محمد فودة يكتب: صحة المصريين فى "قلب الدولة"
◄المبادرات الرئاسية تمنح ملف الصحة "صك التميز"
◄صحة المواطنين فى صدارة اهتمامات الرئيس.. والحكومة تنفذ الإستراتيجية بدقة فائقة
◄وزير الصحة د. خالد عبد الغفار أثبت أنه الرجل المناسب فى المكان المناسب
◄الرعاية الصحية المتكاملة تشمل كافة المواطنين وتصل إلى جميع المحافظات
◄"التأمين الصحى الشامل" تجسيد حقيقى للحياة الصحية الكريمة للمصريين
من يتابع أداء الحكومة فى ملف الصحة يدرك جيداً أن صحة المصريين تضعها الدولة على قمة أولوياتها ويتأكد -بما لا يدع مجالاً- للشك أن الرئيس السيسى جعل ملف الصحة الأول فى تفكيره واهتماماته وإجراءاته، وهو ما يفسر لنا هذا العدد الكبير من المبادرات الرئاسية التى أطلقها وهدفها الأساسى هو النهوض بصحة المواطنين والحفاظ عليها.
فمنذ أيام عقد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى اجتماعاً لمتابعة تطوير منظومة الصحة فى مصر، مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، والفريق أحمد الشاذلى رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، واللواء أحمد العزازى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وخلال هذا الاجتماع عرض وزير الصحة الموقف التنفيذى للمشروعات الجارى العمل بها فى قطاع الصحة، بما فى ذلك تطوير معهد ناصر ليصبح مدينة طبية متكاملة، وإنشاء مجمع معامل مركزية جديد وفقاً لأعلى المعايير العالمية، وتطوير عدد من المستشفيات الرئيسية، من ضمنها مستشفيات أم المصريين، وهليوبوليس، والمستشفى القبطى، فضلاً عن الموقف التنفيذى لإنشاء المعهد القومى الجديد للأورام 500500، وكذلك مخطط إنشاء معهد قلب جديد بمواصفات عالمية، تعزيزاً لدور معهد القلب القومى الذى يعد من أكبر الصروح الطبية المتخصصة لخدمة مرضى القلب، بالإضافة إلى إنشاء مجمع جديد ومتكامل للصحة النفسية وعلاج الإدمان وطب المسنين.
الاجتماع تناول أيضاً متابعة مستجدات المبادرات الرئاسية الصحية المختلفة، حيث تم استعراض النجاحات التى تحققت على مدار الأعوام السابقة لدعم صحة المواطنين بمختلف فئاتهم، ومردودها الإيجابى على التخطيط الصحى على المستوى الوطنى، وفى مقدمتها مبادرة "١٠٠ مليون صحة" للقضاء على فيروس "سى"، وكذلك مبادرة دعم صحة المرأة للكشف عن الأورام، فضلاً عن مبادرة "إنهاء قوائم الانتظار" التى نجحت فى علاج حوالى مليون و٦٣٢ ألف مريض، إلى جانب مبادرة فحص المقبلين على الزواج، والتى ساهمت بدورها فى فحص حوالى ٦٧ ألف شخص، بالإضافة إلى المبادرات الرئاسية لدعم صحة الأم والجنين، والأطفال حديثى الولادة، وطلاب المدارس، والكشف عن الأمراض الوراثية، والرعاية الصحية لكبار السن.
فى نهاية الاجتماع وجه السيد الرئيس بمواصلة الجهود الجارية لتحسين إتاحة وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، مشيراً إلى أن ملف الصحة يحتل أولوية متقدمة فى جدول أعمال الدولة، ويحظى باهتمام كبير وعمل مكثف للتغلب على التحديات الهيكلية التى تواجهه، بهدف التحسين المستمر لمنظومة الصحة، بما يحقق صالح المواطنين المصريين من جميع الفئات. من المهم الإشارة هنا إلى وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار الذى يعمل بدأب مستمر وإستراتيجية تترجم أهداف الدولة فى ملف الصحة، وذلك منذ اللحظة الأولى التى تولى فيها الملف عندما كان وزيرا للتعليم العالى، ثم عندما تولى حقيبة الصحة وواصل خلالها عمله برؤية شاملة تضع المواطن المصرى وصحته فى المقام الأول.
