادة منهم وحماية الناس من شرورهم أصبح ضرورة مُلحة إضافة إلى وضع آليات وأساليب جديدة وحديثة في خدمة تطبيق القانون علي مستخدمي هذه المخلوقات البريئة في غير موضعها مع تكليف كافة الأجهزة المعنية بعمل إحصائيات دقيقة لتحديد كافة أنواع وأشكال حيوانات الشوارع والإستفادة منهم وكفي أذاهم عن الناس وعمل توعية نوعية لطريقة التعامل معهم، مع التركيز علي الحيوانات التي يقتنيها بعض الناس دون علم الحكومة ودون خضوعها لإجراءات رقابية ووقائية رادعة لابد أن يعلم الجميع أن الحيوانات خاصة الكلاب الشرسة ليست للواجهة الإجتماعية وأن صاحب الكلب إن أن لم يعرف ماذا يقتني وكيف يتحكم فيه فلا حق له في إقتناء كلبه.