وبقراءة خريطة الصحة فى مصر وتحديدا خلال الأيام الماضية سنكتشف اهتمامات كثيرة بجوانب ملف الصحة ، فقد ترأس الدكتور خالد عبدالغفار ملتقى صحة الرئة الذى عقد بالتعاون مع شركة «استرازينيكا» لمناقشة خطة التوسع فى الخدمات الخاصة بالأمراض الصدرية، وصحة الرئة ، وأكد أن الاهتمام بالأمراض الصدرية وصحة الرئة يبدأ بالوقاية والكشف المبكر، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتلك الأمراض، مشيرًا إلى أن «صحة الرئة» ضمن أولويات ملفات العمل بالوزارة، ومن أهم المبادرات الرئاسية التى يجرى التحضير لإطلاقها قريبا.
الوزير وجه بضرورة الإعداد لإجراء مسح طبى موسع للكشف عن الأمراض الصدرية وأمراض الرئة لإنشاء قاعدة بيانات متكاملة يتم بناءً عليها اتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة للتوسع فى الخدمات المقدمة لحماية الفئات الأكثر عرضة لتلك الأمراض، وعلاج أصحاب الأمراض الصدرية وفقًا لأحدث أساليب التشخيص وبروتوكولات العلاج، ونوه إلى ضرورة تكثيف حملات توعية أصحاب الأمراض الصدرية بسبل الوقاية والممارسات الصحيحة لتجنب حدوث المضاعفات المرضية الخطيرة، وكذلك توعية الشباب وخاصة المدخنين بأهمية الحفاظ على سلامة الرئة، وتعريفهم بمخاطر الأمراض الصدرية.
كما عقد الدكتور خالد عبدالغفار أيضا اجتماعًا، مع ممثلى شركة «بريستول مايرز سكوب» الأمريكية، لمناقشة التعاون فى تعزيز الخدمات المقدمة لمرضى الثلاسيميا (أنيميا البحر المتوسط)، وتناول الاجتماع بحث فرص التعاون للاستفادة من الشراكة الإستراتيجية بين «بريستول مايرز سكوب» والاتحاد الدولى لمرض الثلاسيميا (TIF) ، وفى هذا الاجتماع أكد الدكتور خالد عبدالغفار حرص الوزارة على تقديم الدعم الكامل لتطوير الخدمات المقدمة لمرضى «أنيميا البحر المتوسط» منوها إلى ضرورة تكثيف التوعية الصحية بمرض الثلاسيميا، كونه أحد الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب، والتى تصيب الدم، وتزيد معدلاتها بين الأطفال.
وفى سياق الخدمة الطبية أعلنت وزارة الصحة والسكان، استقبال 2 مليون و4 آلاف جرعة من لقاح «فايزر المعدل» المضاد لفيروس كورونا المستجد، فى مطار القاهرة الدولى من خلال 4 شحنات وصلت تباعًا على مدار الأسبوع الماضى ، والوزارة أكدت أيضاً أن الشحنات سيتم توزيعها على مراكز التطعيمات المنتشرة فى جميع محافظات الجمهورية، بعد الانتهاء من التحاليل اللازمة بهيئة الدواء المصرية، مؤكدا أن لقاح «فايزر المعدل» حاصل على موافقة منظمة الصحة العالمية، وهيئة الدواء المصرية ، وذلك لأن الدولة لا تدخر جهدًا فى توفير اللقاحات للمواطنين «مجانا» بكافة محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى حرصها الدائم على الوصول للمواطنين فى المناطق والأماكن النائية وتقديم اللقاحات إليهم، بما يساهم فى الحفاظ على المناعة المجتمعية.
فى هذا السياق أيضاً وخلال اجتماعه بمجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحى وجه وزير الصحة بوضع خطة للتشغيل الأمثل لمستشفى العاصمة الإدارية للتأمين الصحى ليضاهى النظم الصحية العالمية، وأكد أن هذا المستشفى يُعد من أكبر الصروح الطبية بالجمهورية الجديدة ، مشيرًا إلى حرص الوزارة، على تقديم كافة آليات الدعم لضمان استدامة التأمين الصحى ، والعمل على تحسين خدمات الرعاية الصحية التأمينية بكافة أنحاء وربوع الجمهورية.
وتناول الاجتماع بحث الخطط الاستثمارية للهيئة، بهدف تعظيم الاستفادة من العوائد المالية للهيئة وتطويعها فى تطوير وتحسين الخدمات الصحية، واستحداث الأجهزة الطبية، الأمر الذى يساهم فى رفع كفاءة بيئة العمل بالمنظومة الصحية، حيث وجه الوزير، بالاستفادة من تجارب الدول الناجحة بهذا المجال، لافتًا إلى أن الوزير، أكد على ضرورة الاستمرار فى تقديم البرامج والدورات التدريبية للفرق الطبية العاملة بالهيئة، بهدف رفع كفاءتهم وصقل خبراتهم. كما عقدت وزارة الصحة والسكان ممثلة فى المجلس القومى للسكان، اجتماعًا، مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، بحضور الدكتور طارق توفيق نائب وزير الصحة لشئون السكان، وممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان فى مصر السيدة " فريدريكا ميير"، وعدد من خبراء ومستشارى الصحة الإنجابية وقد تناول الاجتماع مناقشة سبل التعاون بين المجلس القومى وصندوق الأمم المتحدة للسكان فى توسيع حملات التوعية المجتمعية لبرامج الصحة الإنجابية، فى إطار زيادة رفع الوعى بالمشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية وذلك انطلاقاً من أن القضية السكانية واحدة من أكثر القضايا إشكالية فى المجتمع، حيث كان ينظر لها من حيث نسب معدلات الإنجاب، أما فى ظل مبادرة رئيس الجمهورية "حياة كريمة"، فإن القضية السكانية أصبح ينظر لها من حيث تحقيق الحياة الجيدة والرفاهية لأفراد الأسرة من كاف نواحى الحياة.. الصحية والنفسية والمجتمعية والتعليمية.
الأمر الذى يتطلب أهمية توعية المجتمع بمفهوم "الحياة الكريمة للأسرة"، وضرورة تمهيد الحياة الجيدة للأطفال قبل الإنجاب وليس بعده، مما سيحدث نقلة فارقة فى تصور الأسرة للحياة الكريمة والأفضل لأطفالهم.
وهنا تتضح أهمية التعاون مع المنظمات الدولية الشريكة وعلى رأسها صندوق الأمم المتحدة للسكان فى التخطيط الجيد للترويج المجتمعى لبرامج ومشروعات الصحة الإنجابية التى تعمل عليها الحكومة المصرية، حيث تناول الاجتماع عرض نماذج من تجارب حملات التوعية المجتمعية التى تمت بدولتى "الهند واليمن" بالتعاون مع مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان بتلك الدول.
كما تم خلال الاجتماع أيضاً استعراض برامج تحسين صحة الأسرة، وهو ما يؤكد أهمية التوعية بضبط معدلات النمو السكانى، بما يساهم فى حسن توجيه الموارد والاستفادة من الإمكانيات المتاحة للمواطنين خاصةً فئة الشباب. جهد الحكومة لا يتوقف، وجهد وزارة الصحة لا يتوقف، وجهد وزير الصحة لا يتوقف، والهدف الأساسى هو صحة المواطن، وتطوير المنظومة الصحية التى شهدت نقلة كبرى خلال السنوات الماضية.